الجمعة 24 أيار/مايو 2024
سوريا اليوم – باريس
خلال المحاكمة الغيابية التي يخضع لها ثلاثة مسؤولين كبار في النظام السوري في باريس بتهمة التواطؤ لارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية، روى عدد من الناجين من السجون السورية أمس الخميس، قصص التعذيب الذي تعرّضوا له، وتحدّثوا عن تعليق من أذرعهم لساعات وعن صعق بالكهرباء وضرب.
ومنذ الثلاثاء، تحاكِم محكمة الجنايات في باريس غيابياً المدير السابق لمكتب الأمن الوطني علي مملوك، والمدير السابق للمخابرات الجوية جميل حسن، والمدير السابق لفرع التحقيق في المخابرات الجوية عبد السلام محمود، بحسب تقرير موقع “المدن” الإخباري اللبناني اليوم الجمعة.
ويُشتبه في أنّ هؤلاء الثلاثة لعبوا دوراً في اختفاء ووفاة مازن الدباغ وابنه باتريك، وهما فرنسيان سوريان اعتُقلا في دمشق في العام 2013، ونُقلا إلى مطار المزة الذي تديره أجهزة المخابرات الجوية، والذي يوصف بأنّه أحد أسوأ مراكز التعذيب التابعة للنظام. إثر ذلك، غابت أي مؤشرات الى أنهما على قيد الحياة، الى أنّ تمّ الإعلان عن وفاتهما في آب/أغسطس 2018. ولكنّ المطالعات التي تشهدها المحاكمة تتخطّى قضيّتهما، إلى الطبيعة المنهجية للانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري ضدّ المدنيين.
بالنسبة لعبيدة الدباغ أحد أقرباء الضحايا الذي يكافح من أجل الحقيقة منذ عشر سنوات، فإنّ باتريك ومازن “ناطقان رسميان باسم مئات الآلاف من السوريين الذي عانوا من المصير ذاته”. وقال أمام المحكمة: “آمل في أن يتمكّن المجتمع الدولي في يوم من الأيام من أن يتصدّى لرأس هذا النظام بشكل مباشر”.
قبل مداخلته، توالى عدد من السوريين الذين أصبحوا لاجئين في فرنسا، على منصة الشهود حيث تحدثوا عن التعذيب الذي تعرضوا له، خصوصاً في مركز الاحتجاز في المزة.
ومن هؤلاء عبد الرحمن الذي اعتقلته المخابرات السورية مرتين والذي روى قصته بصوت غير مسموع تقريباً.
واعتُقل عبد الرحمن أول مرة في نيسان/أبريل 2011، عندما حاول عملاء المخابرات معرفة مكان وجود شقيقه وزوجته وهي محامية معروفة. وقال: “لقد تعرّضت للتعذيب من الصباح حتى المساء”، مضيفاً “لقد هددوا باقتلاع أظافري ونزع شعري”.
أُطلق سراحه بعد حوالى 40 يوماً، ثم أُعيد اعتقاله في العام 2012، حين اقتيد مجدداً إلى مركز الاحتجاز في المزة. وبعدما وُضع في زنزانة أولى نُقل بعد أيام إلى زنزانة أخرى مساحتها 1.5 متر مربع، مع ستة أشخاص آخرين.
وتذكّر قائلاً: “لم نكن نتمكن من النوم”، مضيفاً “كان يجب أن يقف شخص واحد حتى يتمكن الآخرون من الراحة، كل بدوره”. بعد ذلك، احتُجز في مراكز أخرى ليُطلق سراحه بعد حوالى عام.
من جهته، أمضى ناصر (40 عاماً) ثلاثة أشهر في المزة. وناصر ابن وشقيق معارضين سوريين، اعتُقل في 9 أيار/مايو 2011، ووُضع في زنزانة لا تزيد مساحتها عن 40 متراً مربّعاً مع حوالى 120 شخصاً آخرين. وقال في شهادته: “في اليوم التالي أو اليوم الذي تلاه، بدأوا بضربي، وفقدت أسناني”.
وأشار إلى أنّه استُجوب بعد أسابيع من قبل جميل حسن نفسه الذي سأله عن مكان وجود أقاربه. وقال: “أجبته: لا تزال تسألني الأسئلة ذاتها بعد مرور شهرين على الرغم من أنّني لا أعرف”.
بعد ذلك، أمر جميل حسن عناصره بـ”الاعتناء به”. وأضاف ناصر “قال لهم حرفياً: أريد أن أسمع صراخه تحت التعذيب”. وتابع: “وضعوا حبلاً حول يدي، وتمّ تقييدي وتعليقي”، مضيفاً “تركوني معلّقاً هكذا حتى اليوم التالي”. وعندما طُلب منه خفض ذراعيه لإزالة القيود، لم يستطع فعل ذلك لأن ذراعيه كانتا تؤلمانه بشدة.
وأشار الشاهد إلى أن السجّان “أنزل ذراعي بالقوة، فأُصبت بخلع في كتفي”، مضيفاً أنه تعرّض للصعق بالكهرباء في أعضائه التناسلية.
والأربعاء، عُرضت خلال جلسة الاستماع حوالى عشر صور من ملف “قيصر” الذي سُمّي على اسم مصور سابق في الشرطة العسكرية فرّ من سوريا في العام 2013 حاملاً 55 ألف صورة مروعة لجثث معذبة. وتُظهر هذه الصور جثث رجال هزيلين تبدو عليهم آثار الضربات والإصابات.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.