الاثنين 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
سوريا اليوم – دمشق
تشهد سوريا تحولات كبيرة ومتسارعة في أعقاب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، حيث تتوافد الوفود الدبلوماسية إلى دمشق للقاء القيادة الجديدة التي يرأسها أحمد الشرع.
وتوافدت الوفود الدبلوماسية خلال 24 ساعة الماضية إلى دمشق، حيث أعلن الأردن استعداده الكامل لدعم إعادة الإعمار مع التركيز على الأمن والاستقرار وعودة اللاجئين بشكل طوعي، بحسب تقرير موقع تلفزيون سوريا اليوم الاثنين.
بدورها، أرسلت قطر وفداً رسمياً إلى دمشق في رحلة جوية مؤكدة التزامها بدعم الشعب السوري وتعزيز العلاقات الثنائية. أما السعودية، فقد ناقشت مع القيادة الجديدة قضايا هامة مثل مكافحة الكبتاغون والتعاون الاقتصادي، في حين أعربت إيران عن “دعمها “لسيادة سوريا مع تأكيد انسحاب مستشاريها العسكريين.
على الصعيد الدولي، أكدت الولايات المتحدة عدم الحاجة إلى وجود جنودها في سوريا، لكنها ستواصل متابعة قضايا تتعلق بداعش وأمن إسرائيل.
من جانبها، وصفت الأمم المتحدة سقوط النظام بفرصة لتحقيق المساءلة عن الجرائم، مشددة على أهمية حفظ الأدلة والتنسيق الدولي.
في السياق نفسه، دعا كل من العراق والإمارات إلى توحيد الجهود العربية لدعم الشعب السوري، مؤكدين على ضرورة العمل المشترك خلال هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة.
الصفدي: أمن سوريا واستقرارها هو استقرار للأردن
وأبدى الأردن استعداده التام لتقديم الدعم لسوريا في عملية إعادة الإعمار، حيث أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي على أن “إعادة بناء سوريا أمر مهم للأردن وللمنطقة ككل”.
وشدد الصفدي على أهمية أن تأخذ “الإدارة الجديدة في سوريا” فرصتها لوضع خططها، وأن تكون أولويتها “إعادة بناء وطنهم والأمن والاستقرار”.
وأكد الصفدي أن “الأردن سيقف دوماً بجانب الشعب السوري”، وأنه “سيتم تقديم كل سبل الدعم للاجئين السوريين، وعودتهم إلى بلدهم يجب أن تكون طوعية”. وصرح الصفدي بأن “أمن سوريا واستقرارها هو استقرار للأردن”، وأن “كل إمكاناتنا مسخرة في دعم الشعب السوري”.
أوضح الصفدي في تصريح لمراسل تلفزيون سوريا أن “الحدود مفتوحة” وأنهم “مستعدون لإرسال المساعدات إلى سوريا”. وأشار الصفدي إلى أن “الدول العربية متفقة على دعم سوريا في هذه المرحلة دون أي تدخل خارجي” وأنهم “يريدون لسوريا أن تستعيد عافيتها واستقرارها”.
وعبر الصفدي عن دعم بلاده “للعملية الانتقالية في سوريا وصياغة دستور جديد للبلاد”.
أول طائرة قطرية تصل دمشق بعد سقوط النظام
ووصل وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي إلى دمشق “على رأس وفد قطري رسمي رفيع المستوى لعقد لقاءات مع المسؤولين السوريين، وتجسيداً للموقف القطري الثابت في تقديم كل الدعم للأشقاء في سوريا”.
وأوضح الناطق باسم الخارجية ماجد الأنصاري أن الوفد وصل “على متن أول طائرة للخطوط الجوية القطرية تحط في مطار العاصمة السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد”. أشار ماجد إلى أن زيارة الوفد تأتي “تجسيداً للموقف القطري الثابت في تقديم كل الدعم للشعب السوري”.
وأكدت الخارجية أن الزيارة تجسد متانة العلاقات الأخوية بين دولة قطر وسوريا، وتبرز حرص الدوحة على دعم الشعب السوري والحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها.
أحمد الشرع يشيد برؤية السعودية التنموية
وأفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية لوكالة فرانس برس بأن “وفداً حكومياً رفيعاً التقى أحمد الشرع في دمشق الأحد”. أوضح المصدر أن المحادثات “ركزت على الوضع في سوريا والقضاء على الكبتاغون وغيرها من موضوعات”.
وبين المصدر أن “المخاوف الرئيسية الآن هي أنّ تفعل (الإدارة الجديدة) ما تقول”، مشيراً إلى “وعود الشرع حول حل الفصائل المسلحة وعدم تشكيل سوريا تهديداً لجيرانها”.
وأكدت قناة “العربية” أن وفداً سعودياً برئاسة مستشار في الديوان الملكي في قصر الشعب بدمشق.
وأفاد الشرع في وقت سابق خلال مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، بأن السعودية “وضعت خططاً جريئة جداً ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضاً”.
وأضاف قائلاً: “ولا شك أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك”.
وفي نفس السياق أعربت إيران عن “دعمها” لسيادة سوريا بعد سقوط بشار الأسد. وصرح إسماعيل بقائي، الناطق باسم الخارجية الإيرانية، بأن “موقفنا المبدئي حول سوريا في غاية الوضوح: المحافظة على سيادة سوريا وسلامة أراضيها، على أن يقرر الشعب في سوريا مستقبله من دون تدخل أجنبي مدمر”. وأضاف بقائي أن سوريا يجب ألا تصبح “ملاذاً آمناً للإرهاب”.
أوضح بقائي أن إيران “ليس لديها اتصال مباشر” مع القيادة السورية الجديدة. وزعم بقائي أن الوجود الإيراني السابق في سوريا كان هدفه “مكافحة الإرهاب”.
وأفاد بقائي بأن “دبلوماسيينا ومستشارينا العسكريين غادروا سوريا، ولا أعتقد أن هناك أي مواطنين إيرانيين في سوريا في الوقت الحالي”.
واشنطن: لا حاجة لوجود جنود أمريكيين في سوريا بعد الآن
أمريكيا أكد مايك والتز، المرشح لمنصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، “ضرورة ألا يكون الجنود الأمريكيون في سوريا”.
وأشار والتز إلى أن “وضع إرهابيي تنظيم داعش وحدود إسرائيل تعد على رأس القضايا التي تأخذها الولايات المتحدة الأميركية بعين الاعتبار في سوريا”.
وصرح والتز قائلاً: “نحن لا نحتاج إلى أي جنود أمريكيين في سوريا، لكننا سنستمر في الاهتمام بمسائل داعش، والحدود الإسرائيلية، والديناميكيات الأوسع مع حلفائنا الخليجيين”.
على صعيد الأمم المتحدة أوضح روبرت بيتي، رئيس آلية المساءلة الخاصة بسوريا، أن “سقوط حكم الأسد يوفر فرصة كبيرة للآلية للوفاء بتفويضها على الأرض داخل سوريا”. وأشار بيتي إلى أن “الكميات المهولة من الوثائق الحكومية تكشف الفاعلية المرعبة في تنظيم جرائم النظام الفظيعة”. وأكد بيتي على أن “تحقيق المساءلة يتطلب جهداً جماعياً”.
وأفاد بيتي بضرورة “حفظ الأدلة على الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد”.
في سياق آخر أكد كل من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس الإماراتي محمد بن زايد على “ضرورة توحيد مسارات العمل العربي والتنسيق المشترك، ودعم الشعب السوري في هذه المرحلة الدقيقة”.