الأحد 12 أيار/مايو 2024
سوريا اليوم – القامشلي
يشتكي سكان القامشلي شمال شرقي سوريا من فقدان وارتفاع أسعار الأدوية في ظل انعدام القدرة الشرائية والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد من أكثر من 13 عاماً.
ويمضي شفان عمر وغيره من مرضى القصور الكلوي في المدينة، أغلب أيام الأسبوع بالبحث بين صيدليات المدينة عن أدوية صرفت بموجب وصفة طبية، بحسب تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” المحلية السورية (معارضة) اليوم الأحد.
ويعاني الشاب مع 7 أفراد من عائلته، من إصابة بقصور كلوي حاد، حيث فقد “عمر” والدته وأخته بسبب المرض، في حين يجري أخيه في ألمانيا 3 عمليات غسيل كلية في الأسبوع الواحد.
ويقول لنورث برس: “منذ 12 عاماً قمت بعملية زراعة كلية بعد أن توقفت كليتي”. ويخرج علبة من الدواء ويضيف: “أحتاج إلى هذا الدواء بشكل يومي لكنها مفقودة في الصيدليات.”
أما عبد المجيد علي، وهو أيضا من القامشلي، يعاني من صعوبة في دفع تكاليف أدوية لزوجته المصابة بمرض السكري، يقول: “الأسعار في ارتفاع مستمر ولا طاقة لي بتحمل تكاليف الأدوية”.
ويشير إلى أنه يصرف ما بين 400 إلى 500 ألف ليرة سورية لشراء الأدوية في ظل انعدام قدرته الشرائية.
أما خديجة الصالح تشير في حديثها مع نورث برس إلى تلاعب الصيادلة بأسعار الأدوية مما يجعلها تنهك في عملية البحث عن الأسعار المناسبة. وتقول بلهجتها العامية: “كل صيدلية تسعيرتها شكل، أصرف بالشهر 12 مليون على الأدوية”.
حال هؤلاء كحال آلاف مرضى يبحثون عن أدوية ضرورية ومنقذة للحياة، ويجدون صعوبة في توفيرها بسبب نقص الأدوية وارتفاع أسعارها مقارنة مع دخلهم الشهري.
من يستغل المرضى؟
تعتمد الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا على استيراد الأدوية سواء من الداخل السوري أو من خارج سوريا، وذلك بسبب انعدام مصانع الإنتاج في مناطقها.
ويشير صلاح رمو وهو صيدلي في القامشلي أن ارتفاع أسعار الأدوية مرتبط بضريبة تفرض من قبل الحواجز التابعة للقوات الحكومية جراء شحن الأدوية من مناطقها إلى مناطق الإدارة الذاتية مما يرفع سعر الأدوية 28% من السعر الحقيقي.
ويقول لنورث برس: “لا توجد رقابة على نوعية وسعر الأدوية التي تدخل المنطقة، لا نعرف القيمة التسعيرية الحقيقية للأدوية”. مشيراً إلى أن نسبة الربح للصيدلي لا تتراوح 25% سواء كان الدواء محليا أو مستورداً.
ويرى أن معضلة توفر الدواء أكبر من مشكلة ارتفاع سعره، لأن عدد المعامل وكمية الإنتاج شهد تراجعا في الآونة الأخيرة موضحاً أن أحد أهم أسباب غلاء الدواء هو تهاوي سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي.
ويذكر أنه خلال عام 2023 رفعت وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية أسعار الأدوية ثلاث مرات، آخرها في كانون الأول/ ديسمبر بنسبة تراوحت بين 70 – 100 بالمئة، بعد أن رفعت أسعار أكثر من 13 صنفاً دوائياً، في آب/ أغسطس من العام ذاته، بنسبة 50 بالمئة.
كيف تتوحد أسعار الأدوية؟
ويتفق محمد الحسن وهو مالك مستودع للأدوية في القامشلي مع “رمو” مشيراً أن الحواجز الأمنية تفرض على كل متر مكعب واحد من الأدوية 450 – 600 دولار أمريكي.
ويضيف: “يوجد سبب آخر لارتفاع سعر الأدوية، حيث توقفت المصانع السورية عن تصنيع بعض أنواع الأدوية مما نضطر لاستيراد بعض الأصناف بالعملة الصعبة التي قد تفوق قدرة البعض على شراءها”.
ويشير أن مصادر الأدوية السورية تتلاعب بالأسعار التي فرضتها الحكومة بحجة ارتفاع تكاليف الانتاج.
ولا ينفي الحسن “وجود فساد” في بعض الصيدليات أو مستودعات الأدوية في شمال شرقي سوريا، “يجب إصدار لائحة بأسعار البيع، وفرضها على أًصحاب الصيدليات والمستودعات”.
ما الخطط المستقبلة؟
يقول الرئيس المشارك لاتحاد صيادلة قامشلو التابعة للإدارة الذاتية كاميران مجدل بك، أن الأسعار قبل الأزمة السورية كانت موحدة في كامل المناطق السورية لأنها كانت تعتمد على نظام الوكالات، “لكن مع بدء الأزمة دخل تجار الأدوية كوسيط لجلب الأدوية للمنطقة، وهؤلاء يتلاعبون بالأسعار”.
ويضيف لنورث برس: “بعض مصانع الأدوية تفرض أصناف لا تستهلك في مناطق أخرى، وترفع الأسعار على تجار في مناطق الإدارة الذاتية دون أن تفرض رقابة عليها من قبل الحكومة السورية”.
ويشير المسؤول أنهم يضطرون لشراء الأدوية من عدة مصادر بهدف تأمينها للمنطقة، “هذا هو أسباب اختلاف الأسعار من صيدلية لأخرى”.
ويقوم الاتحاد بجولات مراقبة على الصيدليات ومستودعات الأدوية وخاصة في حال وجود شكاوي من السكان، بحسب المسؤول.
ويشير الرئيس المشارك لاتحاد صيادلة قامشلو أنهم بصدد تقليص نسبة الضرائب التي تفرض على الأدوية لتخفيف الأعباء على المرضى، والعودة لنظام الوكالات لضبط الفساد والتلاعب بالأسعار وتوفر الأصناف من خلال التعاون من مصادر الادوية.
ويضيف: نحن بصدد إنشاء مستودع أدوية لضبط الأسعار، وبيعها بنسبة ربح منخفضة كمشفى الشعب في عامودا ومشافي أخرى تابعة للإدارة الذاتية.
ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية والنقص في الأدوية، يبقى توفير الرعاية الصحية والأدوية ضرورة ماسة للسكان في شمال شرقي سوريا، ويتطلب ذلك جهودا لتوفير الدعم اللازم للمرضى وتحسين الوضع الصحي بشكل عام.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.