منذ سقوط الأسد، بدأت الدول الأوروبية التي تستقبل اللاجئين السوريين لديها بمحاولة إيجاد حلول لهم للعودة إلى بلادهم، لكن التخوف كان كبيراً من قبل اللاجئين الذين فضل الكثير منهم البقاء في الدولة الأوروبية التي استقبلته ريثما يتحسن الوضع الاقتصادي الذي يشكل عصب الحياة وعجلة التطور لأي دولة، ومنهم من عاد بمجرد سقوط النظام.
صراع كبير يعانيه اللاجئون السوريين بين رغبتهم في العودة، والتخوف من فقدان إقاماتهم في الدولة الأوروبية التي لجؤو إليها، وعلى هذا الأساس وفرت العديد من الاقتراحات وقدمت العديد من الإغراءات لهم للعودة إلى بلدهم ومنهم ألمانيا، الدنمارك، وهولندا.
وعلى هذا، هناك مقترح قيد الدراسة ربما تقدمه بالقريب العاجل هولندا للاجئين السوريين، والذي يفيد بإمكانية العودة التجريبية إلى بلدهم، لاكتشاف الوضع والاطمئنان على ممتلكاتهم، وبالتالي من يريد البقاء يبقى، ومن يريد العودة تبقى إقامته سارية المفعول ويستطيع العودة لهولندا.
وقالت النائبة عن حزب ” GroenLinks PvdA” كاتي بيري، إن هذا المقترح يمنح السوريين الفرصة لمعرفة الأوضاع الفعلية في سوريا قبل اتخاذ قرار العودة النهائية، وأضافت: “البلاد مدمرة، والعودة ليست قراراً سهلاً، من حق الناس معرفة ما إذا كانت منازلهم لا تزال قائمة دون أن يفقدوا حقهم في اللجوء”.
لكن القرار لا يسمح لجميع أفراد العائلة بالعودة التجريبية، إنما يسمح لشخص واحد بالغ بالعودة إلى سوريا ثلاث مرات على مدار ستة أشهر، واستكشاف الوضع ثم يقرر ماذا يريد أن يفعل.
إلا أن هذا المقترح لاقى العديد من الأصوات المعارضة في العديد من قيادات هولندا ومنها وزيرة الدولة الهولندية لشؤون اللجوء “مارجولين” “فابر” من حزب PVV التي أعلنت عن رفضها القاطع للمقترح، مشيرةً إلى أن العودة المؤقتة تتعارض مع مبدأ منح تصاريح اللجوء، وأضافت: “من السهل زيارة سوريا من تركيا فهي بلد مجاور، لكن الوضع مختلف تماماً هنا في هولندا”، فيما أيدت بدورها النائبة عن حزب PVV مارينا فوند لينج موقف الوزيرة، واصفة المقترح بأنه “غير منطقي وآمل ألا توافق الحكومة على مثل هذه الأفكار”.
اقرأ أيضاً: أكثر من 104 آلاف طلب لجوء قدمها السوريون في ألمانيا خلال 2023
وفي نفس السياق قدمت الحكومة الهولندية برنامجاً لدعم اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلدهم، وتفاصيل هذا الدعم ينص على أن تتكفل إدارة العودة والمغادرة (DTenV) بترتيب رحلة العودة إلى دمشق، إضافة إلى تقديم 900 يورو نقداً لكل شخص شريطة توقيع وثيقة تلزم العائد بعدم العودة إلى هولندا مستقبلاً.
ووفقاً للأرقام، سجل 180 شخصاً في البرنامج حتى الأسبوع الماضي، وعاد بالفعل 20 شخصاً إلى سوريا، في حين ينتظر 20 آخرون السفر خلال الأيام المقبلة، بينما لا تزال طلبات 140 شخصاً قيد الدراسة.
وبالرغم من ذلك، هناك طلبات لجوء عالقة للسوريين لدى الحكومة الهولندية، إذ بلغ عدد الطلبات الجديدة 1,569 طلباً في ديسمبر الماضي، مما يشير إلى عدم الاستقرار الذي يؤدي إلى العودة الجماعية لجميع اللاجئين.
والجدير بالذكر أن تركيا قدمت للاجئين السوريين نفس المقترح الذي تدرسه هولندا، وبالفعل قامت بتنسيق رحلات إلى سوريا، والتي عاد بموجبها الكثير من السوريين، إلا أن التحدي الأكبر للحكومة السورية الآن هو إعادة الإعمار، لأنه بدون بيوت يقطنها اللاجئون لا يمكنهم العودة الجماعية لبلادهم.
كما قدمت ألمانيا 1200 يورو تتضمن تكلفة السفر وبدء مشروع تجاري لكل فرد بالغ يرغب بالعودة إلى سوريا، إلا أن الإقبال كان قليلاً مقارنة بأعداد اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها والبالغ عددهم قرابة المليون.
اقرأ أيضاً: وفود أردنية وقطرية وسعودية في دمشق لمناقشة الأمن والاقتصاد وعودة اللاجئين
اقرأ أيضاً: مجلس الوزراء يحل اتحاد الصحفيين ويشكل بديلاً عنه