الثلاثاء 2 أيار/مايو 2023
سوريا اليوم – متابعات
في غضون أيام، تكون الحكومة السورية بدمشق قد حظيت باستقبال عربي لوزير خارجيتها في العاصمة الأردنية عمّان حيث اجتمع مع وزراء خارجية عرب، قبل أن تستقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي سيزور العاصمة السورية قريباً.
يقول دبلوماسي عربي تحدث إلى “سوريا اليوم” إن سياسة نظام الرئيس بشار الأسد ما زالت تراوح بين الانخراط في علاقات عربية آخذة في التحسن، وبين تعميق التحالف مع إيران، التي يرغب العرب في أن يزاحموها على النفوذ في دمشق.
ويشير المصدر الدبلوماسي، الذي تحفظ على الكشف عن هويته، إلى أن المسؤولين السوريين “الفرحين” بالانفتاح العربي التدريجي على بلادهم “ما زالوا يعيشون حالة قلق عميق من المطالب العربية، حيث أن الدول العربية الآخذة في الانفتاح على دمشق، لم تقدم شيئاً ذا بال بخصوص ما تطمح إليه الحكومة السورية، رابطة التطبيع العربي معها بعملية سياسية مقنعة لحل الأزمة السورية، في إشارة إلى عدم ثقتها بالنظام السوري بتركيبته الحالية”.
وبحسب المصدر، فإن دوائر القرار الحكومية السورية “بين نارين: البطء العربي في تقديم العون بسبب أزمة الثقة المتراكمة من جهة، ومن جهة أخرى التباطؤ الإيراني في الدعم الاقتصادي دون مكاسب سياسية واضحة وصريحة تقتضيها المرحلة القادمة، كما يعرّفها المسؤولون في طهران”.
ويختم الدبلوماسي العربي حديثه بالقول: “إن دمشق أمام خيارين: العرب أو إيران. وإلا فإن الانفتاح العربي عليها سيكون شكلياً لا روح فيه، بينما السياسة الإيرانية في سوريا لا تسمح بخسارة المكتسبات التي تحققت لها خلال العقد الماضي”، معتبراً “الرئيس السوري (بشار الأسد) سيقف في لحظة الحقيقة أمام اختيار صعب، أو المراوحة في المكان بينما يستمر الحلفاء والخصوم والأعداء الخارجيون في استخدام أراضي سوريا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية”.
اجتماع عمّان التشاوري حول سوريا
وكان وزراء خارجية سوريا والسعودية ومصر والأردن والعراق عقدوا أمس الاثنين في العاصمة الأردنية عمّان اجتماعاً تشاورياً لبحث الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وأكدوا على أولوية “إنهاء الأزمة وكل ما سببته من قتل وخراب ودمار، ومن انعكاسات سلبية إقليمياً ودولياً عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويفضي إلى خروج جميع القوات الأجنبية غير المشروعة منها، وبما يحقق المصالحة الوطنية”، بحسب بيان مشترك في ختام الاجتماع.
واتفق الوزراء على تشكيل فريق فني على مستوى الخبراء “لمتابعة مخرجات هذا الاجتماع وتحديد الخطوات القادمة في سياق هذا المسار المستهدف معالجة حل الأزمة السورية ومعالجة جميع تداعيتها”. وأشار البيان إلى أن الاجتماع يمثل بداية للقاءات لإجراء محادثات تستهدف الوصول إلى حل الأزمة السورية “ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254 ويعالج تبعات الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية”، بحسب ما نقلت “العربية“.
واتفق الوزراء كذلك على أجندة المحادثات وقالو إنها ستتواصل وفق جدول زمني سيتم الاتفاق عليه، وبما يتكامل مع “كافة الجهود الأممية وغيرها ذات الصلة”. واعتبر الوزراء أن “العودة الطوعية والآمنة للاجئين إلى بلدهم هي أولوية قصوى ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للبدء في تنفيذها فورا وتعزيز التعاون بين الحكومة السورية والدول المستضيفة للاجئين، والتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة، لتنظيم عمليات عودة طوعية وآمنة للاجئين وإنهاء معاناتهم، وفق إجراءات محددة وإطار زمني واضح”.
كما تم الاتفاق على أن تبدأ الحكومة السورية وبالتنسيق مع هيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة “بتحديد الاحتياجات اللازمة لتحسين الخدمات العامة المقدمة في مناطق عودة اللاجئين وتكثيف العمل مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة للدفع نحو تسريع تنفيذ مشاريع التعافي المبكر”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحافي في عمان بعد الاجتماع الخماسي عربي حول سوريا أمس الاثنين: “التحديات في المسار السوري كبيرة ومقتنعون بمواجهة هذه التحديات”، مشيراً إلى أن الاجتماع كان “جيداً وإيجابياً”.
وأوضح أن الاجتماع، الذي شارك فيه وزراء خارجية السعودية ومصر والعراق والأردن وسوريا، تركز على الجانب الإنساني وقضية اللاجئين وإيصال المساعدات الإنسانية لكل الشعب السوري، معتبراً أنه “بداية لمسار سياسي يقوده العرب للتوصل إلى حل للأزمة السياسية السورية”.
وقال الصفدي: “اتفقنا في اجتماعنا على تشكيل فريق من الخبراء من جميع الدول المشاركة لنضع خارطة طريق للتقدم باتجاه التوصل لحل في سوريا”، مشيراً إلى أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية هو “قرار تتخذه الدول العربية وسيتخذ في الجامعة وفقاً لآلياتها”.
وهذه أول محادثات تجمع الحكومة السورية ومجموعة من الدول العربية منذ قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في 2011. ودعا الأردن، سوريا إلى الاشتراك مع الدول العربية في وضع خارطة طريق لإنهاء الصراع ومعالجة قضايا اللاجئين والمعتقلين وتهريب المخدرات، والميليشيات، وكلها قضايا تؤثر على الدول المجاورة.
زيارة الرئيس الإيراني المرتقبة
وفي سياق متصل، من المتوقع أن يصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في زيارة رسمية إلى سوريا هذا الأسبوع.
وتبدي إيران دعمها علناً لدمشق، رغم انفتاح الدول العربية على الحكومة السورية مؤخراً، بما في ذلك الاجتماع الخماسي العربي في عمّان أمس، والزيارات التي قام بها وزير الخارجية السورية إلى عدد من الدول العربية مؤخراً (السعودية، مصر، تونس، الجزائر).
وكان الرئيس السوري بشار الأسد التقى بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي في زيارة مفاجئة لإيران عام 2022، كما زار الأسد إيران في عام 2019، وهي إحدى رحلاته القليلة خارج البلاد منذ بدء حرب 2011.
وبحسب تقرير لوكالة “نورث برس” السورية المحلية (معارضة) فالغاية من زيارة الرئيس الإيراني هي محاولة إيران لإظهار كيفية قدرتها على تحويل التركيز من اليمن إلى سوريا ولبنان بعد إبرام صفقة مع السعودية في بكين. وكان وزير الخارجية الإيراني قد زار عمان ولبنان مؤخراً. وفي لبنان ذهب جنوباً إلى الحدود الإسرائيلية لتهديد إسرائيل. وفي غضون ذلك، كان الرئيس العراقي في إيران حيث هددت القيادة الإيرانية القوات الأمريكية في العراق والخليج العربي.
وتتابع وسائل الإعلام الإقليمية الزيارة العلنية للرئيس الإيراني. فقد أشارت وكالة الأناضول التركية إلى أن هذه ستكون أول زيارة يقوم بها قيادي إيراني إلى الدولة العربية منذ أكثر من عقد. وقال السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن رئيسي سيقوم بزيارة “مهمة للغاية” إلى سوريا التي مزقتها الحرب وستستغرق يومين.
وترى إيران هذه الخطوة كـ “نقطة تحول”، فبحسب التقارير، كان محمود أحمدي نجاد آخر رئيس إيراني يزور سوريا عندما ذهب إلى هناك عام 2010.
وتأتي الزيارة الرئاسية الإيرانية في الوقت الذي تواصل فيه إيران تصدير الأسلحة عبر العراق وسوريا إلى لبنان. وتريد إيران إخراج القوات الأمريكية من سوريا والعراق لإنشاء طريق غير متنازع عليه إلى البحر. وتستخدم إيران سوريا لتهديد إسرائيل، كما حاولت إيران إرسال دفاعات جوية وأسلحة أخرى إلى سوريا في الماضي.
وتستمر إسرائيل في قصف أهداف داخل سوريا تخص إيران، وآخرها قصف أخرج مطار حلب الدولي من الخدمة الليلة الماضية، وسقط فيه عدد من القتلى، بينهم إيرانيون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.