الاثنين 28 آب/أغسطس 2023
سوريا اليوم – القامشلي
اعتقلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) قائد “مجلس دير الزور العسكري” التابع لها، وصاحب النفوذ في أرياف دير الزور الشرقية والشمالية، أحمد الخبيل (أبو خولة)، بعد خلاف بين الجانبين دام لأكثر من شهرين، بينما بقي قادة الصف الأول في “المجلس” محاصرين بمدينة الحسكة رافضين تسليم أنفسهم.
ونشر شقيق قائد “مجلس دير الزور” أدهم الخبيل، تسجيلًا مصورًا تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأحد، هدد خلاله من أسماهم “الدواعش الصفر” (في إشارة إلى “قسد”) بالتصعيد في حال لم يحل الموقف، بحسب تقرير موقع “عنب بلدي” الإخباري السوري (معارض) اليوم الاثنين.
الشيخ جلال الخبيل، أحد قادة الصف الأول في “مجلس دير الزور” نشر تسجيلًا مصورًا حاملًا سلاحه، يتحدث عن حصار فرضته “قسد” على قادة “المجلس” بعد دعوتهم لاجتماع في قاعدة “الوزير” بالحسكة.
وأضاف أن القائد العام لـ”المجلس” أحمد الخبيل الملقب بـ”أبو خولة” اعتقل بعد دخوله لحضور اجتماع مع “قسد” في القاعدة نفسها، مشيرًا إلى أن قادة “المجلس” لن يسلموا أنفسهم، واتخذوا خيار القتال، مطالبًا أبناء عشيرته في دير الزور بمهاجمة وحصار حواجز “قسد”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة أن “قسد” فرضت حظرًا للتجوال في المحافظة منذ مساء الأحد، ولا يزال الحظر مستمرًا حتى لحظة تحرير هذا الخبر، فيما قطعت خطوط الإنترنت عن مناطق نفوذها بدير الزور.
ولم تعلّق أطراف الخلاف على الأحداث الجارية في المنطقة حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
بالتعاون مع التحالف الدولي؟
تزامنًا مع المناشدات التي أطلقها قياديون في “مجلس دير الزور العسكري” وأقارب قادة الصف الأول، وجهوها للتحالف الدولي للتدخل والإفراج عن قائد “المجلس” المحتجز بمحافظة الحسكة، قالت “وكالة هاوار” المقربة من “قسد” إن حظر التجوال الذي فرضته في مناطق نفوذها جاء بدعم من التحالف الدولي.
وأضافت أن قوى “الأمن الداخلي” حظرت التجوال بمدينة الحسكة وناحيتي الشدادي والهول، كتدبير وقائي لدعم عملية “تعزيز الأمن” في الضفة الشرقية لنهر الفرات، التي أطلقتها بالتعاون مع قوات التحالف الدولي.
وبحسب “هاوار”، فإن هذه العملية “إحدى المراحل المتقدمة في الكفاح المشترك التي تقودها قواتنا بدعم ومساندة من قوّات التحالف الدولي ضد داعش، وستستمر حتى تحقيق الأهداف المحددة لها”.
وأشارت نقلًا عن مصادر عسكرية لم تسمّها إلى أن حظر التجوال سيستمر إلى أن تنتهي عملية “تعزيز الأمن” في المنطقة.
ولم تعلّق القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) على الأحداث الجارية في منطقة نفوذها حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
مواجهات بدير الزور
قالت “شبكة باز نيوز” المقربة من “مجلس دير الزور” إن مواجهات مسلحة اندلعت شرق الفرات بين “المجلس” و”قسد”، على خلفية استدراج الأخيرة لقائد “المجلس العسكري” أحمد الخبيل ووضعه تحت الإقامة الجبرية وتطويق القوّة المكلفة بحمايته.
وأضافت أن مناوشات مسلحة اندلعت في عدة مناطق عقب دعوات أطلقها أقارب قائد “المجلس” لاستنفار عسكري لأبناء العشائر العربية في مواجهة “قسد”.
وذكرت “باز نيوز” أن اشتباكات اندلعت اليوم الاثنين، بين الطرفين في محيط منطقتي المعامل ومعيزيلة، شمال شرقي دير الزور، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقواذف “RPG”.
وسيطرت قوات “مجلس دير الزور” على نقطة “المقسم” العسكرية في بلدة محيميدة، بعد اشتباكات مع “قسد”، بحسب الشبكة.
وتزامنًا مع المواجهات بين”المجلس” و”قسد” داهمت دورية من قوى “الأمن الداخلي” (أسايش) مقر “شبكة باز نيوز” الإخبارية، واعتقلت صحفيين بينهم مدير الشبكة أحمد العجور” إضافة إلى أربعة صحفيين آخرين، وحراس المبنى، بحسب بيان نشرته الشبكة المحلية.
اختبار للعشائر
الباحث في مركز “عمران” للدراسات سامر الأحمد، قال في سلسلة تغريدات عبر حسابه في موقع “إكس” (تويتر سابقًا) إن خطوة “قسد” جاءت بعد حديث متكرر عن مخطط أمريكي للهجوم على ميليشيات إيران في البوكمال بالاعتماد على أبناء العشائر، إذ تضمن الحديث أن التحالف سيعتمد على قوات عربية في جبهته ضد الميليشيات الإيرانية شرقي سوريا، في حين يرفض “حزب العمال الكردستاني” (PKK) المشاركة بأي عمل ضد الإيرانيين.
وأضاف الباحث أن التصعيد هو “اختبار حقيقي لقوة العشائر وردّة فعلها تجاه سلطات الأمر الواقع، وقد يشكل فرصة جديدة لانتزاع حقوق أهل المنطقة من (قسد) التي أرهقتهم بالتضييق الاقتصادي والأمني منذ عدة سنوات”.
ويرى الأحمد أن “قسد” تحاول القضاء على قوة ونفوذ “مجلس دير الزور العسكري” بالطريقة “الغادرة” نفسها التي قضت على نفوذ “لواء ثوار الرقة”، وبنفس أسلوب “تحرير الشام” في ابتلاع فصائل المعارضة شمال غربي سوريا.
وحول إمكانية نجاح خطة “قسد” في تطويق “المجلس” قال الأحمد إنه متعلّق بـ”رد فعل عشائر المنطقة التي تشكل الحاضنة الشعبية للمجلس وقيادته”.
للخلاف جذور
في 20 من آب الحالي، أفرجت “قسد” عن قائد “لواء البصيرة” في “مجلس دير الزور العسكري”، جلال الخبيل الملقب بـ”الليبي”، بعد يومين من اعتقاله خلال زيارته إلى مدينة الرقة برفقة والدته بغرض العلاج.
قيادي في “مجلس دير الزور” تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن “قسد” أفرجت عن القيادي بعد تواصل قيادة “المجلس” مع الشرطة العسكرية التابعة لـ”قسد” بمدينة الرقة.
اعتقال قائد “لواء البصيرة” جاء امتدادًا لخلاف عمره أكثر من شهر بين “قسد” و”المجلس”، ووصل ذروته في 25 من تموز الماضي، عندما اشتبكت قوات “المجلس” مع الشرطة العسكرية التابعة لـ”قسد” في دير الزور.
واستمرت الاشتباكات حينها ليومين، انتهت بمفاوضات بين قيادة “قسد” و”المجلس” التابع لها.
وفي 19 من تموز الماضي، انتشر تسجيل صوتي لقائد “مجلس دير الزور” أحمد الخبيل يتحدث عن خلافاته مع القيادة المركزية في “قسد”.
وورد في التسجيلات أن “مجلس دير الزور العسكري” يواجه عدوين داخلي وخارجي، الأول يتمثل ببعض القياديين في “قسد” وتنظيم “الدولة الإسلامية”، والخارجي يتمثل بتركيا والنظام السوري.
وعقب أيام عاد الخبيل لينفي الحديث عن وقوع خلاف بينه وبين القيادة العامة لـ”قسد”، الذي انعكس على هيئة حشود عسكرية شرقي محافظة دير الزور.
وقال الخبيل في حديثه لقناة “روناهي” الكردية، المقربة من “قسد”، إن التسجيلات الصوتية التي سربت له مؤخرًا كانت خلال نقاشه مع “الرفقاء” في “مجلس دير الزور العسكري”.
وأشار إلى أن النقاش كان يدور حول “خلافات بوجهات النظر” بين قادة “المجلس” لا أكثر.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.