الاثنين 12 آب/أغسطس 2024
سوريا اليوم – اللاذقية
قال موقع إخباري سوري معارض إن الحرس الثوري الإيراني أنهى تأسيس أولى قواعده العسكرية البحرية على الساحل السوري والتي بدأ العمل عليها قبل أقل من سنة في إطار خطة إيرانية لتعزيز قواتها في سوريا تضمنت زيادة أعداد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وإنشاء قاعدة دفاع ساحلية.
ويقول موقع تلفزيون سوريا (معارض) إن مصادر أمنية وعسكرية خاصة كشفت له تفاصيل إنشاء القاعدة الساحلية الإيرانية بمساعدة روسية وتحت غطاء عسكري يوفره الجيش السوري النظامي ومؤسساته لتحركات الحرس الثوري في المنطقة.
تأسيس القاعدة
وبحسب الموقع المعارض فقد بدأ العمل على تأسيس القاعدة في كانون الأول/ديسمبر 2023 تحت إشراف العميد في القوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني “رضا زارعي” والذي اغتالته إسرائيل برفقة قيادي من “حزب الله” اللبنانية بهجوم جوي استهدف مقرّ إقامتهم في مزرعة على الأطراف الشرقية لمدينة بانياس في 1 من آذار/مارس الفائت، وخلفه في مهمة تأسيس وإنشاء قاعدة الدفاع الساحلي العميد في قيادة المنطقة الخامسة في القوات البحرية التابعة للحرس الثوري “حميد رضي زاده” الملقب بالحاج غلام.
وبحسب المصادر فإنّ زاده يقود وحدة إيرانية – لبنانية مهمتها مراقبة حركة الملاحة في مياه البحر الأبيض المتوسط، وعلى وجه الخصوص حركة الأسطول الأميركي والقطع الحربية التابعة لجيوش دول غربية.
وتتألف الوحدة من نحو 20 شخصاً بينهم ضباط من القوة البحرية التابعة للحرس الثوري ومختصون يتبعون لـ “حزب الله” اللبناني.
وتقع القاعدة بين مدينتي جبلة وبانياس على الساحل السوري، بالقرب من شاطئ عرب الملك ضمن ثكنة دفاع جوي تابعة للجيش السوري، في حين تتولى الوحدة 840 التابعة لـ “فيلق القدس” في الحرس الثوري بالإضافة إلى الوحدة 102 في “حزب الله” عمليات تأمين وحراسة الشحنات العسكرية والمباني الخاصة بتخزين معدات القاعدة.
ويظهر التحديث الأخير لصور الأقمار الصناعية التي توفرها خدمة Google map خلال شهر نيسان/أبريل 2024 إخلاء الجيش السوري (التابع لحكومة دمشق) للقاعدة التي كانت تابعة لقوات الدفاع الجوي.
وبمقارنة الصور الأخيرة مع صور من المصدر ذاته في الربع الثاني من العام 2023 الفائت، فإنّ النظام السوري أخلى نظام رادار وبطاريات إطلاق صواريخ Sam-5، بالإضافة إلى تغييرات طفيفة في بنية القاعدة استثني منها “هنغارات” تحت أرضية من المحتمل أنّ الحرس الثوري يستخدمها في الوقت الحالي لأغراض التخزين والإدارة.
روسيا ساعدت في تأسيس القاعدة
ويقول موقع تلفزيون سوريا المعارض إن تضارب المصالح بين طهران وموسكو في سوريا الحاضر دائماً في التحليلات السياسية والعسكرية، لم يظهر بمثل هذه الحدة إلى حين انفجار الوضع بعد حرب غزة، ومن ثم التهديد بضرب “حزب الله” في لبنان، إلا أن الثابت أن روسيا بحاجة إلى الوجود العسكري الإيراني في سوريا، لتغطية النقص البشري الذي لا توفره روسيا في سوريا، وتستعيض عنه بالطائرات الحربية والتقنيات العسكرية وميليشيا رديفة.
لكن هذا الهامش الممنوح من روسيا لإيران يخضع لتفاهمات بينية تؤطّر حدوده بحيث لا يتسب بضرر بالاستراتيجية الروسية في سوريا القائمة في هذا الوقت الحرج على تجنيب النظام السوري أي انخراط في المواجهات المرتقبة في الرد الإيراني ورد “حزب الله” على اغتيال هنية وشكر، وفيما قد يتبعها من تصعيد أو حرب واسعة النطاق.
وبحسب الموقع فقد فّرت القوات الروسية في سوريا غطاءً للعديد من عمليات تهريب المعدات العسكرية والأسلحة الإيرانية إلى سوريا من خلال استقبال طائرات إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري في قاعدة حميميم، والسماح لها بتخزين شحناتها في مستودعات القاعدة الروسية.
ويضيف إن الطائرات الإيرانية هبطت في حميميم بعد أن أبقت إسرائيل مطاري حلب ودمشق خارج الخدمة لوقت طويل، عبر سلسلة من الاستهدافات المتتالية في نهاية العام الفائت وبداية العام الجاري.
وبحسب المصادر، فإنّ إحدى الشحنات التي جرى تخزينها في شباط/فبراير الماضي في حميميم قبل نقلها إلى جهة مجهولة، تضمّنت زورقين حربيين من طراز “سراج”، وهي زوارق هجوم سريع مخصصة لأعمال إطلاق الصواريخ المضادة للسفن وعمليات القرصنة من إنتاج وزارة الدفاع الإيرانية.
ومطلع العام الجاري زودت إيران هذا الطراز من القوارب الحربية السريعة بمنصات إطلاق صواريخ متعددة الطرازات والمدى.
ونقلت طائرة شحن روسية في الفترة ذاتها معدات عسكرية من طهران إلى قاعدة حميميم في اللاذقية تضمّنت أنظمة رادار ومراقبة للملاحة البحرية جرى تخصيص أحد العنابر في المطار العسكري لتخزينها بشكل مؤقت قبل إعادة نقلها من المطار.
ولم تتمكن مصادر موقع تلفزيون سوريا من معرفة الوجهة النهائية، وما إذا كانت لصالح القوات الروسية أو لصالح الحرس الثوري.
التهريب عبر ناقلات النفط
ولجأ الحرس الثوري – وفقاً للمصادر ذاتها – إلى تهريب شحنات أسلحة بواسطة ناقلات النفط الإيرانية التي تصل إلى مصب ميناء بانياس بمعدل ثلاث إلى خمس ناقلات في الشهر الواحد.
تبعاً للمصادر، فإنّ القوة البحرية في الحرس الثوري وهي تشكيل منفصل عن القوات البحرية للجيش الإيراني، نقلت على متن حاملات النفط صواريخ مضادة للسفن “طوربيدات” من فئتي “نصر ونصير”. حيث الأول (طوربيد “نصر”) يأتي برأس حربي بوزن 150 كيلوجراماً ويمكن إطلاقه تجاه الأهداف البحرية العائمة ضمن نطاق 35 كيلومتراً، ويتمتع بخاصية الإطلاق من منصات متحركة كزوارق الهجوم والصيد والسفن أو من منصات ثابتة كثكنات الدفاع الساحلي.
أما الطوربيد “نصير” فيأتي فيصنف ضمن فئة الصواريخ المجنحة المضادة للقطع البحرية العائمة ويتمتع بخصائص متطورة كالقدرة على المناورة وتجنب التشويش وأنظمة الحرب الإلكترونية وبمدى أبعد يصل إلى 140 كيلومتراً.
ويستخدم الحرس الثوري الإيراني و “حزب الله” برادات لتخزين الخضار والفواكه ومزارع جميعها تقع على الأطراف الشرقية والشمالية لمدينة بانياس كمستودعات تخزين عسكرية سرية ومبانٍ للإقامة.
وتضيف مصادر موقع تلفزيون سوريا أنّ سماسرة مقربين من الميليشيات الإيرانية استأجروا تلك المنشآت ضمن عقود تتراوح مدتها بين خمس وعشر سنوات لأغراض الاستثمار التجاري.
أهداف طهران من الوجود على سواحل المتوسط
ويرى الباحث الاستراتيجي “تركي المصطفى” المختص بالنشاط الإيراني في سوريا أنّ إقدام الحرس الثوري على تأسيس قاعدة عسكرية بحرية في سوريا يمثّل خطوة كبيرة في استراتيجية طهران العسكري خصيصاً أنّ موقع القاعدة يمنحها رصيداً استخبارياً من خلال رصد نشاط الأساطيل المعادية وكامل حركة الملاحة البحرية في القسم الشرقي من البحر المتوسط.
وربط المصطفى توقيت إنشاء القاعدة البحرية في سوريا مع الحرب في غزة والتوترات التي تعصف بالمنطقة والتي دفعت بإيران لتعزيز وجودها العسكري في سوريا لتقديم الدعم لحلفائها وخصيصاً “حزب الله” اللبنانية.
ورغم عدم خوض إيران الحرب ضد إسرائيل بشكل مباشر إلا أنها عملت على تعزيز قواتها في كل الأراضي السورية لأغراض سياسية وللضغط على واشنطن وتل أبيب في أي مفاوضات مستقبلية، كما أنه من المستبعد في الوضع الراهن أن يشّن الحرس الثوري أي هجمات في مياه المتوسط ما لم يؤسس لقاعدة بحرية أكثر شمولية، كأن تضم فرق كوماندوز وسفناً وزوارق حربية، بحسب رؤية المصطفى.
أما الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان فاعتبر أن الهدف الإيراني المباشر من إنشاء هذه القاعدة يمكن في رغبة طهران في حماية نفوذها الذي تتمتع به في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين.
ونوّه علوان إلى أنّ احتمالية نشوب حرب في جنوبي لبنان يفقد إيران امتياز الوصول إلى مياه البحر المتوسط ما دفع بها إلى تأمين خط حماية بديل يحمي مواقعها في سوريا.
واستبعد في الفترة الحالية فرضية وجود مساع إيرانية لتهديد حركة الملاحة ونشاط الأسطول الأميركي والقطع البحرية الأجنبية في مياه المتوسط، لوجود فجوة واسعة بين حجم القوات، منوهاً أنّ وضع المنطقة بعد عملية “طوفان الأقصى” ليس كما قبلها وأن كل السيناريوهات من الممكن حدوثها ما دفع بطهران لإنشاء موقع عسكري على الساحل السوري كتدبير احترازي في حال اتسعت رقعة الحرب في المنطقة.
القاعدة في مرمى إسرائيل
تعرضت القاعدة لقصف إسرائيلي في التاسع من تموز/يوليو الفائت، وقع بالتزامن مع وجود ثماني ناقلات نفط إيرانية في مصب بانباس النفطي وعقب أقل من 48 ساعة من تفريغ سفينة الشحن التجاري الإيرانية Daisy جزءاً من حمولتها في ميناء اللاذقية، والتي عملت وحدة أمنية تابعة لـ “حزب الله” على نقل محتويات بعض الحاويات ضمن شاحنات نقل ذات طابع تجاري دون رقابة إدارة المرفأ أو تدخل من قبل أمانة جمارك اللاذقية.
وتزامن وصول السفينة الإيرانية وحتى الهجوم الإسرائيلي على القاعدة مع تحليق لطائرتي Oron وeitam من السرب 122 نحشون المسؤول عن عمليات التجسس والمراقبة الجوية والإنذار المبكر لدى الجيش الإسرائيلي على طول الساحل السوري.
ويعدّ الهجوم الإسرائيلي على قاعدة الدفاع الجوي التي لم تشارك طوال السنوات السابقة في محاولات التصدي لأي هجمات، مؤشراً على تنامي النشاط العسكري للحرس الثوري الإيراني على السواحل السورية.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.