الخميس 20 كانون الثاني/يناير 2022
سوريا اليوم – برلين
انطلقت محاكمة طبيب سوري بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” وقتل معارض واحد على الأقل في مدينة فرانكفورت الألمانية، ما يعزز دور القضاء الألماني في ملاحقة ممارسات النظام الحاكم في سوريا.
ووصل علاء موسى البالغ 36 عاماً إلى المحكمة عند الساعة التاسعة من صباح أمس الأربعاء مكبل اليدين ووضع في قفص الاتهام. وارتدى معطفاً أخضر اللون مع قلنسوة من الفرو استخدمها لإخفاء وجهه. وبقي مطأطئ الرأس خلال التقاط الصور مكتفياً بتبادل بعض الكلمات مع محاميه قبل تلاوة بيان الاتهام، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس.
وتلاحق النيابة العامة الفدرالية علاء موسى بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” بموجب الولاية القضائية العالمية لألمانيا. وسمح هذا المبدأ القانوني الأسبوع الماضي بصدور حكم بالسجن مدى الحياة على ضابط المخابرات السوري السابق أنور رسلان في محاكمة أخرى في أول حكم من نوعه في ألمانيا.
وأوقف علاء موسى في حزيران/يونيو 2020 في هسن في غرب ألمانيا وهو يحاكم أمام محكمة فرانكفورت في 18 حالة تعذيب معارضين للنظام السوري وبتهمة قتل معتقل بحقنة. ويواجه احتمال الحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
ويشتبه في أن الطبيب الذي ينفي نفياً قاطعاً أن يكون أقدم على الأفعال المتهم بها، قام بهذه الممارسات في مستشفيين عسكريين في حمص في وسط سوريا وفي العاصمة دمشق. ويفيد معارضون سوريون أن هذه الممارسات تثبت استخدام النظام السوري هذه المنشآت الصحية في أعمال القمع.
كذلك يشتبه في أن الطبيب قام بممارسات في سجن تابع لاستخبارات الجيش السوري بين نيسان/أبريل 2011 ونهاية 2012 في حمص معقل المعارضين للنظام السوري في مطلع الحراك الشعبي الذي تحول إلى نزاع مسلح لاحقاً.
“عنف جنسي”
وتفيد النيابة العامة المتخصصة في كارلسروه أن الطبيب “حقن معتقلاً بمادة قاتلة (..) تسببت بوفاته في غضون دقائق قليلة” بعدما ضربه بهراوة.
وأوضح رينيه بانز أحد محامي المدعين بالحق المدني لوكالة فرانس برس أن هذه المحاكمة ستظهر خصوصاً أن “المستشفيات العسكرية كانت ولا تزال على الأرجح تستخدم بشكل منهجي ضد المجتمع المدني السوري إلى جانب سجون الاستخبارات”.
ويشتبه في أن المتهم أيضاً رش في صيف 2011، أي السنة التي بدأت فيها الانتفاضة السورية، بالإيثانول الأعضاء التناسلية لمراهق وأضرم النار فيها في قسم الطوارئ في مستشفى حمص العسكري.
وقال بانز إن هذه الممارسات تظهر “مدى استخدام العنف الجنسي” في أعمال القمع في سوريا.
وقد تعرض معارضون بحسب الحالات، لضرب على الرأس والبطن والأعضاء التناسلية وعلى جروح مصابين بها. ويشتبه في أن الطبيب عمد إلى تجبير كسر في العظم من دون بنج، ورش المطهرات التي تحوي على الإيثانول على جرح مفتوح قبل أن يضرم النار فيه، على ما تفيد معلومات استقاها القضاء.
وغادر المتهم سوريا في منتصف العام 2015 منتقلاً إلى ألمانيا بفضل تأشيرة دخول صادرة من ألمانيا لسوريين يمارسون بعض المهن التي تعاني فيها البلاد “من نقص”، من بينها الطب.
ومارس علاء موسى وهو جراح عظام، مهنة الطب في مستشفيات عدة قبل أن يتعرف عليه لاجئون سوريون.
منتجع هانئ
ولدى توقيف موسى في حزيران/يونيو 2020 كان يمارس مهنته في عيادة إعادة تأهيل جسدي في باد فيلدونغن الهانئة وهي منتجع للمياه المعدنية في هسن، وكان زملاؤه يجهلون ماضيه.
ويعتبر المدعون العامون في كارلسروه أن علاء موسى هو مؤيد متطرف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد كان يعامل المعارضين كـ”الصراصير” ويشارك “دونما تحفظ” في قمعهم.
ورحبت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية قبل بدء الجلسة “بهذه المحاكمة الثانية في ألمانيا بتهم الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا التي تظهر أن جهود القضاء بشأن الفظائع المرتكبة في هذا البلد تتوسع”.
وبالإضافة إلى الحكم على ضابط سابق في الاستخبارات السورية بالسجن 13 كانون الثاني/يناير الجاري بعدما أدانه القضاء الألماني بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فُتحت تحقيقات في فرنسا إثر شكاوى تقدم بها متضررون من النزاع السوري الذي أسفر عن سقوط نحو 500 ألف قتيل ودفع 6,6 ملايين شخص إلى النزوح أو اللجوء، بحسب الوكالة الفرنسية.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.