الجمعة 10 حزيران/يونيو 2022
سوريا اليوم – متابعات
تراوح الأزمة السورية مكانها فيما بات شبح التقسيم الرسمي يواجه البلاد في المستقبل، وذلك في ظل التقسيم المفروض بحكم الأمر الواقع في الوقت الحالي.
ووسط كم هائل من التدخلات الدولية والإقليمية تجد سوريا نفسها الآن في مواجهة انقسام مرعب بين مكوناتها القومية والدينية والطائفية والسياسية، وذلك بعد عقد من الحرب التي فجرتها الانتفاضة السورية التي جاءت في سياق ما يُعرف بالربيع العربي، بحسب تقرير نشرته صحيفة “العرب” اللندنية اليوم الجمعة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدد أمس الخميس شرح أهداف عملية عسكرية كبيرة هدد سابقاً بشنها ضد المقاتلين الأكراد شمال سوريا ضمن خطته لإنشاء منطقة عازلة على الحدود، مستفيداً من انشغال العالم خاصة روسيا بالحرب في أوكرانيا.
واعتبر نصرالدين إبراهيم، سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، أنه “يمكن الملاحظة وبوضوح انقسام المتصارعين فيها إلى معسكر أميركي وآخر روسي، لتصطف خلفهما قوى أخرى عالمية تتخندق حسب مصالحها الأمنية والاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى الدول الإقليمية، وبالتحديد إيران وتركيا اللتين تتصارعان في المشهد السوري انعكاسا للصراع التاريخي الفارسي والعثماني”.
وتابع إبراهيم في تحليل نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن ”في خضم ذلك شكلت كل من هذه القوى تحالفات استراتيجية وتكتيكية على الأرض وفي الجوار، بالاعتماد على الدول العربية وعلى القوات المحلية كشريك تنفيذي لمخططات المحور الذي تتبعه، وحيث تجمعهما المصالح والتقاطعات المشتركة أيضا”.
وبالفعل، نجح الأكراد في شمال البلاد في تأسيس “الإدارة الذاتية” كمشروع وطني سوري تمكن إلى حد ما من استقطاب مختلف شعوب المنطقة، وذلك في إطار مشروع قومي كردي بعد تجربتي إقليم كردستان العراق وجمهورية مهاباد في إيران عام 1946، وتحظى هذه الإدارة بدعم أميركي وأوروبي، بحسب تقرير (العرب).
وتجلى هذا الدعم بوضوح في ما قدمه التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي لهذه الإدارة، عقب هجوم التنظيم على مدينة كوباني في العام 2015، فيما تسيطر القوات الأميركية على منطقة التنف في نقطة تلاقي الحدود العراقية – الأردنية – السورية.
ورغم ذلك لا يزال النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد يسيطر على البلاد وإن بشكل متفاوت، حيث لا تزال سيطرته على مناطق مثل البادية في الوسط ودرعا والسويداء في الجنوب رخوة.
ومنذ عام 2015 وحتى الآن ثبّتت روسيا في سوريا موطئ قدم كبير، وبينما جعلت من نفسها طرفا أساسيا في أي مسار سياسي يؤدي إلى الحل، انتشرت عسكريا في مناطق متفرقة أبرزها قاعدة حميميم ومرفأ طرطوس، كما هيمنت على قطاعات اقتصادية رئيسية بموجب عقود طويلة الأمد.
ولا تسيطر موسكو بالكامل على قرار الحكومة التابعة للرئيس السوري بشار الأسد بل تتنافس على النفوذ مع إيران، لكنها لا تزال الشريك الأكبر في التحالف الروسي – السوري – الإيراني.
كما أن طموحات موسكو محدودة أكثر من دمشق أو طهران، مما يجعلها أكثر قابلية لحل الصراع حلاً تفاوضياً.
وقال إبراهيم إن “مناطق الإدارة الذاتية تشهد استقراراً ملحوظاً وتنمية مقبولة مقارنة مع مناطق “الاحتلال التركي” وما تشهده من فوضى عارمة، نتيجة الأعمال الإرهابية والانتهاكات الفظيعة بحق الشعب الكردي في كل من سري كانيه وعفرين وكري سبي، وكذلك الإرهاب الذي تمارسه الجماعات المتطرفة كحراس الدين وجبهة النصرة وفلول داعش بحق المتخالفين معهم فكراً وسياسة وديناً في تلك المناطق”، بحسب تعبيره.
وشدد على أن “الأمر نفسه بالنسبة للمناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، فهي تشهد فلتاناً أمنياً وأزمة اقتصادية خانقة، ولاسيما بعد تطبيق قانون العقوبات الأميركي “قيصر”، إلى جانب الخلافات البينية التي تظهر داخل النظام نفسه، وبينه وبين حلفائه من الروس والإيرانيين، حيث تتضارب مصالحهما في الكثير من النقاط”.
ورغم الانكفاء الأميركي في المنطقة، إلا أن صعود جو بايدن إلى الرئاسة الأميركية بعث ببعض التفاؤل لدى السوريين بإمكانية حدوث تغيير، غير أن ذلك يبدو مستبعداً في الوقت الراهن، خاصة بعد شن روسيا هجومها على أوكرانيا، ما جعل واشنطن تركز جهودها شأنها شأن حلفائها على محاولة صد هذا الهجوم.
وقال إبراهيم إن “من خلال جملة من المعطيات والأحداث على الأرض ومن خلال ملامح سياسة الإدارة الأميركية الجديدة، فإن من المرجح أن تكون المرحلة الحالية والممتدة لفترة ليست بالقصيرة مرحلة الحفاظ على الواقع الحالي كما هو، أي سوريا الدولة واللا دولة في آن واحد، وبتعبير آخر سوريا المقسمة لا دستورياً”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.