الجمعة 15 كانون الأول/ديسمبر 2023
سوريا اليوم – متابعات
بينما أكدت روسيا – على أعلى مستوى – بقاء قواتها في سوريا في المدى المنظور، تحدث دبلوماسي أمريكي ضليع في الملف السوري عن توجهات بلاده التي لا يرى سبيلاً لاستغنائها عن حلفائها في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قريباً، وبالتالي استبعد سحب قواتها من الأراضي السورية قريباً.
بوتن: بقاؤنا في سوريا مفيد لروسيا
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، إن وجود قوات بلاده في سوريا مؤقت، وسيظل مستمرًا طالما كان ذلك مفيدًا لروسيا.
وأضاف خلال لقاء متلفز نقلته وسائل الإعلام الروسية، أمس الخميس، أن القوات العسكرية الروسية موجودة لضمان مصالح روسيا في هذه المنطقة الحيوية من العالم، القريبة جدًا منا، في إشارة إلى سوريا.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن بلاده لا تخطط بعد لسحب هذه الوحدات العسكرية من سوريا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية “تاس“.
ولفت إلى أنه أطلق على مواقع التمركز الروسية في سوريا اسم “نقاط” وليس “قواعد”، مشيرًا إلى أن موسكو لا تبني “هياكل طويلة الأجل هناك”.
وأضاف بوتن أن بلاده يمكنها سحب جميع أفرادها العسكريين بـ”السرعة الكافية”، دون أي خسائر مادية، إذا لزم الأمر.
ولم تدرج وسائل الإعلام الروسية الناطقة باللغة العربية الجزئية التي تتحدث عن الانسحاب الروسي من سوريا حتى لحظة تحرير هذا الخبر، بحسب موقع “عنب بلدي” الإخباري السوري (معارض).
وأضاف الموقع أنه منذ منتصف العام الماضي، جرى الحديث عن أن موسكو تتجه لتقليص قواتها في سوريا، التي قدّر الموقع أعدادها بأكثر من 60 ألف عسكري نصفهم من الضباط، مبررًا التخفيض حينها بمتابعة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، مقابل تسليم موسكو الراية في بعض النقاط والمراكز العسكرية التي تستخدمها روسيا للقوات الإيرانية وميليشيا “حزب الله” اللبناني.
وشكّل التدخل الروسي في سوريا نقطة تحول جذرية في مسار الأحداث الميدانية، إذ استطاع النظام السوري استرجاع مساحات جغرافية واسعة على الخريطة منذ أول غارة نفذها سلاح الجو الروسي في سوريا في 30 أيلول/سبتمبر 2015، منها باتفاقيات روسية- تركية، وأخرى لعبت فيها روسيا دورًا محوريًا مع الأردن وإسرائيل وحتى الولايات المتحدة.
وأشرفت روسيا على مفاوضات مباشرة بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام في شمالي ووسط وجنوبي سويا، انتهت بانضمام جزء من فصائل المعارضة لـ”الفيلق الخامس” المدعوم روسيًا، وتسليم آخرين أسلحتهم، وتهجير الرافضين نحو مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.
ومنذ بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، تصاعدت حدة الحديث عن أن روسيا ستسحب قواتها من سوريا، وأخرى تحدثت عن أن روسيا تسحب مقاتلين من سوريين لتعزيز جبهات القتال الخاصة بها على أطراف أوروبا.
وخلّف الانسحاب الروسي الجزئي جنوبي سوريا فراغًا فتح الباب أمام تغلغل ميليشيات موالية لإيران، نشط جزء منها بتسهيل من النظام السوري بعمليات تهريب المخدرات نحو دول الجوار.
فورد: تمسك أمريكي بالحليف الكردي
من جهته، قال السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لن تتخلى عن “وحدات حماية الشعب الكردية” (YPG)، وحزب “العمال الكرستاني” (PKK)، الذي تعتبره شريكًا محليًا.
وفي حوار أجراه مع وكالة “الأناضول” التركية، أمس الخميس، أوضح فورد أن إدارة بايدن مصرة على إبقاء القوات الأمريكية شرقي سوريا، وهي بحاجة إلى شريك محلي هناك، معتبرًا أن الشريك المحلي للأمريكيين في سوريا منذ عشر سنوات هو “وحدات حماية الشعب”.
وحول الموقف التركي، بيّن فورد أن إدرة بايدن تدرك انزعاج تركيا من هذه الشراكة، إلا أن البيت الأبيض لن يغير موقفه في هذا الخصوص، إذ يرى أن هذه “التنظيمات الكردية” التي جرى تسليحها لمحاربة تنظيم “داعش” لن تسهم في القضاء دائمًا على التنظيم، بالإشارة إلى خلافاتها والنزاعات القائمة بينها وبين العشائر العربية في دير الزور.
وسبق هذه التصريحات الأسبوع الماضي تأكيد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستقوم بتأمين المناطق القريبة من حدودها، حيث يتجمع “الإرهابيون”، وخاصة منطقة تل رفعت، شمالي سوريا.
واعتبر فورد أن رفض مجلس الشيوخ الأمريكي قبل أيام مشروع قانون بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا، يشير إلى وجود دعم سياسي للوجود العسكري الأمريكي شرقي سوريا.
وبحسب “عنب بلدي” فقد استقال فورد من منصبه في عام 2014 محبطًا، لأن إدارة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، لم تقدم الدعم الكافي للمعارضة السورية، على الأقل لإجبار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
كما أيد السفير السابق في أكثر من مناسبة مطالب بعض النواب بالانسحاب الأمريكي من سوريا، إذ دعم جهود النائب مات جايتز بهذا الصدد في آذار/مارس الماضي، عبر رسالة وجهها إلى “الكونجرس”.
وأيّد دفعة تشريعية لعام 2021 من قبل النائب “الديمقراطي” لنيويورك جمال بومان، الذي كان تعديله لقانون تفويض الدفاع الوطني يمنح الولايات المتحدة عامًا واحدًا للخروج من سوريا.
وفي 2019، أيد جايتز ومجموعة من “الجمهوريين” الآخرين مسعى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لإنهاء الوجود الأمريكي في سوريا.
وترى أنقرة في “التنظيمات الكردية” شمال شرقي سوريا تهديدًا لأمنها القومي، كما يعتبر الدعم الأمريكي لهذه “التنظيمات” مثار خلاف بين الولايات المتحدة وتركيا.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.