أثارت خطوة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة تسيير الأعمال جدلاً واسعاً بإعلانها عن تعيين الممثل السوري مكسيم خليل كعضو في مجلس أمناء “منظمة التنمية السورية”، التي تم إعادة هيكلتها مؤخراً لتكون نواة جديدة للتنمية الاجتماعية في البلاد.
ويأتي هذا التعيين ضمن سلسلة إجراءات تهدف إلى تعزيز الشفافية وإعادة بناء المؤسسات الحكومية بعد تغييرات كبيرة شهدتها سوريا.
وكانت “الأمانة السورية للتنمية” واحدة من أهم المؤسسات الاجتماعية التي أسستها أسماء الأسد عام 2004. وركزت على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتمكين المرأة وتطوير التعليم والصحة وتعزيز التنمية المستدامة في المجتمع السوري.
ومع تغيير الظروف السياسية في سوريا، قررت الإدارة الجديدة إعادة تشكيل هذه المؤسسة وتغيير اسمها إلى “منظمة التنمية السورية“. وجاء ذلك بهدف تحديث رؤيتها واستراتيجياتها بما يتماشى مع التحديات الحالية، واعتماد نظام داخلي جديد لتنظيم عملها وتحديد مهامها بشكل أوضح.
وتهدف المنظمة الجديدة لتعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة داخل المؤسسة، وتوفير إطار قانوني واضح لتنظيم العمل الحكومي وتحديد صلاحياتها، وإطلاق برامج تنمية اجتماعية واقتصادية تساهم في إعادة بناء المجتمع السوري، ودعم الكفاءات المحلية وتشجيع المشاركة المجتمعية في عملية التنمية.
وأصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قراراً بتشكيل مجلس أمناء جديد لـ “منظمة التنمية السورية”، وذلك وفقاً لمنشور شاركته عبر حسابها الرسمي على “فيسبوك”.
ويضم المجلس الجديد شخصيات بارزة من مختلف المجالات، مثل محمد رضا جلخي (خبير اقتصادي)، وعبير محمد (اختصاصية في التعليم)، وعبيد الحميد الخالد (متخصص في التنمية الريفية)، وزكي مزيد (قانوني)، إضافة للممثل مكسيم خليل.
يعود سبب اختيار مكسيم خليل في هذا المنصب كونه واحداً من أبرز الشخصيات العامة في سوريا، حيث يتمتع بشعبية واسعة داخل وخارج البلاد، وقد يكون اختياره في هذا المنصب مدروساً لاستثمار هذه الشعبية في تسليط الضوء على قضايا التنمية الاجتماعية وتحفيز المجتمع للمشاركة في هذه الجهود.
إضافة لذلك، كان مكسيم خليل وزوجته الممثلة السورية سوسن أرشيد، قد هاجما مراراً ظاهرة الفساد وغياب الشفافية في بعض المؤسسات السورية، لذلك، يبدو أن تعيينه يعكس رغبة الحكومة السورية بالاستفادة من صوته المعارض السابق لتحسين الأداء الحكومي وبناء الثقة مع المواطنين.
اقرأ أيضاً: مجلس الوزراء يحل اتحاد الصحفيين ويشكل بديلاً عنه
وحظي قرار تعيين مكسيم خليل بمزيج من التقدير والانتقاد، فمن جهة، رأى البعض أن اختيار شخصية عامة مثله يمكن أن يعزز من مكانة المنظمة وجاذبيتها لدى المجتمع. ومن جهة أخرى، شكك البعض في مدى توافق دوره الفني مع متطلبات العمل التنموي.
ويتوقع أن يساهم مكسيم خليل، عبر موقعه الجديد، في تسليط الضوء على قضايا التنمية الاجتماعية ونقلها إلى الجمهور الواسع من خلال وسائل الإعلام والفن. كما قد يعمل على تعزيز الحوار المجتمعي حول القضايا المتعلقة بالتعليم والصحة والتمكين الاقتصادي.
اقرأ أيضاً: اللاجئون السوريون أمام مقترح هولندي للعودة