السبت 2 نيسان/أبريل 2022
سوريا اليوم – دمشق
“كل واحد ببيته”، الخلاصة التي انتهى بها حديث الأصدقاء الثلاثة، سليمان ومحمد وقاسم من سكان حي القيمرية بدمشق بعد نقاش وحساب حول تكلفة “تكريزة رمضان”.
ومنذ أيام الطفولة، اعتاد الأصدقاء الثلاثة على قضاء “التكريزة” بصحبة بعضهم، لكن هذا العام وبسبب ارتفاع تكاليفها، ألغوا ذلك التقليد.
والتكريزة هي تقليد دمشقي قديم عشية حلول شهر رمضان، حيث يذهب دمشقيون لمكان ما داخل أو خارج دمشق برفقة العائلة أو الأصدقاء وتناول ما لذ وطاب من المأكولات.
ويقول سليمان إنهم منذ أكثر من 12 عاماً كانوا يذهبون للربوة مع عائلاتهم، حيث كانت كل عائلة تجهز بعد الاتفاق طبخة معينة أو نوعاً معيناً تجلبه معها، “ونفتح سفرة متنوعة من المأكولات لاستقبال الشهر الفضيل وتوديع شهر شعبان”، بحسب ما ينقل عنه تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” المحلية السورية اليوم السبت الأول من رمضان في سوريا.
ويستكمل قاسم ما بدأه صديقه، “وعندما أصبحنا شباباً اعتدنا الجلوس في كافيه بمنطقة الشام القديمة فنحن لم نضيع تكريزة واحدة منذ الطفولة، لكن اليوم لا نستطيع فهي مكلفة وعلينا التزامات تجاه عائلاتنا”.
ومنعت الأوضاع الاقتصادية المتردية، الأصدقاء من قضاء التكريزة، إذ أن تكلفة الجلوس في أي مطعم أو كافيه مع طلب ثلاثة فناجين من القهوة على سبيل المثال دون أي شيء آخر لا تقل تكلفتها عن 30 ألف ليرة سورية.
ويتابع محمد الحديث، “بعد عملية حساب متوسطة بما سنتكلفه للتكريزة، وجدنا أن الشخص الواحد سيدفع ما لا يقل عن 40 ألف ليرة سورية وهذا المبلغ مصروف جيب ليومين، إذا اخترنا البقاء في منازلنا”.
وتشهد سوريا تفاقماً حاداً في الأوضاع المعيشية في ظل موجة ارتفاع أسعار لمستويات غير مسبوقة على خلفية انهيار قيمة الليرة السورية.
ويستذكر أبو فارس العمري (52 عاماً) سنوات ما قبل الحرب السورية ويقول: “منذ طفولتي لم أتصور أن يأتي رمضان بدون تكريزة, فهي طقس محبب ورئيسي لنا, لكن الظروف اليوم غير ظروف الأمس البعيد”.
ويشير الرجل إلى أن عام 2021، اقتصرت التكريزة على لمة صغيرة لعائلته وأولاده المتزوجين ضمن المنزل حيث أحضر أبناء أولاده معهم نوعاً من الحلو، فيما حضرت ابنته وزوجته صنفين آخرين.
والعام الذي سبقه، قضى “العمري” وزوجته ضمن المنزل دون أي تكريزة بسبب فيروس كورونا والقيود التي فرضت خلال الجائحة.
وقبل الحرب، اعتاد “العمري” الذهاب إلى منطقة ربوة بريف دمشق برفقة عائلته، وكانوا يقومون بالشواء وتجهيز ما طاب من الأكلات الشامية.
وكما سابقيها، ألغت أم فارس، طقس التكريزة هذا العام، فهو “أصبح رفاهية وحكراً على طبقة الأغنياء”.
وتشير أم فارس، التي فضلت التعريف عن نفسها بهذا الاسم إلى أن تقليد التكريزة في سنوات ما قبل الحرب كان لا يكلف أكثر من 10 آلاف ليرة سورية حتى مع شراء اللحم.
فيما إذا أرادت القيام بها في ربوة دمشق مع الأولاد وأولادهم هذا العام، فسيكفلهم أكثر من 300 ألف ليرة سورية، حسبما تقول.
وتستفيض أم فارس بالشرح، يبلغ سعر الفروج الواحد تقريباً 28 ألف ليرة وربما أغلى، “لأن كل يوم في تسعيرة جديدة”.
فيما يبلغ سعر الكيلوغرام من البندورة أربعة آلاف ليرة، والخيار بـ3500 ليرة، أما كيلوغرام من البطاطا فيباع بأربعة آلاف والرز والبرغل بستة آلاف, وتضيف متسائلة، “عن أي تكريزة تتحدثون؟”.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إأن حوالي 80% من السوريين يقبعون تحت خط الفقر، الأمر الذي يتفاقم اليوم مع حلول شهر رمضان وارتفاع الأسعار بشكل “مرِّيخي”، حسب تعبير سكان في دمشق.
وفضلت عائلة منال توفير ما ستصرفه لقضاء التكريزة لصرفه خلال شهر رمضان, وخاصة أنه يحتاج للكثير من المصاريف “والأسعار بدأت بالارتفاع قبل حلوله”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.