الثلاثاء 25 كانون الثاني/يناير 2022
سوريا اليوم – إدلب
يجهد رامي الرستم (35 عاماً) وهو نازح في مدينة سرمدا شمال إدلب بنحت ونشر أنواع الرخام والحجارة في منشرة الحجر التي يعمل بها منذ قرابة ثلاثة أعوام ويشكل قطعاً تستخدم لواجهات المباني والمنازل.
ويعمل الرجل الثلاثيني في مهنة نشر الحجر منذ أكثر من 15 عاماً ويتقاضى مبلغ 100 ليرة تركية (نحو 27 ألف ليرة سورية) يومياً.
يقول “الرستم” إن مهنته ساعدته على تأمين مستلزمات عائلته المؤلفة من سبعة أشخاص طيلة سنوات الحرب السورية، بحسب ما ينقل عنه تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” السورية المحلية.
ووفقاً لأصحاب مناشر الحجر والرخام بإدلب فإن مهنتهم ازدهرت مؤخراً بعد ازدياد الطلب عليها وتصدير الإنتاج إلى الدول المجاورة، حيث باتت تدر على ممتهنيها مبالغ “جيدة”، مما دفع العديد من الأشخاص لتعلّم أساسيات المهنة والعمل بها.
وساهمت المساحات الجبلية الواسعة التي تنتشر في إدلب في تنوع الأحجار وأنواعها وألوانها، فهناك الأحجار الزهرية والبيضاء والعفنية والصفراء، بالإضافة للعسلية التي تعد من أغلى الأنواع في المنطقة.
وتستخرج الأحجار الخام من مقالع حجرية ضخمة وتوزع على المناشر على شكل كتل كبيرة تتراوح أسعارها من 5 إلى 12 دولار للطن الواحد.
وتعمل المناشر على قصها وتحويلها إلى ألواح رخامية وحجرية منحوتة بعد عمليات عديدة كالجلي والقص والتربيع والنحت، ليتشكل منها قطع عديدة.
والعام الماضي، تعلم محمد حلاق (32 عاماً) وهو من سكان بلدة دير حسان شمال إدلب مهنة نحت الحجر لتصبح مهنته الأساسية ومصدر رزقه الوحيد بعد أن فشل في إيجاد فرصة عمل جيدة تساعده على إعالة عائلته المؤلفة من خمسة أشخاص.
ويقول “حلاق” الذي يعمل حالياً في منشرة للحجارة بالقرب من بلدته إنه عمل لمدة عام كعامل قبل أن يتقن الحرفة بمساعدة حرفيين يعملون في المنشرة ذاتها.
ويشير إلى أنه لجأ لتعلم هذه المهنة لأن “أجورها الجيدة”، إذ أنه يتقاضى 75 ليرة تركية (20 ألف ليرة سورية) وتمكن من خلال عمله من تسديد الديون المترتبة عليه والتي كان قد استدانها لتأمين احتياجات عائلته.
وتُصدَّر أنواع وأصناف الأحجار بواسطة تجار سوريين في تركيا، حيث توزع على العديد من الدول الخليجية والأوروبية أبرزها السعودية وقطر والإمارات وتركيا واليونان وغيرها من البلدان.
وتباع الأحجار بعد صناعتها بالمتر المربع ويتراوح سعرها بين 5 و8 دولارات للمتر الواحد، بحسب أصحاب معامل ومناشر الحجر.
ولا تتوفر إحصائية دقيقة لأعداد المناشر المتواجدة في إدلب، إلا أن عاملون في المهنة يقولون إن عددها يتجاوز 200 منشرة بين مقالع حجرية ومناشر صناعية في مختلف قرى وبلدات إدلب.
وعلى مقربة من بلدة كللي شمال إدلب، افتتح إياد المعري (40 عاماً) وهو نازح من مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، العام الماضي، منشرة للحجارة خاصة به بعد انقطاعه عن المهنة لأكثر من ثلاث سنوات بعد نزوحه من مدينته.
يقول الرجل الأربعيني إنه نقل منشرته التي كانت تعمل في معرة النعمان إلى بلدة كللي شمال إدلب واضطر للانقطاع عن العمل بسبب خسارته التي وصفها بالكبيرة بسبب عدم استطاعته إخراج آليات العمل نتيجة التصعيد العسكري.
ويشير إلى أنه لاحظ في السنة الأخيرة ازدهار الحرفة وازدياد الطلب عليها، ما دفعه لإعادة افتتاح الورشة وتصنيع الأحجار.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.