الأربعاء 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
سوريا اليوم – متابعات
جددت تركيا تأكيداتها أنها لن تسمح بإقامة «دولة إرهابية» على حدودها الجنوبية، في الوقت الذي صعّدت فيه هجماتها ضد المقاتلين الأكراد شمال سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس (الثلاثاء)، إن تركيا ستشنّ «قريباً» عملية برية في سوريا ضدّ المقاتلين الأكراد. وأضاف في خطاب متلفز: «حلّقنا فوق الإرهابيين لبضعة أيام بطائراتنا ومدافعنا ومسيّراتنا.. إن شاء الله سنقتلعهم جميعاً قريباً بالدبابات والمدفعية والجنود»، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز». وتابع إردوغان أن بلاده ردّت على الهجوم الإرهابي الذي وقع في إسطنبول الأحد قبل الماضي «بالقضاء على التنظيمات الإرهابية في العراق وشمال سوريا». وأضاف: «نعرف من الذي يسلّح ومن يشجع الإرهابيين»، بحسب صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأربعاء.
في غضون ذلك، دعا وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الولايات المتحدة، إلى وقف دعمها لـ«حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» الكردية. وقال، خلال اجتماع بالبرلمان التركي الثلاثاء، لمناقشة ميزانية وزارة الدفاع للعام المقبل، إن العملية العسكرية «المخلب – السيف» في شمال سوريا والعراق، هي الأوسع والأشمل في الفترة الأخيرة. وأشار إلى أن المقاتلات التركية المشاركة في العملية استهدفت فقط مواقع «الإرهابيين» في المناطق التي قصفتها، مؤكداً أن جميع العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا خارج حدودها متوافقة مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تمنح الدول حق الدفاع عن نفسها، وأن تركيا تحترم وحدة أراضي وسيادة دول الجوار، ولا تستهدف سوى التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن تركيا وسلامتها. وأضاف أكار أنه تم تحييد (قتل) 3 آلاف و858 إرهابياً داخل البلاد وفي شمال سوريا والعراق منذ مطلع العام الحالي، كما تم تحييد 36 ألفاً و854 إرهابياً منذ 24 يوليو (تموز) 2015.
وكان أكار أعلن تحييد 184 من عناصر «العمال الكردستاني» و«الوحدات» الكردية منذ انطلاق عملية «المخلب – السيف» بدعم بري وجوي، فجر الأحد. وقال، خلال وجوده في مركز العمليات التابع لقيادة القوات البرية رفقة رئيس هيئة الأركان يشار غولر وقادة القوات البرية والبحرية والجوية مساء الاثنين، إنه تم خلال عملية «المخلب – السيف» استهداف مناطق قنديل وآسوس وهاكورك في شمال العراق، وعين العرب (كوباني) ومنبج ومنطقة زور مغار وتل رفعت والجزيرة والمالكية في شمال سوريا. وأضاف أنه تم تدمير 89 هدفاً، من بينها ملاجئ ومخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات تابعة لـ«الإرهابيين» في المرحلة الأولى من العملية. وزاد: «الإرهابيون الذين لم يتمكنوا من مواجهة جنودنا، قاموا بمحاولات دنيئة… إنهم في حالة ذعر وخوف… سنواصل القيام بما يلزم لجعل انهيار التنظيم الإرهابي (العمال الكردستاني في شمال العراق والوحدات الكردية في شمال سوريا) دائماً».
في غضون ذلك، تواصل القوات التركية قصفها «العقابي» على مواقع «قسد» في شمال سوريا رداً على استهداف مدنيين في مناطق داخل تركيا متاخمة للحدود مع سوريا.
وبدأت القوات البرية التركية، الثلاثاء، قصف مواقع «وحدات حماية الشعب» الكردية بمدافع ذاتية الحركة رداً على استهدافهم معبر أونجوبينار الحدودي بولاية كيليس، الأحد، وقضاء كاراكميش بولاية غازي عنتاب، الاثنين. وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أعلن، الاثنين، مقتل 3 مدنيين وإصابة 6 آخرين جراء قذائف أطلقتها «الوحدات» الكردية من الشمال السوري على قضاء كاراكميش بولاية غازي عنتاب، كما أصيب، الأحد، جندي و7 من عناصر الشرطة التركية بجروح نتيجة إطلاق صواريخ على بوابة أونجوبينار الحدودية في كيليس.
وكثفت المدفعية التركية لليوم الرابع على التوالي، الثلاثاء، قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع «قسد» في مناطق ريف حلب الشمالي، المتاخمة لمنطقة العمليات التركية «درع الفرات».
وقصفت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بقذائف المدفعية الثقيلة، بعد منتصف ليل الاثنين وفجر الثلاثاء، مواقع في منطقة تل رفعت وقرى الشيخ عيسى وكفر أنطون وشوارغة وتل عجار وعين دقنة بريف حلب الشمالي، إضافة إلى قصف مدفعي مكثف استهدف محيط عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي.
في المقابل، قصفت قوات النظام السوري، بالمدفعية الثقيلة، محيط قرية كفرنوران ومحيط قرية العصعوص بريف حلب الغربي. وطال القصف محور كبانة بجبل الأكراد شمال اللاذقية، ضمن منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا.
وفي تطور لافت، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مسيّرة (درون) تركية قصفت، الثلاثاء، قاعدة عسكرية مشتركة للتحالف الدولي ووحدات مكافحة الإرهاب في منطقة استراحة الوزير، شمال مدينة الحسكة، وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من مقاتلي وحدات مكافحة الإرهاب وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة. وتنطلق من القاعدة دوريات للقيام بعمليات ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
وكان «المرصد السوري» قد أشار إلى أن مسيّرة تركية استهدفت سيارة عسكرية أثناء مرورها، الاثنين، في منطقة تبتعد عشرات الأمتار عن قاعدة روسية في تل تمر شمال غربي الحسكة، موضحاً أن الاستهداف كان الثاني من نوعه خلال ساعات، حيث استهدفت طائرة مسيّرة تركية قبل ذلك بـ4 ضربات جوية، مطارين للطائرات الشراعية في ريف عامودا بمحافظة الحسكة.
وفي إطار مرتبط، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر تركية وأخرى من المعارضة السورية، أن طائرات حربية تركية اخترقت المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة للمرة الأولى لمهاجمة «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا، مشيرة إلى أن الأتراك يحشدون حلفاء سوريين لتوسيع حملتهم على الأرجح. وأضافت الوكالة نقلاً عن ثلاثة مصادر، أن تركيا «أعدت معارضين سوريين بالوكالة لعملية موسعة محتملة، لكنها لم تتخذ قراراً بعد»، ووقعت الغارات التركية بطائرات «إف – 16» في الأيام القليلة الماضية. وفي حين أن تركيا نفذت عدة عمليات كبيرة بشمال سوريا في السنوات القليلة الماضية، فقد استخدمت طائرات مسيّرة في كثير من الضربات الجوية بالنظر إلى أن واشنطن، المتحالفة مع «قوات سوريا الديمقراطية»، التي تقودها «وحدات حماية الشعب»، وموسكو، حليفة دمشق، تسيطران على جزء كبير من المجال الجوي.
وقد يشير استخدام تركيا للمجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة، حسبما ورد، إلى نفوذ أنقرة المتزايد لدى موسكو وواشنطن، بحسب ما ذكرت «رويترز». ولم ترد وزارة الدفاع الروسية ووزارة الخارجية الأميركية في شكل فوري على طلبات للتعليق.
وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن الطائرات لم تُستخدم قط في الأجواء السورية أو الروسية أو الأميركية في الضربات الجوية الأخيرة على قواعد المسلحين الأكراد في سوريا، وإن الطائرات قصفت جميع الأهداف من داخل المجال الجوي التركي. ومع ذلك، قال مسؤول أمني تركي كبير وشخصيتان بارزتان في المعارضة السورية على اتصال بالجيش التركي لـ«رويترز»، إن طائرات مقاتلة حلقت داخل الأراضي السورية التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» المدعومة من الولايات المتحدة، وإن أنقرة على اتصال مع روسيا بشأن هذا الأمر. وقال المسؤول الأمني التركي: «استخدمت الطائرات التركية المجال الجوي الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وروسيا. وأُجري بعض التنسيق مع هذين البلدين».
واشنطن تعارض
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها تعارض أي تحرك يمكن أن يفاقم الوضع في سوريا، في ضوء استمرار التهديدات المتزايدة من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بأنه سيأمر بعملية عسكرية انتقامية ضد الجماعات الكردية المسلحة، بالتزامن مع مطالبة موسكو وعواصم أخرى لأنقرة بضبط النفس وتجنب التصعيد.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن الولايات المتحدة تعارض أي تحرك عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا. وأوضح أن واشنطن أبلغت أنقرة قلقها البالغ من تأثير التصعيد على هدف محاربة تنظيم «داعش». وأضاف أنه «جرى حض تركيا على عدم شن مثل هذه العمليات، وبالمثل تماماً جرى حض شركائنا السوريين على عدم شن الهجمات أو التصعيد»، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.
وتحالفت الولايات المتحدة مع «قوات سوريا الديمقراطية» التي تقودها «وحدات حماية الشعب» في القتال ضد «داعش»، ما تسبب في خلاف عميق مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي.
ويعتبر كل من أنقرة وواشنطن «حزب العمال الكردستاني» جماعة إرهابية؛ لكنهما تختلفان حول مكانة «وحدات حماية الشعب».
وإزاء احتمالات التصعيد، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي، أن قواتها «بمنأى عن الخطر»، إثر إعلان المقاتلين الأكراد استهداف طائرة مُسيَّرة تركية لقاعدة مشتركة مع قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن المكتب الإعلامي للقيادة المركزية، أن «القوات الأميركية كانت بمنأى عن الخطر، ولم تقع أي غارات على مواقع تستضيف قوات أميركية»؛ مشيراً إلى أن الغارات الأقرب لمكان وجود قواتها، وقعت على بعد نحو 20- 30 كيلومتراً منها.
موسكو تدعو إلى “ضبط النفس”
بالإضافة إلى ذلك، ردت موسكو على تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين، اتهم فيها روسيا بعدم تنفيذ التزاماتها بتطهير المناطق السورية الحدودية مع تركيا، من «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بموجب «تفاهم سوتشي» الموقع في 22 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، والذي بموجبه -بالإضافة إلى تفاهم مماثل مع الولايات المتحدة- توقفت عملية «نبع السلام» العسكرية التركية ضد «قسد» في شمال شرقي سوريا، مؤكداً أن الجانب الروسي يتحمل مسؤولية «تطهير المنطقة من الإرهابيين؛ لكن للأسف لم يتم تنفيذ ذلك، على الرغم من تذكيرنا لهم بضرورة ذلك مرات عديدة».
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن هناك اختلافاً دقيقاً في المواقف بين روسيا وتركيا. وأضاف بيسكوف، في تعليق على تصريحات إردوغان، الثلاثاء، أن «هناك بعض التفاصيل الدقيقة في النهج، إلا أن طبيعة علاقات الشراكة بين البلدين تسمح بمناقشتها بشكل مفتوح».
وعبّرت روسيا عن أملها في أن تتحلى تركيا بـ«ضبط النفس»، وأن تمتنع عن أي استخدام مفرط للقوة في سوريا؛ حيث شنت غارات جوية وتهدد بهجوم بري ضد مواقع سيطرة «قسد» التي تنتشر فيها أيضاً قوات للنظام السوري وروسيا.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، للصحافيين، قبل انطلاق الاجتماع الثلاثي للدول الضامنة لمسار آستانة (تركيا، وروسيا، وإيران) الثلاثاء، في العاصمة الكازاخستانية: «نأمل في إقناع زملائنا الأتراك بالامتناع عن أي استخدام مفرط للقوّة على الأراضي السورية من أجل تجنب تصعيد التوترات». ولفت إلى أن روسيا تبذل منذ أشهر كل ما بوسعها لمنع أي عملية برية واسعة النطاق في سوريا. ودعا تركيا إلى مواصلة العمل مع جميع أصحاب المصلحة لإيجاد حل سلمي، بما في ذلك للقضية الكردية.
كذلك، أكدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي سليمان صويلو، أن برلين تقف مع تركيا في الحرب ضد الإرهاب؛ لكنها دعت إلى رد يكون «متناسباً» ويراعي السكان المدنيين.
وعلَّق وزير الداخلية التركي بأن الجماعات المسلحة «تريد إقامة دولة إرهاب حولنا، ولا يمكننا السماح بذلك». وقال إنه «من واجبنا حماية حدودنا وأمتنا»، مضيفاً: «انتفض حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب سقوط قنبلتين على بولندا»، في شكوى مما يعتبره كثير من الأتراك عدم حساسية الغرب تجاه الهجمات التي يشنها المسلحون الأكراد ضد تركيا.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.