الأحد 6 آذار/مارس 2022
سوريا اليوم – الحسكة
يضطر وائل العفر (31 عاماً) وهو من سكان ريف مدينة الشدادي جنوب الحسكة، شمال شرقي سوريا، لشراء المازوت من السوق السوداء عندما يشتد البرد وتهطل الأمطار، إذ لم يحصل على أي دفعة من مخصصاته من المادة حتى الآن.
لكن الشاب الثلاثيني وهو رب أسرة مؤلفة من أربعة أشخاص، يقول إنه لا يتمكن من تأمين المادة من السوق السوداء بشكل يومي بسبب ارتفاع سعرها، بحسب ما جاء في تحقيق نشرته اليوم الأحد وكالة “نورث برس” المحلية السورية (معارضة).
وخلال الفترات الماضية، لجأ “العفر”، إلى استدانة 220 ليتر من المازوت من أحد أقاربه الذي حصل على مخصصاته من المادة كاملة، على أن يقوم بإرجاعها أثناء استلام مخصصاته.
وفي ظل سريان قرار إلغاء توزيع الدفعة الثانية من مازوت التدفئة، يخشى الشاب عدم حصوله على المازوت، وهو ما سيضطره لشراء الكميات التي قام باستدانتها، من السوق السوداء بسعر يتجاوز 150 ألف ليرة سورية.
وهذا العام، ووفقاً للجنة المحروقات في الشدادي، فإن خمسة آلاف عائلة في المدينة وريفها لم تحصل على مخصصاتها من المازوت.
في حين حصلت 24.600 عائلة موزعة في المدينة والقرى والبلدات التي تتبع لها على المازوت، بحسب اللجنة.
واضطر البعض لشراء المادة بأسعار مضاعفة من السوق السوداء، فيما بقي آخرون بلا تدفئة طيلة الشهور الماضية.
ويصل سعر الليتر الواحد من المازوت في السوق السوداء، لأكثر من 800 ليرة سورية، بينما تقوم الإدارة الذاتية بتوزيعه على السكان بـ 85 ليرة، حيث كان من المقرر أن تحصل كل عائلة على 440 ليتراً على دفعتين خلال فصل الشتاء.
وتنتقد العائلات التي لم تحصل على مخصصاتها من المازوت وخاصة سكان بلدة عبدان وأبوفاس غرب الشدادي وتل شرقي الشدادي، تأخير عملية التوزيع وخاصة أن الشتاء دخل ربعه الأخير.
وأرجع ماجد بوزغا، وهو مسؤول لجنة المحروقات في الشدادي سبب تأخر عملية التوزيع إلى أنها تزامنت مع توزيع مخصصات المزارعين، بالإضافة إلى أحداث سجن الصناعة في الحسكة، والتي أدت إلى توقف عملية التوزيع لأكثر من عشرين يوماً.
ولم يذكر “بوزغا” فيما إذا كان سيتم توزيع الدفعة الأولى من المازوت على العائلات التي لم تحصل على مخصصاتها أم لا.
وأواخر الشهر الماضي، ألغت الإدارة الذاتية الدفعة الثانية لمازوت التدفئة، وخصصت كمياتها للمزارعين في المنطقة.
وحتى الآن، لم يقم علي الحساني (28 عاماً) وهو من سكان ريف الشدادي، بتركيب المدفأة في منزله، إذ لم يحصل هو الآخر على أي ليتر من المازوت من لجنة المحروقات.
ويقول “الحساني” إنهم يستعينون بالبطانيات لتدفئة أنفسهم منذ بدء الشتاء وحتى الآن.
ويشير إلى أن أفراد عائلته أصيبوا بنزلات برد، في ظل عدم امتلاكه القدرة المالية لتأمين المازوت من السوق السوداء.
ويتساءل بنبرة لا تخلو من الغضب، “لماذا لم يوزعوا المازوت علينا ولدينا الآلاف من آبار النفط في المنطقة؟”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.