الأربعاء 16 آذار/مارس 2022
سوريا اليوم – منبج
يدفع جمال معمو (48 عاماً) وهو مدير مدرسة في حي الكجلي الواقع في الطرف الجنوبي من مدينة منبج، شمالي سوريا (الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا)، ضعفي تعرفة الحافلة، المتعارف عليها، ليقنع أصحاب سيارات الأجرة بتوصيله إلى الحي.
ويقول “معمو” الذي يأتي من حي الحزاونة جنوبي منبج إلى الكجلي، إنه يدفع ثلاثة آلاف ليرة سورية أجرة سيارة رغم أن مبلغ التوصيل المتعارف عليه هو 1500 ليرة، بحسب ما ينقل عنه تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” المحلية السورية (معارضة) اليوم الأربعاء.
ويرفض سائقون، وهم الأكثرية، بحسب “معمو”، دخول الحي بسبب رداءة شوارعه وانتشار الحفر الكبيرة فيه وتجمع مياه الأمطار.
وكشفت الأمطار خلال الأيام الفائتة سوء حالة الطرقات في الحي الآنف الذكر، حيث أصبحت المياه المتجمعة في الشوارع وعلى أرصفتها هماً ومشكلة، لا سيما مع الأوحال التي جعلت وصول التلاميذ لمدرستهم صعباً خلال هطول المطر وبعده.
وتذمر سائقون وسكان في الحي من الحفريات التي تعيق سير المركبات في شوارعه، ناهيك عن إلحاق أعطال فيها.
لكن مشكلة الحي لا تقتصر على اهتراء الشوارع فحسب، بل تعاني الأطراف الجنوبية والجنوبية الشرقية من الكجلي الذي يحوي نحو ألف عائلة، من عدم وصول المياه إلى المنازل وافتقارها لشبكة صرف صحي وكهرباء.
ويعتمد السكان على الآبار العائدة ملكيتها لأشخاص لتدبر أمور منازلهم، ويضطرون لجلب مياه الشرب بشكل يومي من المنازل التي تصلها المياه وذلك لأن مياه الآبار غير صالحة للشرب.
كما لجأت العائلات التي تسكن في الأطراف الجنوبية والجنوبية الشرقية من الحي إلى حفر جور فنية لتصريف مياه الصرف الصحي.
وقدم سكان الحي، وفقاً لشهادات بعضهم، شكاوى لبلدية منبج وشركة الكهرباء وشركة المياه، لتأمين خدمات ولكن “دون جدوى”.
ويضم الحي محولة كهربائية ولكنها لا تغطي حاجة كافة الحي، وأغلب الأحيان تكون معطلة بسبب الحمولة الزائدة، بحسب سكان، فلا تصل الكهرباء النظامية لقسم من المنازل، ليبقى اعتمادها على كهرباء الأمبيرات (مولدات الكهرباء) فقط.
وتقول مها الأحمد، الرئيسة المشاركة لشركة كهرباء منبج، إن الشركة ستقوم بإصلاح الأعطال الموجودة في الحي وصيانة المحولات واستبدال القديمة منها.
ولكن يبدو أن ذلك الوعد لا يلقى صدى إيجابياً لدى محمود السرحان، الذي يقول إن الطلبات المقدمة لشركة الكهرباء تخطت أكثر من عامين، “وكانت الشركة تكتفي بوعود دون تنفيذ”.
ولعدم وصول المياه إلى منزله، يضطر “السرحان” لنقل مياه الشرب من المنازل التي تصلها المياه بدراجته النارية وخاصة أن مياه البئر الموجود في منزله غير صالح للشرب.
ويعلل غزوان شعبان، رئيس المكتب الفني في بلدية الشعب في منبج، عدم تخديم كامل الحي بشبكة صرف صحي وتعبيد شوارعه إلى تأخر صرف الموازنة من مجلس المدينة.
ويضيف: “نعمل بموجب خطة عمل سنوية لكافة أعمال البلدية من تزفيت وتعبيد وصرف صحي وستكون الأحياء المتضررة من أولويات عملنا هذا العام”.
وستقوم البلدية بأعمال ترقيع وترميم الشوارع في الحي في الفترة القادمة كحل إسعافي للحفر ريثما يتم العمل على تزفيتها بشكل كامل، بحسب “شعبان”.
ويشكك البعض بالوعود التي قدمتها البلدية وخاصة أن مشكلة اهتراء الشوارع تعود إلى سنوات.
ويبدو أن مشكلة المياه لا حل لها في الوقت الحالي، إذ تقول عبير البرهو، الرئيسة المشاركة لشركة المياه في منبج، إن إمكانية إيصال خط مياه لأطراف الحي غير ممكنة حالياً بسبب انتهاء العمر الفني للشبكة وعدم توفر الإمكانات الكافية لتنفيذ ذلك.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.