الأحد 16 كانون الثاني/يناير 2022
سوريا اليوم – متابعات
حذّر وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، من نفاد صبر بلاده تجاه الهجمات التي تستهدفها من داخل الأراضي السورية، مشيراً إلى أن القوات التركية تواصل عملياتها «الانتقامية» ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بعد التفجير الذي قُتل فيه 3 جنود أتراك في منطقة أكتشا قلعة جنوب تركيا على الحدود مع سوريا السبت قبل الماضي.
في الوقت ذاته، حذّرت «قوات سوريا الديمقراطية» مما وصفته بـ«التراخي الدولي» حيال نشاط شبكات إجرامية في مناطق خاضعة لسيطرة تركيا شمال سوريا، لافتة إلى أنها تتابع بدقة التقارير التي تتحدث عن نشاط بعض المجموعات العسكرية المؤيدة لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن القوات التركية قضت على 44 من عناصر الوحدات الكردية، رداً على مقتل 3 جنود على الحدود مع سوريا قبل أيام.
وأضاف أكار، في تصريحات حول التفجير الذي استهدف الجنود الأتراك، أن الجيش التركي أطلق عملية ضد الوحدات الكردية بعد «هجومها الغادر» الذي وقع السبت قبل الماضي، مشيراً إلى أن «عمليات العقاب أدت إلى القضاء على 44 منهم حتى الآن، وأن تركيا انتقمت وستنتقم لشهدائها». وتابع: «ننتظر من محاورينا في سوريا (روسيا والولايات المتحدة) الوفاء بمسؤولياتهم في إطار الاتفاقيات المبرمة»، محذراً من أن تركيا نفد صبرها من الهجمات التي تستهدفها من خارج الحدود.
في المقابل، حذّر تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» مما وصفه بـ«التراخي الدولي» حيال نشاط شبكات إجرامية في مناطق خاضعة لسيطرة تركيا شمال سوريا.
وقال المركز الإعلامي لـ«قسد»، في بيان، إن «قوات سوريا الديمقراطية تتابع بدقة التقارير الخطيرة التي تتحدث عن نشاط بعض المجموعات العسكرية المؤيدة لتنظيم داعش الإرهابي»، لافتاً إلى أن تلك الجماعات تعمل في منطقة رأس العين (ريف الحسكة)، التي تخضع لسيطرة تركيا وفصائل المعارضة السورية الموالية لها، منذ نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
وأضاف البيان أن تلك المجموعات، ومنها فصيل «أبو القعقاع»، تعمل كشبكات لتهريب البشر إلى تركيا وتستفيد من الأموال المحصلة في تمويل عمليات تنظيم «داعش». وحذّر من «التراخي الدولي» مع تلك الشبكات في المنطقة الخاضعة لسيطرة تركيا، لأن ذلك من شأنه أن يضاعف خطورة «داعش» ويعوق جهود مكافحة الإرهاب.
وكان التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول الإرهاب لعام 2020 صنّف تركيا على أنها «بلد عبور ومصدر للمقاتلين الإرهابيين الأجانب». ورغم أن تركيا جزء من التحالف ضد «داعش» و«المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب»، فإن التقرير الأميركي قال إنها مصدر وبلد عبور للمقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين يرغبون في الانضمام إلى التنظيم والجماعات الإرهابية الأخرى التي تقاتل في سوريا والعراق ومن يريدون مغادرة هذين البلدين، بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد.
ووصفت الخارجية التركية التقرير الصادر، الشهر الماضي، بأنه «منقوص ومنحاز»، معتبرة أن ما سمته «الادعاءات المتعلقة بالعمليات العسكرية التركية ضد الإرهاب في سوريا» لا يمكن قبولها أيضاً، لافتة إلى عدم وجود تفسير لتكرار هذه الادعاءات رغم رفضها سابقاً في مناسبات مختلفة.
واعتبر البيان أن عدم تطرق التقرير الأميركي إلى ما سماه «الأعمال الإرهابية لتنظيم وحدات حماية الشعب الكردية، ذراع حزب العمال الكردستاني المحظور في سوريا، ضد السوريين وخطواته الانفصالية ضد وحدة الأراضي السورية، أمر لافت للانتباه».
وذكر أن التقرير الأميركي لم يكن منصفاً في تقييمه لكفاح تركيا ضد التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«حزب العمال الكردستاني» و«حزب جبهة التحرير الشعبية الثوري»، وإسهاماتها في الجهود الدولية في هذا المجال. وأضاف البيان أنه من غير المقبول ألا يتضمن التقرير الهجمات الإرهابية التي تشنها الجماعات التابعة لـ«حزب العمال الكردستاني» ضد المدنيين في سوريا، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، مضيفاً أن تلك الجماعات استهدفت المدنيين والمرافق المدنية، بما فيها المستشفيات، وأسفرت هجماتها عن مقتل أكثر من 120 شخصاً في غضون العام الأخير.
وتعتبر تركيا «الوحدات» الكردية تنظيماً إرهابياً، بينما تدعمها الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الأوثق في الحرب التي شنها التحالف الدولي على تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال، في لقاء مع سفراء الدول الأوروبية في أنقرة، الخميس، إن عمليات تركيا العسكرية في سوريا قطعت الطريق أمام تحول هذا البلد إلى مركز لتصدير الإرهابيين إلى العالم، وأسهمت في إحلال الأمن والاستقرار.
واتهم الاتحاد الأوروبي بعدم تنفيذ برنامج القبول الإنساني الطوعي الذي يفتح باب الهجرة القانونية للسوريين، وبعدم دعم جهود تركيا في إنشاء المشاريع السكنية والبنية التحتية في المناطق المحررة من الإرهاب شمال سوريا من أجل تأمين العودة الطوعية للسوريين. وفي الإطار ذاته، بحث إردوغان التطورات في سوريا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. وذكرت الرئاسة التركية، في بيان، أن إردوغان وجونسون تناولا، في اتصال هاتفي ليل الجمعة – السبت، المستجدات الأخيرة في سوريا وأوكرانيا، والقضايا الإقليمية والعالمية.
مظاهرات سورية ضد ميليشيات إيران
وفي سياق آخر، كشفت معلومات أمس السبت عن مظاهرة في شرق سوريا تطالب بإخراج ميليشيات مرتبطة بإيران من قرى بريف دير الزور، في وقت أغلقت «قوات سوريا الديمقراطية» المتحالفة مع الأميركيين معبراً للتهريب عبر نهر الفرات مع مناطق سيطرة قوات النظام السوري.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط البوم الأحد إشارة «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير نشره أمس، إلى «خروج الأهالي بمظاهرة قرب معبر الصالحية شمال دير الزور، للمطالبة بإخراج الميليشيات الإيرانية من المناطق التي تسيطر عليها في ريف دير الزور، وعلى وجه الخصوص من القرى السبع التي تسيطر عليها تلك الميليشيات بشكل كامل». وأوضح أن هذه القرى السبع هي: الحسينية، الصالحية، حطلة، مراط، طابية جزيرة، مظلوم، خشام، وتقع جميعها على الضفة الشرقية لنهر الفرات. ولفت «المرصد» إلى أن المتظاهرين رفعوا لافتات كُتب عليها «نطالب التحالف الدولي بقيادة أميركا بإخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا – إيران سرطان ويجب إزالتها – حق العودة لا مساومة عليه».
وجاءت هذه المظاهرة بعد يوم من خروج المئات من أهالي الرقة بمظاهرة ضمت المئات في مدينة الطبقة الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» للمطالبة بإسقاط النظام السوري. وذكر «المرصد» أن المتظاهرين عبروا عن رفضهم لـ«المصالحات والتسويات» التي تجريها قوات النظام في الريف الغربي للمحافظة، ورفعوا لافتات كُتب عليها «كيف يعفو الجلاد عن ضحيته؟» و«لن نصالح حتى يصالح الشهداء» و«المصالحة مهانة وخيانة».
وبالتزامن مع ذلك، سُجل قيام دورية تابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، مؤلفة من 8 آليات عسكرية و«جرافة»، بإغلاق معبر نهري يستخدم لتهريب البضائع والمحروقات إلى مناطق سيطرة النظام عبر نهر الفرات، في بلدة زغيرة جديدة بريف دير الزور الغربي. وكان «المرصد السوري» قد أشار أول من أمس إلى افتتاح معبر تجاري من قِبل النظام و«قوات سوريا الديمقراطية» بريف دير الزور الشرقي. ويصل هذا المعبر بين بلدة الباغوز الخاضعة لـ«سوريا الديمقراطية» والتي كانت آخر معاقل تنظيم «داعش» شرق الفرات قبيل انهياره عام 2019، ومدينة البوكمال الخاضعة لسيطرة ميليشيات إيران والنظام عند الحدود السورية – العراقية. وتم افتتاح المعبر بحضور قيادات عسكرية، ودخل العمل فور افتتاحه «إلا أنه يعمل في ساعات الليل فقط، دون معرفة الأسباب»، حسب ما ذكر «المرصد».
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.