الاثنين 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
سوريا اليوم – الرقة
منذ قطاف موسمه، حمل خليل فراشه واصطحب عائلته لحراسة محصول الذرة والإشراف على تجفيفه بطريقة بدائية. فرش المزارع محصوله على الطريق العام بين دوار حزيمة وجسر الفروسية في الجهة الشمالية لمدينة الرقة.
يقول خليل الأحمد (50 عاماً)، من سكان قرية الأسدية شمالي الرقة، إنه اختار طريقة التجفيف البدائية هذه لتخزين محصوله وانتظار ارتفاع سعره قليلاً، بعد “استغلال” التجار لحاجة المزارعين لإيفاء الديون، فباتوا يشترونه بسعر “بخس”، بحسب تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” المحلية السورية (معارضة).
وفي التاسع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، سمحت الإدارة الذاتية، بتصدير مادة الذرة الصفراء لخارج مناطقها، وقالت إن السبب هو عدم قدرتها على شراء المحصول من المزارعين.
أثار القرار استياء “الأحمد” ومزارعي الذرة بشكل عام، بعد “التكاليف الباهظة” التي دفعوها وأغلبهم اشتروا مستلزمات زراعة المحصول بالدولار الأميركي.
ورغم سماح الإدارة الذاتية بتصدير الذرة الصفراء من كافة المعابر، إلا أن سعرها لا زال “متدنياً”.
ويباع الكيلوغرام الجاف الواحد من الذرة الصفراء في الرقة بـ 1300 ليرة، فيما تباع في الأشجار بـ 800 ليرة.
والعام الماضي، سعرت الإدارة الذاتية مادة الذرة بـ1100 ليرة للكيلو الواحد واستخدمتها في الخبز بعد طحنها.
فيما سعرت حكومة دمشق، شراء هذا المحصول بـ1750 ليرة وأضافت لها مئتي ليرة مكافأة توريد، ليصبح السعر المعتمد 1950 ليرة سورية للكيلوغرام.
اللجوء للطرقات
وعلى الرغم من إعلان جاهزية مجفف الذرة لاستقبال المحصول من قبل شركة تطوير المجتمع الزراعي في الرقة، إلا أن أحداً من المزارعين لم يجفف محصوله هناك، إذ يرون أن ذلك سيفرض عليهم المزيد من التكاليف.
ولم تصدر الإدارة الذاتية حتى الآن تسعيرة رسمية للتجفيف، وسط تداول مزارعين أنباء عن أن أجرة تجفيف الطن الواحد هي 300 ألف ليرة.
يقول “الأحمد”، مستاء من عدم شراء الإدارة المحصول منهم في المقابل ستستفيد من أجرة التجفيف، “بعد أن ضربونا بالموسم ولم يشتروه منا لا حل لنا سوى الطرقات”.
ويعاني المزارعون من افتراش الذرة على الطرقات العامة ما قد يعرضها للسرقة والتخريب، كما تسبب أزمة سير وحوادث خاصة لسائقي الدراجات.
ويجاور مصطفى العيدو (40 عاماً) من مزرعة حطين غربي الرقة سابقه، اضطر كذلك لنقل محصوله وفرشه على طريق بطرف المدينة لتجفيفه، بسبب عدم وجود طرقات واسعة في قريته.
وبحرقة على ضياع تعبه يعبّر، “دفعنا دم قلوبنا بالزراعة وبالآخر يدفع لنا التجار 800 ليرة في الكيلو، هذا سعر غير مقبول ولا يغطي الخسائر التي تكبدناها”.
ولقلة حيلته في تحديد سعر محصوله وخوفاً عليه، يبيت “العيدو” على الطرقات مصطحباً أطفاله في ظل برودة الطقس ليلاً.
حصراً للكميات الكبيرة
ويقول مزارعون إن المجفف خُصص الدور عليه للتجار، كاستثمار خاص وخاصة أنه لا يستقبل كميات قليلة.
لكن أحمد العلي، الرئيس المشارك لشركة تطوير المجتمع الزراعي في الرقة، ينفي استثمار المجفف من قبل التجار كقطاع خاص، “هي إشاعات لا صحة لها، هذا المجفف للمزارعين بالدرجة الأولى”.
ويضيف: “توقعنا إنتاجاً ضخماً للذرة في الرقة وسّعنا الطاقة التجفيفية للمجفف إلى 1700 طن في اليوم”.
لكن يوجد أربع مجفِفات ضمن مجفف الذرة في الرقة، كل واحد منها يستقبل كميات من 40 طن فما فوق، ما يعني أن التجفيف فقط لأصحاب الكميات الكبيرة، وكل واحدة من المجفِفات ستختص بقطاع معين بالتنسيق مع الجمعيات الفلاحية ولجنة الزراعة والإرشاديات، بحسب “العلي”.
وحول تسعيرة التجفيف، يشير “العلي” إلى أنهم ينتظرون الإدارة الذاتية لإصدارها، “ستكون مدعومة تناسب التكاليف”.
ويشارك أحمد الحسن (54 عاماً) وعائلته أيضاً سابقيه المعاناة ذاتها، وفضّل الرجل تحمل المشقة والتعب على أن “يتحكم” به التجّار.
ويقول إنه لن يبيع محصوله في هذا الوقت، حيث سيخزنه لوقت لاحق، حينما يُدفع له السعر الذي يغطي النفقات.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.