أكد الرئيس أحمد الشرع أن سوريا ستنتقل في الفترة المقبلة إلى مرحلة الحوار الوطني الذي من المقرر أن يشمل طيفاً واسعاً من المجتمع، ليصدر عنه توصيات تمهد لإعلان دستور جديد.
وشدد الرئيس الشرع خلال مقابلة مع الإعلام البريطاني على ضرورة رفع العقوبات الكاملة عن سوريا، خصوصاً أن الحكومة الجديدة ورثت مؤسسات وبنى تحتية متهالكة ومدمرة، وبالتالي لن يكون هناك نهوض اقتصادي دون رفع العقوبات التي تعيق ذلك، مبيناً ضرورة النظر إلى تجارب الأمم الاقتصادية الناجحة ومنها السعودية وسنغافورة.
وانتقد الرئيس الشرع الحالة السياسية التي تسود المجتمعات العربية عامةً والسورية خاصةً، وعدم السماح للشعوب في التثقيف السياسي، مما أدى لعدم توافر الخبرة العملية لدى الأفراد سياسياً، وبالتالي عدم القدرة على الفهم الصحيح للواقع.
وفي سؤال عن وجوده في الرئاسة السورية، قال الرئيس الشرع: “لقد كنتُ مقاتلاً ليس لأنني رغبت في القتال، واليوم أنا رئيس، ولكن ليس لأنني رغبت في أن أكون رئيساً.”
وأكد الرئيس أحمد الشرع حرصه منذ الساعات الأولى لسقوط نظام الأسد على عدم اندلاع حرب طائفية، معتبراً أنه استفاد من تجربه قتاله ضد النظام العراقي السابق، إضافة للنضج السياسي والشخصي الذي اكتسبه خلال وجوده في سجون العراق، وتفكيره الدائم بكيفية العودة إلى سوريا، لتشاء الصدفة أن تندلع الثورة السورية قبل خروجه بيومين.
اقرأ أيضاً: تسريبات تكشف حضور الرئيس أحمد الشرع القمة الطارئة
وعن الأوضاع الراهنة في فلسطين المحتلة، وطروحات ترامب حول تهجير أهالي قطاع غزة، قال الرئيس الشرع: “لا توجد قوة تستطيع اقتلاع شعب من أرضه، حاولت العديد من الدول ذلك وفشلت، خاصة خلال الحرب الأخيرة في غزة”، مضيفاً: “رغم القتل والتدمير على مدى 80 عاماً لم يغادر الفلسطينيون أرضهم ، إذ أثبت التاريخ أن التهجير لن ينجح، وأعتقد أن ما يسعى إليه ترمب جريمة لن تنجح في النهاية”.
وتحدث الرئيس الشرع بشفافية حول تغيير نظرته للأمور خلال فترة قتاله في سوريا، مؤكداً أن الكثير من الأمور لم تكن تعجبه، مما قاده لإدارة أموره بشكل أفضل، إضافة لتجربة إدارته لإدلب خلال السنوات السابقة وتعامله مع الناس بشكل علني وإدارة شؤونهم ولقائه بكافة فئات المجتمع.
وأوضح أنه مع اندلاع الحرب في العراق شعر بالحاجة للذهاب والقتال إلى جانب العراقيين، حيث تم أسره في وقت مبكر وإرساله إلى سجن أبو غريب الشهير، ليشهد التعذيب الذي كان يتعرض له الناس في السجن، ومن ثم تم نقله إلى سجن بوكا وبعد ذلك إلى سجن كوبر في بغداد وأخيراً إلى سجن التاجي قبل أن يتم الإفراج عنه.
اقرأ أيضاً: ما هي خطة أحمد الشرع لسوريا؟
وفيما يتعلق بحياته الشخصية، أوضح الرئيس أحمد الشرع أنه ينحدر من الجولان السوري المحتل، وعاش مرحلة شبابه في دمشق لينتقل بعدها إلى العراق، أما مرحلة طفولته فعاشها في المملكة العربية السعودية التي لطالما صرح بإعجابه بخطتها الاقتصادية وحنينه إليها.
وأشار إلى انتمائه لعائلة ذات خلفية سياسية، فوالده من طبقة متوسطة ميسورة الحال كان لاجئاً سياسياً في العراق والسعودية، وله العديد من المقالات السياسية التي تناول فيها قضايا شائكة، والتي تم نشرها في العديد من الصحف السورية والسعودية.
ولدى سؤال عن عائلته، أكد الرئيس الشرع أن “إدارة سوريا تختلف عن إدارة إدلب، لذا الوضع الراهن يحتم وجود عائلته ضمن الحضور الطبيعي في المشهد العام”، مشيراً إلى أنه لا يقصد انخراطهم بالعمل السياسي، إنما من مبدأ حق الشعب السوري في معرفة زوجة الرئيس وأولاده ونمط معيشتهم.
اقرأ أيضاً: مصادر خاصة: الائتلاف الوطني السوري سيحل نفسه قريباً.. والإعلان من دمشق