الجمعة 12 آب/أغسطس 2022
سوريا اليوم – متابعات
شهدت معظم مدن وبلدات الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة اليوم الجمعة مظاهرات حاشدة وغاضبة تعبر عن رفضها للمصالحة مع نظام الرئيس بشار الأسد، في الوقت الذي أصدر فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بياناً رد فيه على تصريحات وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو التي أدلى بها أمس الخميس.
وقالت صحيفة “زمان الوصل” السورية (معارضة) إن المظاهرات التي خرجت اليوم في الشمال أكدت على “ثوابت الثورة السورية التي خرج الشعب السوري من أجلها” عام 2011.
وقال مراسل الصحيفة إن “آلاف المتظاهرين خرجوا بمظاهرات حاشدة تحت مُسمى “لن نصالح” في كلٍ من مدن وبلدات اعزاز ومارع والباب وجرابلس وعفرين وأخترين والراعي وبزاعة بريف حلب الشمالي، وفي دارة عزة والأتارب بريف حلب الغربي، وفي سلوك وتل أبيض بريف الرقة الشمالي، وفي رأس العين بريف الحسكة الشمالي، وفي حارم وسرمدا وكللي وجسر الشغور والدانا وحزانو ومخيمات تل الكرامة والمسطومة وإدلب وترمانين وكفر كرمين وسلقين وكفر تخاريم ومعرة مصرين وجبل الزاوية بأرياف إدلب الجنوبية والشمالية والغربية.
وبحسب الصحيفة فإن المظاهرات جاءت رداً على تصريحات وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو أمس الخميس التي أعلن فيها أنه التقى مع وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية فيصل المقداد، وتحدث عن ضرورة السعي للمصالحة بين النظام والمعارضة في سوريا لإحلال السلام.
وقالت “زمان الوصل” إن المتظاهرين جددوا مطالبهم بالتأكيد على “ثوابت الثورة السورية وإسقاط النظام على رأس تلك الثوابت”، ومحاسبة رأس النظام ورموز النظام المجرمين، وتحقيق العدالة للسوريين، بحسب تعبيرها.
وذكرت أن نشطاء سوريين عاملين في الشمال السوري “المحرر” وجهوا دعوات للتظاهر أيضاً مساء اليوم الجمعة في عدة مدن وبلدات في أرياف حلب وإدلب، وذلك رفضاً للمصالحة مع النظام وتأكيداً على مطالب الثورة السورية المُحقة والمشروعة، على حد تعبيرها.
الائتلاف: ملتزمون بالقرار 2254
من جهته، قال “الائتلاف الوطني السوري” المعارض في بيانٍ ظهر اليوم الجمعة، إن “الائتلاف الوطني السوري يؤكد أن الشعب السوري اختار طريق الثورة وحدد أهدافه منذ 11 عاماً، وبذل في سبيل ذلك مئات الآلاف من الشهداء وملايين المصابين والمعتقلين والمهجّرين، سعياً للوصول إلى الحرية والكرامة والعدالة، بعيداً عن نظام الأسد المجرم”.
وشدد الائتلاف على أن النظام في سوريا “هو نظام إبادة ارتكب آلاف جرائم الحرب بحق الشعب السوري الأعزل. وما تزال حفرة حي التضامن عالقة في أذهان العالم كله، ومثلها صور أكثر من 10 آلاف شهيد تحت التعذيب سربها (قيصر)، وأقسى منها اختناق الأطفال بعد أن استهدفهم الأسد بالكيماوي، وآلاف الجرائم في مختلف المحافظات السورية”، بحسب ما نقلت “زمان الوصل“.
وطالب الائتلاف بـ “ضرورة العمل الجاد من كل دول العالم الحر من أجل بناء تحالف دولي لمحاسبة نظام الأسد الكيماوي الذي قتل مليون شهيد وهجّر أكثر من نصف الشعب السوري”، موضحاً أن “هذا ما يسعى إليه الائتلاف الوطني وكل القوى الوطنية السورية”.
ونوه البيان إلى أن “الائتلاف الوطني السوري منذ مساء أمس (الخميس) أجرى العديد من التواصلات مع الجهات التركية الرسمية حول تصريحات وزير الخارجية التركي، وأكدوا دعمهم الكامل لتطلعات الشعب السوري المشروعة وتنفيذ القرار 2254”.
وشدد الائتلاف على أنه “ملتزم بالحل السياسي وتخليص البلاد من النظام المجرم ومحاسبته وتحقيق تطلعات الشعب السوري”، مؤكداً “ثباته على مبادئ الثورة واستمراره في العمل حتى إسقاط نظام الأسد”، وداعياً “المجتمع الدولي إلى إنصاف السوريين ودفع عجلة الحل السياسي إلى الأمام، بما يضمن الانتقال السياسي الشامل، و إنهاء المأساة الإنسانية والسياسية الطويلة”.
وأشار الائتلاف إلى أن “التظاهرات الشعب السوري الحر في الشمال أمس (الخميس) أظهرت أن الثورة ما زالت مشتعلة في نفوس الأحرار”، منوهاً إلى أنه “لا بدّ من التأكيد على رفض ما حصل من تجاوزات وحرق لعلم دولة شقيقة اختلط دم أبنائها بدمنا في تحرير الأرض ومحاربة الميليشيات الإرهابية، وتستضيف مشكورة حوالي أربعة ملايين سوري على أرضها”.
أردوغان لا يعلق.. والخارجية التركية توضح
وفي السياق ذاته، لم يعلّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات أدلى بها اليوم الجمعة، على تصريحات وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.
وظهر أردوغان اليوم في مسجد “أيازما” الذي أُعيد افتتاحه مؤخراً في منطقة أوسكودار باسطنبول، وألقى كلمة بعد صلاة الجمعة بمناسبة إعادة افتتاحه، لم يتطرق فيها للحديث عن تصريحات جاويش أوغلو حول “مصالحة” المعارضة مع النظام السوري، وانصب حديثه على أهمية المسجد، وشكر كل من أسهم بترميمه، بحسب ما نقل موقع “عنب بلدي” الإخباري السوري (معارض) عن موقع الرئاسة التركية الرسمي.
كما غاب الحديث عن التصريحات في خطاب أردوغان خلال افتتاح مكتبة “بنك زراعات” ومبنى الفصل الدراسي المركزي في جامعة “اسطنبول مدنيات” عقب الانتهاء من صلاة الجمعة، علماً أن القيادي في “الجيش الوطني السوري” (مدعوم من تركيا) مصطفى سيجري كان قد نشر عبر “تويتر“، أن أردوغان سيتحدث بعد صلاة الجمعة حول تصريحات وزير الخارجية، مشيراً إلى وجود “توضيحات مهمة”.
أما وزارة الخارجية التركية فأصدرت بياناً اليوم الجمعة قال فيه المتحدث باسم الوزارة تانجو بيلجيتش: “ردًا على ما تم تداوله في وسائل الإعلام فيما يتعلق بنهج تركيا في الصراع السوري، الدولة التي بذلت أكبر جهد لإيجاد حل في هذا الاتجاه (..) لعبت تركيا دوراً رائداً في الحفاظ على وقف إطلاق النار على الأرض وإنشاء اللجنة الدستورية من خلال عمليتي (أستانا) و(جنيف)، وقدمت الدعم الكامل للمعارضة ولجنة التفاوض في العملية السياسية”.
وأضاف أن العملية السياسية لا تتقدم بسبب وضع النظام السوري حججاً يعرقل فيها سير العملية، واعتبر أن القضايا التي عبر عنها الوزير التركي أمس الخميس، تشير إلى ذلك من خلال توفير الحماية المؤقتة لملايين السوريين، بحسب ما نقل “عنب بلدي“.
وأكد أن تركيا ستواصل مساهمتها النشطة في الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، وإيجاد حل للنزاع وفقاً لخارطة الطريق المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، بالتعاون مع جميع أصحاب المصلحة في المجتمع الدولي، المساهمين بقوة في الجهود المبذولة لإيجاد حل دائم لهذا الصراع بما يتماشى مع تطلعات الشعب السوري، بحسب البيان.
وكان وزير الخارجية التركي نفى صحة الأنباء المتداولة حول اتصال متوقع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس السوري بشار الأسد.
وقال جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي أمس الخميس، إن الرئيس الروسي أراد إعادة العلاقات بين الأسد وأردوغان، إلا أن الرئيس التركي اكتفى بالرد عليه بأن “من المفيد لقاء أجهزة الاستخبارات بين البلدين”.
وكشف الوزير التركي أنه أجرى محادثة “قصيرة” مع وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، وذلك على هامش اجتماع “حركة عدم الانحياز” الذي عُقد في تشرين الأول/أكتوبر 2021، بالعاصمة الصربية بلغراد.
وقال جاويش أوغلو، إن من الضروري “تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما”، معتبراً أنه لن يكون هناك “سلام دائم دون تحقيق ذلك”.
وأضاف، “يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”، بحسب تعبيره.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.