الخميس 11 تموز/يوليو 2024
سوريا اليوم – إستانبول
أعلن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، أنه تلقى رداً إيجابياً على طلب رئيسه أوزغور أوزيل لقاء الرئيس السوري بشار الأسد بدمشق، في مسعى لدفع جهود تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، في الوقت الذي نفت فيه مصادر في دمشق لصحيفة سورية شبه رسمية صحة هذه الأنباء.
وقال نائب رئيس الحزب، برهان الدين بولوط، إن «طلب أوزيل زيارة سوريا، والاجتماع مع الأسد، قبلته دمشق»، لافتاً إلى أنه «جرى الانتهاء من المسألة المتعلقة بنية عقد اللقاء، ومن الآن فصاعداً كل ما سيتم بحثه هو إنضاج الشروط، وأين سيتم اللقاء، وفي أي موعد»، على حدّ تعبيره.
وأضاف بولوط، في مقابلة تليفزيونية، الأربعاء، أن أوزيل سيذهب إلى سوريا من أجل التوصل إلى حلّ، لافتاً إلى أن الحكومة التركية هي المسؤولة عن خلق أزمة لاجئين في البلاد. وتابع: «نقلنا طلبنا لعقد لقاء، وتلقينا رداً إيجابياً من دمشق»، بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
وكان أوزيل أعلن، مطلع تموز/يوليو الحالي، أنه يمكنه أن يكون وسيطاً بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد، قائلاً: «أولاً، يجب إقناع الأسد بالجلوس إلى الطاولة مع تركيا، يمكنني إقناعه بذلك طالما أن إردوغان سيكون على الطاولة». معتبراً أن «إردوغان لديه استعداد للقاء الأسد ودعوته إلى تركيا، يمكننا أن نرى من تصريحاته الأخيرة أن الخطوات التي اتخذناها هنا تشجعه أيضاً».
وتابع زعيم المعارضة التركية، الذي عقد مؤخراً لقاءين مع إردوغان بهدف مناقشة مشاكل البلاد ضمن عملية «تطبيع سياسي»، أن «المشكلة الأكثر إلحاحاً في تركيا هي مشكلة اللاجئين، وهي قضيتنا ذات الأولوية»، مشدداً على أنه لا يجب أن يبقى اللاجئون السوريون في تركيا، أو أن يصبح الوضع القائم حالياً وضعاً مستداماً، وأنه لهذا السبب سيقوم بتحركات نشطة للغاية في الأيام المقبلة، لاتخاذ مبادرة بشأن حل المشكلة السورية.
مضيفاً: «سنتعاون مع الأسد، إذا لزم الأمر، لإعادة فتح قنوات الاتصال بين تركيا وسوريا، وضمان عودة السوريين إلى بلادهم».
تباينات سياسية
تصريحات أوزيل جاءت بعد تأكيد الأسد انفتاح دمشق على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقات مع تركيا، المستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته.
وينتقد حزب الشعب الجمهوري السياسة الخارجية لحكومة إردوغان، ويعدّ أنها المسؤولة عن تفاقم الوضع في سوريا، إضافة إلى مشكلة اللاجئين التي تعانيها البلاد بعد استقبال نحو 4 ملايين لاجئ، وتحويل تركيا إلى مستودع للاجئين، ومنعهم من الوصول إلى دول أوروبا مقابل أموال من الاتحاد الأوروبي.
كما يبدي الحزب استعداده لسحب القوات التركية من شمال سوريا، حال وصوله إلى السلطة، في إطار صيغة تحقق التسوية السياسية في سوريا وضمان عودة آمنة للاجئين بالتنسيق مع دمشق والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي.
رفض كردي
في السياق، أثار إعلان أوزيل استعداده للقاء الأسد، وقبلها تصريحات إردوغان عن دعوته إلى أنقرة، ردّ فعل غاضب من جانب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد وثالث أكبر أحزاب البرلمان التركي بعد «العدالة والتنمية» و«الشعب الجمهوري».
وقال الرئيس المشارك للحزب، تونجاي بكيرهان، مخاطباً أوزيل: «هل تحاول تنظيم سياسة مناهضة للأكراد مع إردوغان، عبر الوساطة بين الأسد وإردوغان؟»
وقال بكيرهان، أمام نواب حزبه بالبرلمان: «يحاول السيد أوزيل وإردوغان والأسد إقامة تحالف قائم على معاداة الأكراد، فهل تحاولون تنظيم سياسة مناهضة للأكراد من خلال هذه الوساطة؟ هذا ليس مفيداً لكم أو لنا أو للشعب التركي».
وأضاف أن ما يتعين على أوزيل القيام به هو «الدفاع عن سياسة خارجية تضمن أن يتمكن سكان شمال شرقي سوريا من تقرير مستقبلهم».
دمشق تنفي أي تواصل مع المعارضة التركية
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة “الوطن” شبه الحكومية (موالية) عمّا وصفته بـ”مصدر مطلع في دمشق” صحة الأنباء المتداولة حول وجود أي تواصل سوري مع أحزاب تركية موالية أو معارضة.
وأكد المصدر في تصريحه للصحيفة المقربة من الحكومة أنه “لا وجود لأي تواصل من قبل الجانب السوري مع أي حزب سياسي تركي سواء كان موالياً للسلطات التركية أم معارضاً”.
وأشارت الصحيفة إلى أن نفي المصدر جاء “بعد ساعات قليلة من زعم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، أنه تلقى رداً إيجابياً على طلب رئيسه أوزغور أوزيل لقاء الرئيس بشار الأسد بدمشق”.
وقالت إنه “توالت مؤخراً التصريحات على لسان المسؤولين والأحزاب التركية الحاكمة والمعارضة، بخصوص ملف “التقارب” مع سوريا، في حين لا تزال المواقف الرسمية السورية على حالها لجهة انفتاحها على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة بين سوريا وتركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى وهو الموقف الذي جاء على لسان الرئيس بشار الأسد خلال استقباله مبعوث الرئيس الروسي الخاص ألكسندر لافرنتييف أواخر الشهر الفائت”، بحسب تعبير الصحيفة.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.