الثلاثاء 3 أيار/مايو 2022
سوريا اليوم – بيروت
أفرجت السلطات السورية منذ الأحد عن 87 معتقلاً من سجونها ضمن عفو عام رئاسي جديد يُعد الأشمل في جرائم “الإرهاب” منذ بدء النزاع في البلاد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وسبق للرئيس السوري بشار الأسد أن اصدر مراسيم عفو عدة منذ بدء النزاع تضمنت استثناءات كثيرة، وكان آخرها في أيار/مايو الماضي قبل أسابيع من إعادة انتخابه رئيساً للمرة الرابعة.
إلا أن المرسوم الجديد الذي صدر السبت، أي قبل يومين من احتفال المسلمين بعيد الفطر، يُعد، وفق ناشطين حقوقيين، الأكثر شمولاً في ما يتعلق بجرائم “الإرهاب” كونه لا يتضمن استثناءات كما قضت العادة.
ويقضي المرسوم الجديد “بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين” قبل 30 نيسان/أبريل العام 2022، “عدا التي أفضت إلى موت إنسان والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب”.
وجاء العفو الرئاسي للمرة الأولى دون أن يشترط أن يسلم المطلوب نفسه للعدالة، كما جاء في المراسيم السابقة، وبذلك تسقط العقوبة بشكل كامل عن أصحابها دون مراجعتهم لأي مكان.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس (الاثنين)، أن “عدد المعتقلين الذي خرجوا 87 معتقلًا حتى اللحظة من مختلف المناطق السورية، بينهم معتقلين منذ 10 سنوات”.
وأضاف المرصد أن “أجهزة النظام الأمنية أخبرت أعضاء الفرق الحزبية ضمن مناطق سيطرتها أنه سيتم الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين خلال الساعات القادمة، فبموجب المرسوم الرئاسي، من المفترض أن نشهد الإفراج عن عشرات آلاف المعتقلين القابعين في سجون النظام السوري”، بحسب تعبيره.
وحذر المرصد من محاولة النظام السوري “تلميع صورته عبر إصدار قانون العفو عن الجرائم الإرهابية التي لم تؤدي لمقتل إنسان، ومحاولته التهرب من الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبها في سجونه منذ 2011 خاصة أمام توالي التقارير الدولية وضغط المنظمات الإنسانية والحقوقية بخصوص ملف التعذيب والتجاوزات الخطيرة لحقوق الإنسان في السجون والمعتقلات، حيث تشير إحصائيات المرصد السوري إلى مقتل أكثر من 105 آلاف معتقل تحت التعذيب” داخل السجون السورية منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011، بحسب المرصد.
وقال المرصد “ينتظر السوريون الإفراج عن السجناء والمعتقلين، الذي سيشملهم العفو الجديد، كون النظام السوري يعتبر غالبية المعتقلين إرهابيون، بموجب القانون 19 لعام 2012.
وبحسب لائحة تناقلها ناشطون حقوقيون على وسائل التواصل الاجتماعي وتضمنت 20 اسماً، فإن بين المفرج عنهم معتقلون أمضوا سنوات في سجن صيدنايا ذائع الصيت والذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “مسلخ بشري” بعدما وثقت اعدام نحو 13 ألف شخص فيه شنقاً بين العامين 2011 و2015.
واعتبرت المحامية نورا غازي، مديرة منظمة “نو فوتو زون” المعنية بتقديم المساعدة القانونية للمعتقلين والمفقودين وعائلاتهم، إنه “أكبر عفو يصدر منذ بداية الثورة السورية كونه يشمل كافة الجرائم المتعلقة بالإرهاب باستثناء تلك التي لم تتسبب بموت”.
وتضيف “من المتوقع أن يخرج الكثير من الأشخاص، لكن الأمر سيحتاج إلى الكثير من الوقت”، بحسب ما نقلت صحيفة “الزمان” عن وكالة فرانس برس.
وانتقد المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة محمّد العبد الله طريقة الإفراج عن المعتقلين، وكتب على صفحته على فيسبوك “الافراجات بالسر، بالليل، بالعتمة، تجمع الناس في مراكز إفراج عشوائية”، محذراً من “فتح باب الشائعات والسمسرة والتلاعب بمشاعر الناس”.
وتتهم منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش، النظام السوري باستغلال قوانين مكافحة الإرهاب “لإدانة ناشطين سلميين”.
كما تُوجه للنظام السوري اتهامات بالتعذيب في السجون حتى الموت والاغتصاب والاعتداءات الجنسية إلى الإعدامات خارج إطار القانون، بحسب الوكالة الفرنسية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن معاون وزير العدل القاضي نزار صدقني أن المرسوم “جاء مختصاً بجرائم محددة بموضوعها وهي الجرائم الإرهابية.. وشمل جرائم مختلفة منها العمل مع مجموعات إرهابية أو تمويل أو تدريب إرهاب أو تصنيع وسائل إرهاب أو إخلال بالأمن”.
من جهتها، قالت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء إن العشرات من المعتقلين أفرج عنهم مع أول أيام عيد الفطر، وفق الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا).
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.