الاثنين 28 شباط/فبراير 2022
سوريا اليوم – إدلب
يقول تجار سيارات في إدلب، شمال غربي سوريا، إن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) تجني مبالغ مالية طائلة من استيراد وإدخال السيارات الأوروبية المستعملة إلى إدلب.
ووفقاً لهؤلاء فإن “تحرير الشام” تأخذ على كل سيارة نحو 1500 دولار أميركي عبر فرض ضرائب الاستيراد وتسجيلها في مديريات النقل التابعة لها، بحسب ما جاء في تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” المحلية السورية (معارضة) اليوم الاثنين.
ويلجأ تجار في إدلب إلى استيراد السيارات الأوروبية المستعملة من الأسواق الكورية والأوروبية وإدخالها إلى إدلب عبر الأراضي التركية ومن خلال معبر باب الهوى الحدودي معها.
والشهر الفائت، قالت مصادر مطلعة لنورث برس، إن أكثر من أربعة آلاف سيارة أوروبية مستعملة دخلت إلى إدلب من معبر باب الهوى الحدودي.
وبعملية حسابية بسيطة، فإن الهيئة جمعت أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون دولار في شهر واحد فقط.
يقول زياد الفارس (47 عاماً) وهو تاجر يستورد السيارات الأوروبية المستعملة من كوريا إلى إدلب، إنه يقوم بشراء السيارات التي يعود تاريخ صنعها إلى ما قبل 2010 في كوريا بسعر 800 دولار أميركي، ولكنه يبيعها في إدلب بما يقارب 4500 دولار بسبب الضرائب.
ويتم نقل السيارات من كوريا إلى الموانئ ووضعها في السفن والإبحار بها إلى الموانئ التركية التي تفرض رسوماً تزيد عن ألف دولار أميركي على كل سيارة، بحسب “الفارس”.
وبعد ذلك، يتم نقلها إلى المعبر التركي المقابل لمعبر باب الهوى، وهناك يتم دفع رسوم جمركية تبدأ من 500 دولار أميركي حتى ألف دولار.
وتصل السيارات بعدها إلى معبر باب الهوى، وهنا أيضاً تدفع رسوم جمركية تبدأ من 200 دولار وحتى 600 دولار أميركي.
وتقوم إدارة التخليص الجمركي التابعة للهيئة بتجميع السيارات في ما يعرف بـ”سوق الحرة” بمدينة سرمدا، ليدفع التاجر نحو 1300 دولار على كل سيارة مهما كان نوعها حتى يتمكن من تخريجها إلى المعارض.
وبذلك يصل سعر السيارة التي كانت قيمتها في كوريا تعادل 800 دولار إلى نحو 4500 دولار أميركي مع تكاليف الشحن، وفقاً لـ “الفارس”.
وكانت السلطات التركية منعت إدخال السيارات الأوروبية المستعملة إلى إدلب منذ العام 2013، لتعود وتسمح مجدداً لتلك السيارات بالدخول إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام، مستفيدة أيضاً من الرسوم والجمارك التي تفرضها على التجار مقابل السماح للسيارات بالمرور في أراضيها.
ويقول معاذ الأحمد (49 عاماً) وهو اسم مستعار لتاجر سيارات في مدينة سرمدا شمال إدلب، إن أسعار السيارات الأوروبية المستعملة المتوفرة في إدلب بكميات هائلة جداً، كان من المفترض أن تكون أسعارها أرخص مما عليه الآن لولا الرسوم والضرائب الجمركية التي تفرضها “تحرير الشام”.
ويشير التاجر الأربعيني إلى أن “تحرير الشام” تسمح أيضاً للتجار بتصدير تلك السيارات إلى مناطق شمال شرقي سوريا ومنها أيضاً إلى إقليم كردستان العراق، وذلك مقابل رسوم أخرى يتم دفعها في معبر الغزاوية الخاضع لسيطرتها في ريف حلب الغربي.
وينتقد سامح النسر وهو من سكان مدينة سرمدا شمال إدلب، انتشار السيارات الأوروبية المستعملة في إدلب وخاصة أن شبكة الطرق قديمة ولا تتحمل كميات كبيرة من السيارات.
ولكن “الأحمد” يرى أن عمل “تحرير الشام” وحكومة الإنقاذ بأنه بات “عبارة عن شركات تجارية هدفها الأساس جمع أكبر قدر ممكن من المال”.
ويشكو “النسر” من الازدحام الكبير على الطرقات بسبب ازدياد عدد السيارات، ” قبل أربع سنوات كنا نصل إلى مدينة الدانا المجاورة خلال خمس دقائق أما فنحتاج إلى أكثر من نص ساعة للوصول إليها بسبب الازدحام الشديد”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.