كشفت إحصائيات عن الإنجازات التي قدمتها منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” منذ سقوط النظام في 8 ديسمبر وحتى مطلع الشهر الحالي، مشيرة إلى أن 24 ألف خدمة قدمتها المنظمة، وشملت الأقسام في المحافظات السورية كافة، من إسعافات أولية وإخماد حرائق وتنفيذ بعض المبادرات الخدمية التي ساهمت بالتقليل من معاناة المواطنين، وصولاً إلى مبادرات الدعم والإرشاد النفسي لمن يعانون من المشكلات.
إنجازات بالأرقام كشفتها عضو مجلس الإدارة في منظمة الدفاع المدني السوري ندى الراشد، أضاءت من خلالها على جهود جبارة قامت بها المنظمة، ساهمت في عودة الحياة الطبيعية للكثير من المناطق في المحافظات، وأزالت أعباء خدمية عن كاهل مؤسسات حكومية تنفض الغبار عن مهامها.
وتعددت هذه الإنجازات بين ترحيل الأنقاض، إذ تمكنت فرق المنظمة من ترحيل أكثر من 10600 متر مكعب من الركام والأنقاض و6000 متر مكعب من القمامة خلال كانون الثاني الفائت، إضافة لإعادة تدوير أكثر من 100 متر مكعب من الأنقاض وفرش 18 ألف متر مربع من الطرقات باستخدام الأنقاض.
أما بالنسبة لإخماد الحرائق، شاركت فرق منظمة الدفاع المدني في إخماد 1200 حريق، وشكلت فرق عمليات قاموا ب700 عملية لإزالة عبوات تحتوي على مواد غير متفجرة بين 26 تشرين الثاني 2024 و 26 كانون الثاني 2025، كما تخلصت خلالها من 1200 عبوة غير منفجرة، في حين قامت فرق المنظمة بتنفيذ نحو 22 ألف مهمة إسعافية استفاد منها أكثر من 35 ألف شخص، إضافة لتقديم الدعم الطبي وجلسات الدعم النفسي لأكثر من 38 ألف شخص.
اقرأ أيضاً: “الدفاع المدني” ينهي البحث في سجن صيدنايا ويؤكد عدم وجود أقبية سرية
والجدير بالذكر أن منظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” كانت لها بصمتها خلال فترة الزلازل التي أصابت سوريا، إذ قاموا بالعديد من المبادرات لإعادة تأهيل منظومة الحياة اليومية للمواطنين، وتعاونوا مع العديد من المنظمات الدولية لإعادة تأهيل طرقات على امتداد يزيد على 37 ألف متر في حلب وإدلب، وإعادة تأهيل الطرقات في المخيمات عن طريق تدوير مخلفات الزلازل التي وصلت إلى 4000 متر مكعب، وحرصاً على حياة المواطنين في المخيمات، وللمساعدة في توقع الطقس تم تركيب محطات لرصد التغيرات المناخية.
كما وصلت إنجازات “الخوذ البيضاء” إلى إعادة تأهيل شبكات المياه والصرف الصحي، إما في مجال التعليم فكان الإنجاز كبيراً عبر تأهيل 55 مدرسة، وإعادة تأهيل العديد من الكليات في جامعة حلب بإعزاز والتي شملت كلية التربية، والاقتصاد، والعلوم الإدارية.
تواجه “الخوذ البيضاء” تحديات كبيرة الآن بعدما كان نشاط المنظمة محصوراً في مناطق محددة في إدلب وحلب، حيث أعاد انتشار متطوعيه البالغ عددهم 3300 متطوع ومتطوعة في تسع محافظات سورية، مع استعداداته للانتشار في محافظتين جديدتين،
وارتبط اسم الخوذ البيضاء بإجلاء المصابين والقتلى في مناطق من إدلب وحلب، والاستجابة للكوارث الطبيعية التي تحصل كالزلازل.
وفي نفس السياق قال أحمد اليازجي عضو في مجلس إدارة منظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” أن التحديات الآن تكمن في الحاجة لأعداد مضاعفة من المتطوعين لتغطية جميع المدن السورية، مع العلم أن المنظمة تمتلك شبكة برامج مؤتمتة، وتستطيع إدارة نفسها من أصغر الأعمال إلى أكثرها تعقيداً.
وأشار اليازجي إلى أن المتطوعين في محافظتي إدلب وحلب ممن هم من خارج المحافظتين، عادوا ليقدموا خدماتهم في المناطق التي ينتمون إليها كالغوطة ودوما، وغيرها من المناطق، كما تم دمج الدفاع المدني مع فوج الإطفاء التابع للنظام السابق لتقديم خدمات أفضل للمواطنين.
وأكد أن الخوذ البيضاء تقوم بمهام جبارة، فالدفاع المدني في أي دولة في العالم يقتصر عمله على إخماد الحرائق والإنقاذ، بينما الدفاع المدني التابع للخوذ البيضاء قام بتعبيد طرق وتقديم إسعافات وبناء مشافي ومراكز للسرطان وإزالة الأنقاض، وهذا لا يوجد في العالم إلا في سوريا.
ومن جانب آخر، أكد رئيس مجلس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال محمد البشير أن التحديات كبيرة في مجال الخدمات، بعد أن لحق الدمار بكافة المنشآت، مشيراً إلى أن إدارة العمليات العسكرية حرصت منذ دخولها المدن على عدم توقف الخدمات من ماء وكهرباء وخبز، أما بالنسبة إلى البنية التحتية، فهي مدمرة بشكل كبير، وتحتاج مزيداً من الوقت لتعاود عملها بشكل مقبول.
اقرأ أيضاً: 17 حريقاً في الشمال السوري خلال يوم واحد