الاثنين 5 كانون الأول/ديسمبر 2022
سوريا اليوم – إستانبول
وضع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين شروط بلاده لعقد لقاء بين الرئيسين التركي والسوري، مؤكداً أن أنقرة ما زالت تدعم المعارضة السورية.
وفي تصريحات أدلى بها لقناة “الجزيرة” الناطقة بالإنكليزية الأحد، قال كالين إنه لا يعرف ما إذا كان سينعقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس السوري بشار الأسد، أو موعد هذا اللقاء في حال تقرر بالفعل.
وأشار إلى أنه يجب القيام بالعديد من الأشياء في الميدان، ومن بينها معرفة ما إذا كان نظام الأسد سيتخذ موقًفا واضحاً ضد تنظيم “حزب العمال الكردستاني” (بي كي كي) المصنف إرهابياً في تركيا، وذراعه السوري “وحدات الحماية الشعبية” (واي بي جي) وغيرهم من العناصر الأخرى في سوريا.
وعلق على تصريحات سابقة للرئيس أردوغان عن إمكانية لقائه مع الأسد، بالقول: “ليس لدينا خطة فورية لهكذا لقاء”.
واستدرك المسؤول التركي قائلاً: “لكن رئيس بلادنا يوجه رسالة (إلى الأسد) مفادها بأنه إذا تصرف بمسؤولية، وبدد المخاوف الأمنية (لتركيا)، وإذا سُمح للمسار السياسي بالتقدم، ومن ثم تم إحراز التقدم بهذا المسار، وحماية الشعب السوري، وضمان السلام والاستقرار الإقليميين، والأمن والنظام على طول الحدود التركية السورية، وما إلى ذلك، فأنا مستعد لإعطاء فرصة (للقاء)”.
وتابع: “أي أنه (الرئيس التركي) لا يقول ذلك لعقد لقاء على الفور أو لقائه لمجرد اللقاء”.
وشدد كالين على أن تركيا “لم تنسَ” المعارضة السورية الشرعية وستستمر في دعمها “في الوقت الذي نسي العالم برمته تقريباً وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا والعديد من الدول العربية هذه المعارضة”.
المعركة مع حزب العمال الكردستاني
وفي سياق متصل، أكد كالين أن تركيا لا تطلب الإذن من أحد عندما يتعرض أمنها القومي للخطر، و”إنما تكتفي بالتنسيق مع الحلفاء”، في إشارة إلى الغارات التركية الجوية على “مواقع إرهابية شمالي العراق وسوريا بعد تفجير إستانبول الإرهابي، في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين”، بحسب وكالة الأناضول للأنباء التركية.
وشدد على أن قوات بلاده ستلاحق الإرهابيين للقضاء عليهم جواً وبراً، مشيراً إلى أن تنظيم “واي بي جي YPG” ذراع تنظيم “بي كي كي” الإرهابي يقف وراء التفجير في إستانبول، لافتاً إلى أن “بي كي كي” الإرهابي غيّر تكتيكه في شن الهجمات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة، وقال: “يستعملون أشخاصاً من أعراق مختلفة لإخفاء هويتهم”.
وعن تفجير شارع الاستقلال بإستانبول، أضاف كالين أنه تم بتنسيق من “واي بي جي” بشكل “صارخ”، وقال إن كافة عناصر ومواقع “بي كي كي” وأذرعه في سوريا، سواء كانوا شمال أو شرق أو غرب أو بالقرب من الحدود التركية، “أهداف مشروعة لتركيا”.
وأشار إلى أن القوات التركية لم تستهدف في عملياتها شمالي سوريا القوات الأمريكية أو الروسية، بل استهدفت فقط عناصر “بي كي كي” وأذرعه.
وتابع: “نقول (للقوات الأمريكية والروسية) أن يبتعدوا عن هذه العناصر”، معللاً ذلك بأن تنظيم “واي بي جي” يرفع العلم الأمريكي في بعض مواقعه، وفي بعض مواقعه الأخرى يرفع علم النظام “لحماية نفسه (من الضربات التركية)”، ورأى أن لجوء “التنظيم الإرهابي” إلى هذا التصرف، دليل على استخدام “واي بي جي” تحالفه مع الولايات المتحدة لإضفاء الشرعية على وجوده شمالي سوريا.
ورفض المسؤول التركي التصريحات الصادرة عن واشنطن بأن العمليات الجوية التركية شمالي سوريا عرضت حياة العسكريين الأمريكيين للخطر، وقال: “أرسلنا لحلفائنا الأمريكيين رسالة أكدنا فيها بأننا لن نستهدفهم ولا المدنيين والروس والإيرانيين أو غيرهم، وأن هدفنا هو عناصر بي كي كي، وأذرعها بي واي دي، وواي بي جي”.
وفي معرض إجابته عما إذا كانت تركيا حصلت على ضوء أخضر روسي إيراني لتنفيذ عمليتها ضد “واي بي جي”، قال متحدث الرئاسة “لا نطلب الإذن من أحد عندما يتعرض أمننا القومي للخطر، وإنما نكتفي بالتنسيق مع الحلفاء”، مشيراً إلى أنه بموجب التفاهم التركي الأمريكي في 2019، كان يجب أن ينسحب عناصر “واي بي جي” مسافة 30كم عن الحدود التركية باتجاه العمق السوري، وأن ذلك لم يحدث في انتهاك للتفاهم.
ورد كالين على ما سماه “الابتزاز” الذي يمارسه تنظيم “واي بي جي” الإرهابي بأنه لن يضمن الحفاظ على معتقلي تنظيم داعش الإرهابي في معتقلاته شمالي سوريا في حال بدأت تركيا عمليتها البرية ضده، بالقول: “هذا يشير إلى أن واي بي جي يستخدم معتقلي داعش كرهائن سياسيين للحصول على المزيد من الدعم العسكري والسياسي والإعلامي من الولايات المتحدة والأوروبيين للمفاوضات”.
وأكد أن الادعاء بأن تنظيم “بي كي كي” وحزب الشعوب الديمقراطي في تركيا و”واي بي جي” في سوريا يمثلون الأكراد يعتبر “إهانة للأكراد أنفسهم أولاً”، موضحاً أن “بي كي كي لا يمثل الأكراد، مثلما لا يمثل تنظيما داعش والقاعدة المسلمين حول العالم”.
العلاقات الإقليمية
وفي سياق آخر، أوضح كالين أن المشهد السياسي في منطقة الخليج العربي تغير تماماً، ورحب بذلك واعتبره “فرصة مهمة”، لافتاً إلى أن “تحالف السعودية والإمارات ومصر لم يكن ضد قطر فحسب، إنما تركيا أيضاً”، ووصف ذلك بأنه: “كانت مرحلة مؤسفة أضعنا خلالها الكثير من الفرص السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أن الوضع بدأ يتغير الآن”.
ورداً على سؤال حول إمكانية عقد لقاء قريب بين الرئيس أردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، قال قالن إنه “لا يوجد أي خطة بهذا الصدد في الوقت الحالي، لكننا سنتابع ما ستؤول إليه الأوضاع لاحقاً”.
وأردف: “هناك أمور يجب على الجانبين القيام بها، ومن المفيد أن تعرفوا أنه تمت المصافحة (بين الجانبين) من أجل تناول هذه الأمور. أحياناً تتغير نقاط الاهتمام ووجهات النظر ما يسفر عن ولادة فرص جديدة ويتوجب علينا تقييمها”.
وفيما يتعلق بالشأن الإيراني، أفاد قالن أن بلاده تعتقد بـ”ضرورة دمج إيران في المشهد الجيوسياسي للمنطقة بدلاً من عزلها أو مهاجمتها”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.