أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين قراراً بتعيين إبراهيم العلبي مستشاراً خاصاً بالشؤون القانونية الدولية.
وظهر العلبي لأول مرة بصفته الرسمية الجديدة خلال لقاء الرئيس أحمد الشرع بالمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناردو جونزاليز. ويأتي هذا التعيين ليؤكد الثقة الكبيرة التي تحظى بها خبرات العلبي القانونية ومهاراته في المناصرة الدولية، إذ سيقوم بدور محوري في تقديم الاستشارات القانونية لوزارة الخارجية بشأن القضايا ذات الصلة بسوريا على الساحة الدولية.
من هو إبراهيم العلبي؟
برز اسم إبراهيم العلبي كواحد من أبرز المحامين الذين تركوا بصمة واضحة في مجال القانون الدولي والدفاع عن حقوق الإنسان.
ورغم شبابه، تمكن من بناء سجل حافل بالإنجازات التي جعلته شخصية مؤثرة على الساحة الدولية، سواء من خلال العمل الميداني داخل سوريا أو المناصرة في المحافل الدولية، فإن مسيرته المهنية تُظهر التزاماً غير مسبوق بدعم القضايا الإنسانية والقانونية.
مسيرة إبراهيم العلبي الأكاديمية والمهنية
بدأ إبراهيم العلبي حياته التعليمية في مدارس الملك فيصل بالعاصمة السعودية الرياض، حيث نشأ ودرس حتى المرحلة الثانوية. لاحقًا، انتقل إلى المملكة المتحدة لإكمال دراسته الجامعية، حيث نال درجة البكالوريوس والماجستير في القانون من جامعة مانشستر، في تخصص القانون الدولي وأمنه.
وخلال مسيرته الدراسية، حصل على جائزة الطالب المتميز في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، كما نال جائزة التفوق العلمي من وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل، إلى أن واصل تعليمه ليحصل على درجة الماجستير في السياسات العامة من كلية الحكومة بجامعة أكسفورد، مما زوده بأدوات إضافية لفهم القضايا السياسية والقانونية بشكل شامل.
ولم تقتصر خبرة إبراهيم العلبي على الدراسة فقط، بل امتدت إلى العمل العملي والميداني، حيث عمل مستشاراً لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، ومستشاراً لنقابة المحامين الدولية، إضافة إلى عضويته في مجلس إدارة المجلس السوري البريطاني.
من أبرز أعماله:
- تقديم الخبرة القانونية للمنظمات غير الحكومية السورية، بما في ذلك تدريب أكثر من 550 متدرباً على مسائل قانونية معقدة مثل النزوح القسري، التعذيب، آليات الأمم المتحدة، وتسهيل المساعدات الإنسانية.
- المشاركة في جهود المناصرة الدولية حول قضايا حقوق الإنسان المتعلقة بسوريا في جنيف، بروكسل، واشنطن، ولندن.
- العمل مستشاراً في الشؤون القانونية الدولية بوزارة الخارجية والمغتربين.
اقرأ أيضاً: أسعار العقارات في سوريا بعد سقوط الأسد
التأثير الميداني في سوريا
ساهم إبراهيم العلبي بشكل كبير في تعزيز القدرات القانونية للمجتمع المدني السوري، وقدم تدريبات قانونية مكثفة داخل سوريا وقرب الجبهات، وكذلك في البلدان المجاورة. تناولت هذه التدريبات مواضيع حساسة مثل:
- النزوح القسري: كيفية التعامل مع القوانين الدولية الخاصة بالنازحين داخلياً واللاجئين.
- آليات الأمم المتحدة: فهم الآليات القانونية المتاحة للأفراد والمنظمات لتقديم شكاوى وطلبات أمام المنظمات الدولية.
- تسهيل المساعدات الإنسانية: تدريب المنظمات غير الحكومية على التنسيق مع الجهات الدولية لتوفير الدعم اللازم.
كما كان العلبي شاهداً مباشراً على العديد من الأحداث المصيرية في سوريا، بما في ذلك الهجوم الكيميائي عام 2017. وساهمت هذه التجربة الميدانية بجعله قادراً على تقديم رؤى دقيقة ومبنية على الواقع في المناقشات القانونية والدولية.
التواجد في المحافل العالمية
شارك إبراهيم العلبي في العديد من المنتديات الدولية المرموقة، حيث قدم شهادات قانونية مهمة حول قضايا حقوق الإنسان في سوريا، من بين هذه المنتديات:
- تشاتام هاوس (Chatham House): مركز أبحاث بريطاني رائد.
- منظمة العفو الدولية (Amnesty International): منظمة عالمية تعنى بحقوق الإنسان.
إضافة لذلك، تلقى دعوات شخصية من رؤساء دول مثل ألمانيا والمملكة المتحدة، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة، مما يعكس أهمية دوره في تسليط الضوء على القضايا السورية.
جوائز وتقديرات أكاديمية
حصل إبراهيم العلبي على عدد من الجوائز نتيجة لتفوقه الأكاديمي والمهني:
- جائزة التفوق العلمي من وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل.
- جائزة الطالب المتميز على مستوى البكالوريوس والماجستير من جامعة مانشستر.
- ظهوره الإعلامي المستمر على قنوات عالمية مثل (CNN) و(BBC) يعكس ثقة المجتمع الدولي بخبراته.
تأسيس البرنامج السوري للتطوير القانوني
في إطار سعيه لتعزيز القدرات القانونية داخل سوريا، أسس إبراهيم العلبي البرنامج السوري للتطوير القانوني. ويهدف هذا البرنامج إلى تدريب المحامين والمنظمات غير الحكومية على استخدام القوانين الدولية لحماية حقوق الإنسان وتعزيز العدالة في سوريا.
في الختام، بات إبراهيم العلبي اسماً لا يمكن تجاهله في مجال القانون الدولي وحقوق الإنسان، سواء من خلال تدريبه للمحترفين السوريين، أو مناصرته في المحافل الدولية، أو تعيينه الأخير كمستشار قانوني بوزارة الخارجية السورية، حيث تظهر مسيرته التزاماً عميقاً بتحقيق العدالة والسلام.