تكثيف الجهود الأمريكية لنزع فتيل العملية العسكرية التركية ضد “قسد”

الجمعة 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

سوريا اليوم – متابعات

عقد وفد أميركي اليوم الجمعة اجتماعاً طارئاً مع قادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الحسكة لبحث وقف التصعيد والعملية التركية المرتقبة في شمال شرقي سوريا، في الوقت الذي نشرت صحيفة تركية تفاصيل عرض أميركي قدمته إلى تركيا بسحب “قسد” مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود السورية التركية، وذلك بهدف دفع أنقرة للتخلي عن فكرة العمل العسكري البري.

اجتماعات الحسكة

ونقل موقع تلفزيون سوريا (معارض) عن مصدر مطلع أن وفد واشنطن يترأسه المبعوث الأميركي في مناطق “قسد”، نيكولاس غرانغر إلى جانب مستشارين سياسيين وعسكريين ومسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون.

وتسعى واشنطن لتهدئة التوتر المتصاعد في مناطق شمال شرقي سوريا بعد قرابة أسبوع من شن تركيا هجمات جوية وصاروخية يومية على مواقع عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي البلاد.

وأشار المصدر إلى أن المبادرة الأميركية يشرف عليها بريت ماكغورك منسقاً لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي وأنها جاءت بعد عقد لقاءات بين واشنطن وأنقرة التي طرحت شروطا لوقف العملية العسكرية البرية المرتقبة في شمالي البلاد.

وبحسب المصدر فإن تركيا تطالب بتطبيق بنود اتفاق أكتوبر العام 2019 والذي يتضمن انسحاب “قسد” بشكل كامل بعمق 30 كم جنوب الحدود التركية ووقف نشاطات حزب العمال الكردستاني وإنهاء وجوده عناصره على طول الشريط الحدودي .

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد قال إن العمليات العسكرية لن تقتصر على ضربات جوية، وإن بلاده قد تطلق عملية برية في سوريا للقضاء على “الإرهاب”.

وأوضح أردوغان أول أمس الأربعاء خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة أن أهدافه العملية البرية هي مناطق “تل رفعت ومنبج وعين العرب”، بهدف تأمين حدود تركيا الجنوبية عبر إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كم.

وبالرغم من أن واشنطن لا تعتبر “عين العرب ومنبج وتل رفعت” مناطق نفوذ أميركية إلا أنها تخشى من ردة فعل “قسد” في حال شن تركيا هجوما بريا على تلك المناطق.

وقال قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي في مقابلة مع موقع أكسيوس إن قواته ملتزمة بخفض “التصعيد” ولكن إذا حدث القتال “قواتنا ستدافع عن نفسها وشعبها حتى آخر شخص فينا”، محذرا من أن العملية التركية “لن تكون محدودة وستكون هناك فوضى على طول الحدود مع تركيا”.

وقال مصدر مقرب من “قسد” إن الأخيرة تعمل على استغلال ملف مخيم الهول وسجناء عناصر تنظيم “داعش” ومكافحة خلايا التنظيم كأوراق ضغط لحث واشنطن على ثني تركيا من شن هجمات جديدة على قواتها.

وقبل يومين كشف مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا عن “تعليق قسد لعمليات الأمنية والعسكرية المشتركة مع التحالف الدولي ضد خلايا تنظيم داعش في شمال شرقي سوريا احتجاجاً على الهجمات التركية”.

ويوجد في محافظة الحسكة أكثر من 7 قواعد ومراكز عسكرية أميركية أكبرها تقع في ريف رميلان ومدينة الشدادي إلى جانب وجود قواعد عسكرية أميركية في ريف دير الزور.

ويعتبر معبر سيمالكا والوليد مع إقليم كردستان العراق في محافظة الحسكة المنفذين الرئيسيين لتحركات القوات الأميركية بين طرفي الحدود ويستقدم عبرهما التعزيزات العسكرية واللوجستية للقواعد الأميركية في مناطق شمال شرقي سوريا.

وتستبعد “قسد” أن تشن تركيا هجمات برية على محافظة الحسكة مع تأكيد واشنطن بقاء قواتها في المنطقة ما يدفعها للتهديد بإشعال كامل مناطق الشريط الحدودي.

عرض أمريكي على أنقرة

وفي السياق ذاته، وبحسب صحيفة (Hürriyet) قُدم عرض خلال محادثات التي جرت بين رئيس هيئة الأركان التركي مع نظيره الأميركي، تضمن سحب “قسد” مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود السورية التركية إذا وافقت أنقرة على التخلي عن خططها لعملية عسكرية عبر الحدود.

وأكدت الصحيفة على أن الأميركان الذين “تيقنوا” من إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على شن عمليته العسكرية، سارعت في عقد اجتماعات مع الأطراف التركية، وذلك عبر إجراء محادثات بين رئيس هيئة الأركان التركي يشار غولر، مع نظيره الأميركي مارك ميلي، تبعه اجتماع بين وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع السفير الأميركي لدى أنقرة جيف فليك، بحسب ما نقل موقع تلفزيون سوريا المعارض اليوم الجمعة.

وترى الصحيفة التركية أن أحد أهم أسباب هذه اللقاءات هو منع خروج عملية عسكرية في مدينة كوباني (عين العرب) حيث يوجد عناصر من الجيش الأميركي، وهو ما دفع الجانب الأميركي عرض سحب “قسد” لمسافة 30 كيلومتراً بعيداً عن الحدود التركية الجنوبية، وهو ما يبطل سبب العملية العسكرية التركية.

وأطلقت تركيا عملية عسكرية في شمالي سوريا والعراق تحت اسم “المخلب – السيف”، ونفّذت طائرات حربية تركية، منذ مساء السبت الماضي، حملة قصفٍ مكثّف على عدة مواقع لـ”قوات سوريا الديمقراطية” و”حزب العمال الكردستاني” في سوريا والعراق.

كما أكد الرئيس التركي، على أن عملية “المخلب – السيف” لا يمكن أن تقتصر على الضربات الجوية، موضحاً أنه سيتخذ القرار والخطوة بشأن حجم القوات البرية التي يجب أن تنضم إلى العملية.

سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.