خمس قارات استضافت كأس العالم، أكثر من تسعين عاماً مرت على انطلاق أول بطولة مونديال، ومن أول بطولة حتى يومنا هذا، لم ينجح المنتخب السوري بالوصول لنهائيات أي نسخة من كل تلك النسخ، حيث مرت فترات على هذا المنتخب كان من أفضل منتخبات غرب آسيا وقدم لاعبين من أفضل اللاعبين الذين حققوا إنجازات عديدة مع أندية البلد، وكتبوا لأسمائهم أرقاماً تاريخية في الدوريات العربية والآسيوية، كان آخرهم الأسطورة عمر السومة؛ الهداف التاريخي لقارة آسيا وللدوري السعودي للمحترفين خلال فترته المميزة التي قضاها مع أهلي مدينة جدة، ناهيك عن الفوز بلقب الدوري معهم بعد غيابٍ طويل وإعادته النادي الأخضر إلى واجهة كرة القدم السعودية. ورغم كل ذلك، وكل هذه الأسماء التاريخية وإنجازاتها والتي مرت على المنتخب السوري، لم ينجح السوريون بالوصول ولا مرة مع منتخب لبطولة كأس العالم وذلك لأسبابٍ عدة.
المنتخب السوري: منتخب يمثل الشعب، أم منتخب الشعارات فقط!
خلال 54 عاماً لم يتغير الحكم في سوريا، ونال الفساد من الاتحادات الرياضية المتعاقبة طيلة هذه المدة، ما نالته كل مؤسسات الدولة، لذلك كان من المستحيل البناء لمنتخب منافس وقوي فوق ردم كبيرة من التشتت والمحسوبيات والفساد، والآن يدرك الجميع في عائلة كرة القدم السورية ومن يهتم بجد ببناء كرة قدم سورية حقيقية، أن عليهم أن يتخلصوا من كل هذه الردم المشتتة والبناء بعدها على أرضية ثابتة ونظيفة أسوةً بكل الدول الآسيوية الأخرى، والتي خلال وقتٍ قياسيٍ صنعت منتخباتٍ نافست منتخبات أوروبية بل وتفوقت عليها في مرات عديدة، ولنا في اليابان وغيرها من دول شرقِ آسيا خيرُ مثال، خاصةً الدول التي تسعى لتطوير كرة القدم الخاصة بها بشكلٍ أكاديمي وعلمي ومدورس، ضمن مناهج تطويرية تعد من الأفضل في العالم دون أدنى شك.
اقرأ أيضاً: محمد حبش: المونديال.. عائلة الكوكب الأرضي
أموال طائلة وآمال مكسورة!
لا يخفى على أحد الأموال الطائلة التي دفعت خلال العشر سنوات الماضية للمعسكرات الخارجية التي كان يقضيها المنتخب مع كل مدرب يصل جديداً إلى دكة بدلائه، وخاصة خلال فترات المدربين الوطنيين من داخل البلد، وكانت ترفع إشارات التعجب والاستفهام لكثرة كل هذه المعسكرات الخارجية التي تكلف خزينة الاتحاد أموال كثيرة، في الوقت التي يحتاج فيه المنتخب الأول لاستثمارات حقيقية، من تطوير للبنية التحتية الرياضية إلى تجهيزات أفضل وصولاً لحاجة البيئة الرياضية بشكل كامل إلى إعادة هيكلة في الثقافة التدريبية من أصغر فئة عمرية وصولاً إلى منتخب الرجال، علماً أن تطوير الفئات العمرية كان هو الجانب الأهم لجهة جعلهم الرافد الأساسي للمنتخب الأول.
لذلك اتفقت شريحة كبيرة من المجتمع السوري أن الأموال التي كانت تصرف على المعسكرات الخارجية، كان من الممكن أن تدفع لتطوير أساسيات كرة القدم في البلاد بدلاً من دفعها لقضاء قسم كبير من بعثة المنتخب كل عام لإجازات سياحية في البلدان التي ترسل إليها تلك البعثة.
وينتظر الجميع حالياً مصير المدرب خوسيه لانا الذي تم تعيينه من قبل الاتحاد الرياضي السابق، علماً أن المدرب لايزال على رأس عمله كمدير فني للمنتخب السوري، علماً أنه لم يتم إصدار أي تصريح رسمي من الاتحاد الرياضي الجديد عن مصير الإسباني مع الفريق الأول.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الرياضي العام يطرد لاعب تنس سورياً بعد فوزه على لاعب إسرائيلي