الأربعاء 26 كانون الثاني/يناير 2022
سوريا اليوم – دمشق
شنت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية بدمشق هجوماً شديد اللهجة على الاتحاد الأوروبي بعد تجديده موقفه الرافض دعم إعادة الإعمار في سوريا دون حصول “انتقال سياسي”، بينما أشادت المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني بالموقف الأوروبي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا) اليوم الأربعاء عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين بالحكومة السورية قوله إن دمشق “تستهجن المواقف والأكاذيب التي تضمنها البيان الأخير للمجلس الأوروبي (للعلاقات الخارجية) والتي تعبر عن حالة الانفصال عن الواقع والانفصام الذي تعانيه مؤسسة الاتحاد الاوروبي”.
وأضاف المصدر: “لقد بات جلياً أن هذه المؤسسة تفتقد لأدنى درجات الاستقلالية وارتضت لنفسها أن تكون تابعاً ومنفذاً للسياسات الأمريكية ما أفقدها هويتها وجعل منها كياناً هلامياً بلا لون أو طعم أو رائحة”.
وتابع المصدر: “إن ما ورد في بيان مجلس الاتحاد الأوروبي من أن “الصراع في سوريا لم ينته ولا يزال مصدراً للمعاناة وعدم الاستقرار” سببه أولاً وأخيراً التدخلات الغربية في الشأن السوري والإجراءات القسرية أحادية الجانب اللامشروعة والمحاولات البائسة واليائسة لحفظ ماء الوجه بعد ترنح المخطط العدواني ضد سوريا”، بحسب (سانا).
وختم المصدر السوري الرسمي تصريحه قائلاً: “إن الجمهورية العربية السورية التي هزم شعبها وجيشها المجموعات الإرهابية وداعميها من قوى الغرب الاستعماري لن تسمح للاتحاد الأوروبي وغيره بالتدخل في شؤونها وإعاقة عملية توطيد الاستقرار في البلاد.. وسوريا في الأساس لا تعير أي اهتمام لمواقف هذا الاتحاد التي لا قيمة لها ولا تساوي الحبر الذي كتبت به”.
الائتلاف الوطني يشيد بالمزيد من “العزل” لدمشق
من جهته، رحب “الائتلاف الوطني السوري” المعارض بموقف الاتحاد الاوروبي حول رفض التطبيع مع النظام السوري والتشديد على ضرورة الانتقال السياسي في سوريا، داعياً القوى والمنظمات الدولية إلى “المزيد من جهود عزل نظام بشار الأسد”.
وقال الائتلاف في بيان: “يرحب الائتلاف الوطني السوري بالموقف الموحد الذي أعلنه مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي في اجتماعه الأخير حول رفض شرعنة النظام والتشديد على ضرورة الانتقال السياسي في سوريا”.
وأضاف البيان أن “الاتحاد الأوروبي أكد أيضاً على فشل النهج العسكري للنظام في قمع الثورة رغم مرور أكثر من عشر سنين من القتل والتهجير لملايين السوريين، وأنه أوصل البلاد إلى دولة فاشلة ذات اقتصاد مدمر”.
وتابع أن “موقف الاتحاد الأوروبي منسجم مع القرارات الدولية في عزل النظام واستمرار فرض العقوبات عليه، تمهيداً لمحاسبة جميع رموزه من مجرمي الحرب وعلى رأسهم بشار الأسد”.
واعتبر البيان هذا الموقف ينسجم مع الواقع “حيث يستمر النظام وحلفائه في ارتكاب جرائم الحرب بمختلف مستوياتها ضد الشعب السوري”، داعياً جميع القوى والمنظمات الدولية إلى “المزيد من العزل لنظام الأسد وعدم رمي طوق النجاة له عبر الشرعنة وإعادة التدوير، أو عبر تقديم طروحات تناقض القرارات الدولية وتصب بنتيجتها في إعادة تدوير النظام”.
المجلس الأوروبي: لا تطبيع أو رفع للعقوبات قبل الانتقال السياسي
وكان المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (بالاتحاد الأوروربي) أكد قبل أيام أنه الاتحاد الأوروبي تأكيده على أنه لن يطبع علاقاته مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو يرفع العقوبات عنه ولن يشارك في إعادة إعمار سوريا حتى يتم الانتقال السياسي.
وفي جلسة يوم الجمعة الماضي برئاسة الممثل الأعلى للاتحاد للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل، وحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بسوريا غير بيدرسن، أعلن المجلس عن “تبادل الآراء حول كيفية تنشيط مشاركة الاتحاد (الأوروبي) في سوريا، وجعل استراتيجيته أكثر فعالية في دعم حل النزاع وتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان”.
وأكد بيان صادر عن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عقب الجلسة على أن “موقف الاتحاد الأوروبي الموحد بشأن سوريا لن يكون تطبيعاً، ولا رفعاً للعقوبات، ولا إعادة إعمار، حتى يتم الانتقال السياسي على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن 2254″، مطالبين “بوضع حد للقمع والإفراج عن المعتقلين، والكشف عن مصير المفقودين، ووضع حد للإفلات من العقاب”، بحسب ما نقل موقع تلفزيون سوريا (معارض).
وكان بيدرسن أطلع الوزراء الأوروبيين على جهوده المستمرة للتوصل إلى حل سياسي في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254، بما في ذلك مبادرته المتعلقة بمبدأ “خطوة مقابل خطوة”، وتلا إحاطة المبعوث الأممي نقاش وزاري حول الوضع في سوريا.
وعقب الجلسة، أصدر مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بياناً قال فيه إنه “بعد أكثر من عقد من الزمان، أصبح الصراع في سوريا الآن في طريق مسدود عسكرياً واستراتيجياً، لكنه يواصل توليد العنف والمعاناة وعدم الاستقرار”، مشيراً إلى أن سوريا “لا تزال دولة فاشلة ذات اقتصاد مدمر”.
وأضاف البيان أنه “على مدى العقد الماضي، لقي أكثر من 400 ألف شخص مصرعهم، ونزح نحو 6.1 مليون سوري داخلياً، وانتشر أكثر من 5.6 مليون لاجئ في المنطقة الأوسع”.
وأوضح أن “الأزمة تستمر في توليد احتياجات إنسانية شديدة ومعقدة بشكل متزايد، والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا، مع تداعيات عميقة على الاستقرار الشامل للمنطقة بأسرها”.
وأشار بيان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي إلى أن “نظام الأسد استمر في تعطيل الانخراط الجاد نحو الانتقال السياسي”، مؤكداً على أن “عدم إحراز تقدم نحو تنفيذ القرار 2254، أدى إلى تأخير وقف إطلاق النار والتسوية السياسية في البلاد”.
وتابع البيان أن الوزراء سيناقشون “آلية مضي الاتحاد الأوروبي قدماً بشأن سوريا، من خلال الحوار مع اللاعبين الرئيسي، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول المنطقة وجامعة الدول العربية”.
وذكر البيان أن وزراء الخارجية سيستمعون لإحاطة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا حول اقتراحه بشأن مبدأ “خطوة مقابل خطوة”، مشدداً على أنه يجب أن تكون “تدريجية ومتبادلة وواقعية ودقيقة وقابلة للتحقق، يمكن اتخاذها للمساعدة في دفع العملية السياسية إلى الأمام، نحو التنفيذ الكامل للقرار 2254”.
وأعلن الاتحاد الأوربي أنه “بصفته أكبر مانح إنساني، سيواصل تقديم المساعدة للسوريين المحتاجين”، مؤكداً استعداده على “تكثيف الجهود لتحسين سبل عيش السوريين العاديين”.
ولفت إلى أنه من المقرر عقد “مؤتمر بركسل” السادس حول سوريا في الربيع المقبل، موضحاً أنه سيكون بهدف “ضمان التركيز الدولي والدعم للشعب السوري، سواء في سوريا أو في المنطقة، لمواصلة الضغط من أجل التقدم نحو حل سياسي، وإفساح المجال أمام المجتمع المدني السوري”.
مجلس حقوق الإنسان: النظام يشن حرب تجويع وحصار
من جهة ثانية، اتهمت دول غربية وتركيا النظام السوري خلال جلسة عقدها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف مساء الاثنين، بشن حرب تجويع وحصار على مناطق شمال غربي سوريا، بحسب موقع “المدن” الإخباري اللبناني.
ودعت دول غربية من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا نظام الرئيس الأسد إلى “إنهاء الاعتقال غير المشروع والإخفاء القسري والسماح بوصول المساعدات الإنسانية في ظل الحرب المستمرة في البلاد”، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وتأتي الادانات الاوروبية والغربية وأيضاً تركيا لدمشق فيما شهدت الفترة الاخيرة تقارب عدد من الدول العربية من الحكومة السورية وتطبيع العلاقات معها، وسط محاولات لإعادتها إلى جامعة الدول العربية، أبرزها الأردن والإمارات ومصر وعُمان والعراق، بينما تؤكد المعارضة السورية أن التطبيع مع النظام يعني مشاركته في جرائمه وقتله للسوريين، بحسب تعبيرها.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.