الخميس 6 تموز/يوليو 2023
سوريا اليوم – دمشق
نظراً لطبيعة عمله في الوسط الأمني، يعزو كامل سليم (39 عاماً) وهو اسم مستعار لشرطي في محافظة دمشق، الزيادة الكيرة في حوادث الجريمة إلى ضعف الإجراءات الأمنية وانعدام الرقابة في المناطق المهمشة والمحرومة.
ويقول “سليم” في تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” السورية المحلية (معارضة): “هناك العديد من الأمثلة الحية عن تزايد الجريمة في دمشق، مثل التحرش والسرقة والسطو المسلح”.
ومنذ العام الماضي، تشهد دمشق، ومحافظات سورية أخرى تحت سيطرة الحكومة السورية، ارتفاعًا غير مسبوق في حوادث القتل والسلب، وتتفاقم معاناة السكان مع ارتفاع معدلات الجريمة في المدينة، وتتطور الأوضاع لتصبح أكثر خطورة بشكل يومي.
واشتدت حدة العنف والجرائم المرتكبة في مناطق مختلفة، لتترك آثارًا كارثية على حياة السكان. إذ عانى السكان من سلسلة من السرقات المسلحة والاعتداءات العنيفة، ما أدى إلى زيادة مشاعر الخوف والقلق بين سكان المدينة.
ووفقًا للجنايات المسجّلة خلال عام 2023 في دمشق، فإن هناك تصاعد مستمر لمعدلات الجريمة في دمشق. ومن بين الأسباب التي تساهم في هذا الارتفاع المقلق، يبرز دور الحكومة نفسها كعامل أساسي في تفشي الجريمة بدلاً من تقليصها.
وتصدّرت سوريا المرتبة الأولى عربياً ضمن مؤشر الجريمة لعام 2023 ، بحسب موقع “نامبيو” الذي يُعنى بتقديم بيانات حول أسعار المستهلك ومعدلات الجريمة وجودة الرعاية الصحية. وحلّت سوريا في المرتبة 8 عالمياً من بين 142 دولة، واحتلت فنزويلا المرتبة الأولى عالمياً وفقاً لمؤشر الجريمة لعام 2023.
أما بالنسبة لموقع wisevoter، احتلت دمشق المرتبة 14 في معدل الجريمة حيث بلغت 6.84 في مؤشر الجريمة العالمية.
وقال أحمد خيربك، الأستاذ في علم الاجتماع، لنورث برس: “الحكومة كانت واحدة من الأسباب الرئيسية في تفاقم معدلات الجريمة في دمشق”.
وأضاف: “ومع ذلك، فإنه من الضروري أن تنفذ السلطات ما تدعي أنها تفعله على صفحتها في فيسبوك، ليستتب الأمن نوعًا ما، لكن كيف يكون ذلك والشرطي في دمشق هو أبعد ما يكون عن الأخلاق”.
وتعتبر قضية فساد الشرطة في العاصمة من المشاكل الحادة والمزمنة التي تؤثر بشكل سلبي على المجتمع وتشيع الظلم والفوضى.
ويعتقد آرام، وهو موظف في إحدى مؤسسات الحكومة، في دمشق، أن “الفساد الشرطي هو نتيجة لنظام فاسد وسياسات غير فعالة في محاربة الفساد. تشتهر الشرطة بدمشق بالرشاوى وسوء الأداء وبالتجاوزات التي تؤدي إلى تعطيل حقوق المواطنين”.
وتظهر إحصائيات أن نسبة كبيرة من المواطنين يعانون من انتهاكات وتعسف الشرطة في دمشق. تم الإبلاغ عن حالات استغلال وتحرش جنسي واحتجاز تعسفي.
ويضيف آرام: “لا توجد آليات فعالة لإنصاف الضحايا ومعاقبة الجناة، مما يؤدي إلى الإحباط وفقدان الثقة في منظومة العدالة”.
ويرى أنه إذا لم يتم التصدي بشكل جدي لهذه المشكلة، فإن “فساد الشرطة في دمشق سيستمر في تدمير النسيج الاجتماعي وتشويه صورة النظام الحاكم”.
فساد السجون
نُشرت تقارير استقصائية حول فساد السجون في سوريا، فيما أظهرت بيانات واقعية تعكس حقيقة شائعة تتسم بسوء الإدارة. ركز تقرير أعده “جوشوا سورتيز” على البؤر الفاسدة في هذه السجون، مثل انتشار الرشاوى، والتعذيب، وعدم احترام حقوق الإنسان الأساسية.
من جانبه، يقول سجين رأي سابق، رفض ذكر اسمه، لنورث برس: “كنا نتعرض لسوء المعاملة المستمرة، بما في ذلك سوء المعاملة الجسدية والنفسية. هذه الواقعة المزعجة داخل السجون، كانت أهون من وقائع إحراق الملفات القانونية، والتلاعب في نتائج المحاكمات لتناسب المصالح الشخصية”.
وتكثر التسريبات والتقارير عن استغلال بعض الضباط “الفاسدين” لسجناء جنايات المخدرات والعملة الأجنبية وما شابه، وذلك من أجل الحصول على “براءة” أو بتٍ في قرارات قضائية. إلى جانب ذلك، يتعرض سجناء الرأي لحالات الاختفاء القسري، حيث يختفون بدون أي توضيح أو معرفة بمصيرهم.
وفي عام 2021، جاءت سوريا في المركز الثاني في قائمة أخطر الدول في العام الجاري، بحسب تقرير صدر من قبل متخصصين دوليين في المجال الطبي الأمني “International Sos”، عن قائمة أخطر دول العالم، والذي تم نشره أواخر نيسان/ أبريل من ذلك العام.
واعتمد المؤشر الذي شمل 163 دولة حول العالم، حينها، على عدّة عوامل، منها “الإرهاب السياسي والوفيات النّاجمة عن الصّراعات الداخلية ومعدّل جرائم القتل، إضافة إلى تأثير وباء كورونا”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.
