الأربعاء 3 نيسان/أبريل 2024
سوريا اليوم – إستانبول
وقّعت “لجنة الحج العليا السورية” (التابعة للمعارضة) اتفاقاً مع المملكة العربية السعودية لتسلّم إدارة ملف الحج للسوريين في الشمال السوري (الواقع تحت سيطرة المعارضة) وتركيا لموسم حج 1445 (2024) الحالي.
وجاء الإعلان عن الاتفاق أمس الثلاثاء من جانب الحكومة السورية المؤقتة (تابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) أن رئيسها عبد الرحمن مصطفى، الذي يرأس في الوقت نفسه لجنة الحج العليا السورية (التابعة للائتلاف أيضاً).
وقال إعلان الحكومة المؤقتة: “في هذه الأيام المباركة، أكرمنا الله بالاتفاق مع وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية بشأن متابعة خدمة الحج للسوريين في مناطق الشمال السوري و تركيا لعام 1445 هجري”.
وأضافت: “نتوجه بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله والمسؤولين في وزارة الحج والعمرة السعودية على جهودهم في خدمة المسلمين. كما نعبر عن تقديرنا للحكومة التركية على جهودها في تسهيل سفر الحجاج وعودتهم”.
وكانت وزارة الأوقاف بالحكومة السورية بدمشق (التابعة للنظام السوري) أعلنت أول أمس الاثنين أنها وقعت اتفاقية مع الحكومة السعودية يوم الأحد لاستعادة إدارة ملف الحج السوري الذي سُحب منها عام 2013 حين تسلمت إدارته المعارضة السورية.
وقال وزير الأوقاف في حكومة دمشق محمد عبد الستار السيد لصحيفة “الوطن” السورية شبه الحكومية (موالية)، إن المباحثات بهذا الشأن مع الجانب السعودي انتهت يوم الأحد، وقال إن الاتفاق ينصّ على أن “تتولى الحكومة السورية حصراً ملف الحج وبإدارة وزارة الأوقاف”، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي للمرة الأولى بعد غياب 12 عاماً، بحسب تعبيره.
وفي الوقت الذي راجت فيه أنباء عن أن الحجاج السوريين في مناطق المعارضة بالشمال السوري وفي تركيا سوف يؤدون الحج بالتقدم بطلباتهم عبر وقف الديانة التركي، يأتي إعلان المعارضة أمس ليؤكد عدم صحة ادعاء الحكومة السورية بـ”حصرية” إدارتها للملف.
توزيع “الحصة السورية” بين النظام والمعارضة
وبحسب الأنباء التي أعلنها الطرفان السوريان، الحكومي والمعارض، فإن الحصة السورية لحج العام الحالي توزعت على الشكل التالي:
- 17500 حاج عن طريق وزارة الأوقاف السورية (من مناطق سيطرة الحكومة السورية)
- 5200 حاج عن طريق لجنة الحج العليا السورية (من مناطق سيطرة المعارضة السورية وتركيا)
وتنص سياسة المملكة العربية السعودية بخصوص الحصص المخصصة لكل بلد من الحجاج، على أنه يُسمح لعدد من الحجاج بنسبة “حاج واحد من كل ألف مواطن” في البلد المعني.
وبذا يكون مجموع الحصة السورية المقسّمة بين النظام والمعارضة (17500 + 5200) هو 22700 حاج سوري للعام الحالي، علماً أن عدد السوريين التقديري يتراوح حول 23 مليون نسمة، ولكنه رقم تقديري في غياب أي إحصاء رسمي منذ وقوع الثورة السورية عام 2011، والتي تطورت إلى أزمة شاملة مستمرة حتى الآن.
وبالرغم من أن العدد المخصص للجنة الحج العليا المعارضة متناسب مع عدد السوريين المقيمين في الشمال السوري وتركيا، فإن العدد المخصص لوزارة الأوقاف في الحكومة السورية يتجاوز عدد السوريين المقيمين في مناطق سيطرة الحكومة السورية والذين يُقدر عددهم حالياً بنحو 12.5 مليون نسمة.
إلا أنه يُتوقع أن يسجل الحجاج القادمون من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية التابعة لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) شمال شرق البلاد عبر حصة وزارة الأوقاف السورية.
وكانت لجنة الحج العليا السورية تسلمت إدارة ملف الحج في موسم عام 2013، وحصلت في البداية على “الحصة السورية” للحج كاملة، ولكن العدد لم يتجاوز 12000 حاج في حينها، ثم انخفض العدد إلى 1500 حاج فقط في عام 2018، ثم رُفعت الحصة إلى 10186 حاجاً بعد أزمة الكورونا.
وأكد سامر بيرقدار مدير الحج في الشمال السوري وتركيا في مقابلة مع تلفزيون سوريا (معارض) أن لجنة الحج العليا السورية لم تكن تميز في التعامل بين الحجاج بناء على الانتماء السياسي أو التوجهات، ولم تستثنِ أحداً من الحج لأسباب سياسية، بما في ذلك الحجاج القادمون من مناطق سيطرة النظام.
وكانت لجنة الحج العليا تغطي السوريين في جميع أنحاء سوريا، وفي لبنان والأردن ومصر وكردستان العراق ودول الخليج العربي، حيث تفتح التسجيل للحجاج السوريين في هذه المناطق مع بداية موسم الحج. ولكن اتفاقها مع السعودية هذا العام، يقصر عملها على الشمال السوري وتركيا، بينما ستتولى وزارة الأوقاف بالحكومة السورية تسجيل الحجاج هذا العام في جميع الدول المذكورة وفي مناطق سيطرة النظام السوري.
وفي ظل السياسة الأمنية التي يتبعها النظام السوري بخصوص ملف الحج، حيث يحتاج الحجاج إلى موافقات أمنية للتقدم بطلب الذهاب إلى الحج، فإن اتفاق الحكومة السعودية مع لجنة الحج العليا المعارضة يستثني سكان الشمال السوري الخارج عن سيطرة دمشق من هذه الإجراءات التعسفية.
لجنة الحج العليا السورية
من جهتها، قالت “لجنة الحج العليا السورية” في بيان: إنّ “وزارة الحج والعمرة السعودية خوّلت اللجنة بإدارة الملف وخدمة الحجاج السوريين المقيمين في الشمال السوري وفي تركيا بشكل مستقل ومباشر”، بحسب ما نقل موقع تلفزيون سوريا (معارض).
وأوضح مدير الحج في الشمال السوري وتركيا سامر بيرقدار، أنّ السعودية دعت بشكل رسمي رئيس لجنة الحج العليا عبد الرحمن مصطفى إلى جدة، أمس الثلاثاء، ووقّعت معه عقود الحج للسوريين المقيمين شمالي سوريا وفي تركيا.
وقال “بيرقدار” في حديث مع تلفزيون سوريا المعارض، إنّ القرار السعودي جاء نظراً لما “امتازت به لجنة الحج خلال السنوات الماضية بتقديم خدماتها لأي سوري أينما كانت إقامته وبغض النظر عن توجهاته السياسية”، مشيراً إلى أنّ حصة السوريين في الشمال وتركيا لموسم 1445 (2024) بلغت 5200 حاج.
ما آلية تسجيل السوريين في الشمال للحج؟
وأكّد “بيرقدار” أنّ اللجنة ستواصل اتباع ذات الإجراءات التي اتبعتها في السنوات السابقة بالنسبة للحجاج في الشمال السوري وتركيا.
وأضاف أنّه “سيتم نشر آليات التسجيل، خلال يومين، وسيبدأ التسجيل بعد عيد الفطر مباشرة”، مشيراً إلى أن سفر الحجاج سيكون كما جرت العادة من المطارات التركية.
وحول آلية التأكّد من مكان إقامة الحاج، لفت “بيرقدار” إلى أنّ اللجنة ستطلب إبراز بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) أو الإقامة السياحية للمقيمين في تركيا، أما بالنسبة للموجودين في الشمال السوري، فستُقدّم طلبات إلى الجانب التركي للموافقة على عبور الحدود ذهاباً وإياباً.
ملف الحج السوري
منذ أن استأنفت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة السورية بدمشق، في نيسان/أبريل 2023، بدأ الحديث يدور بين أوساط المعارضة السورية عن ملف الحج، واحتمالية سحبه من يدها وإعادته إلى النظام.
وخلال ذلك، كان مدير لجنة الحج سامر بيرقدار، يجري العديد من الزيارات إلى السعودية لإقناعهم بعدم تسييس ملف الحج لصالح النظام السوري، بحسب موقع تلفزيون سوريا المعارض، إلى أن جرى الاتفاق على تقسيمه بين اللجنة والنظام السوري.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.