عيّن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو النائب الليبرالي ووزير النقل السابق عمر الغبرا مبعوثاً خاصاً لكندا إلى سوريا، ويأتي هذا التعيين في إطار تعزيز جهود كندا لدعم الشعب السوري وإعادة بناء البلاد تحت مظلة “الحكم الشامل” وحقوق الإنسان. ويحمل الغبرا، الذي ولد في السعودية لأب سوري، خبرة طويلة في السياسة والاقتصاد، مما يجعله مرشحاً مثالياً لهذا الدور الحساس.
وُلد عمر الغبرا في مدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية عام 1969، حيث كان والده يعمل مهندساً معمارياً، وانتقل بعدها إلى دمشق للدراسة وأكمل تعليمه الجامعي في جامعة دمشق حيث تخصص في الهندسة. ثم هاجر إلى كندا في سن التاسعة عشرة وأكمل تعليمه هناك، حاصلاً على درجة البكالوريوس في الهندسة من معهد رايرسون للفنون التطبيقية، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة يورك.
وعمل الغبرا في شركة جنرال إلكتريك (GE) وحصل على شهادة الحزام الأسود في نظام (Six Sigma) في مجال الخدمات الصناعية، كما تولى منصب نائب الرئيس لتطوير الشركة في “إنبالا باور نيتوورك”، وعمل مستشاراً لرئيس العمليات في مجلس الطاقة بأونتاريو. وانضم إلى حاضنة المشاريع الناشئة (DMZ) بصفته مديراً تنفيذياً مقيماً، كما كان أستاذاً زائراً متميزاً في كلية الهندسة والعلوم المعمارية.
مسيرته السياسية
بدأ الغبرا مسيرته السياسية عندما انتخب عضواً في البرلمان الكندي عن مقاطعة ميسيساغا بأونتاريو في عام 2006، ثم عاد للبرلمان مرة أخرى في عام 2015. وشغل مناصب متعددة، منها السكرتير البرلماني لوزير الخارجية (الشؤون القنصلية) من 2015 إلى 2018، والسكرتير البرلماني لوزير تنويع التجارة الدولية من 2018 إلى 2019.
وبعد إعادة انتخابه في عام 2019، عُين سكرتيراً لمجلس النواب لرئيس الوزراء وسكرتيراً برلمانياً لنائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون بين الحكومية. وفي يناير 2021، أصبح أول كندي من أصل سوري يتولى منصب وزير في الحكومة الفيدرالية حيث شغل منصب وزير النقل حتى 2023.
اقرأ أيضاً: من هو المستشار الجديد في الخارجية السورية إبراهيم العلبي؟
وفي فبراير الجاري، عُيّن الغبرا مبعوثاً خاصاً لكندا إلى سوريا، ليقدم المشورة بشأن دعم الشعب السوري وتوجيه الجهود نحو تحقيق الاستقرار والسلام. ويركز دوره على تعزيز “الحكم الشامل” وحماية حقوق الإنسان، بالإضافة إلى العمل على تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية.
وسيتولى الغبرة العديد من المهام في سوريا أبرزها تعزيز الحكم الشامل عبر التشاور مع مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة، بما في ذلك الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، لتعزيز حكم شامل يمثل جميع مكونات المجتمع السوري، إضافة لتقديم المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها للشعب السوري، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، حيث يعيش أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر.
إضافة لبناء الثقة بين مختلف مكونات المجتمع السوري واحدة من أكبر تحدياته، وسيسعى الغبرا إلى تجاوز الانقسامات العرقية والطائفية لتحقيق وحدة وطنية، وتحقيق العدالة الانتقالية من خلال التعاون مع الجهات المعنية للبحث عن المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، وملاحقة الملفات الأمنية الخاصة بالاعتقالات والجرائم السابقة.
اقرأ أيضاً: تعيين مكسيم خليل بمنصب رسمي بين الترحيب والانتقاد.. ماذا يقول الشارع السوري؟
دعم كندا لسوريا
وفقاً للبيان الرسمي، تلتزم كندا بمساعدة الشعب السوري منذ عام 2016، حيث قدمت أكثر من 4.7 مليارات دولار كمساعدات مالية. وأعلنت الشهر الماضي عن تقديم 17.25 مليون دولار إضافية لدعم جهود إعادة الإعمار والإغاثة. كما تدرس الحكومة الكندية رفع أو إعادة النظر في العقوبات المفروضة على جماعات مثل هيئة تحرير الشام، وهو ما قد يثير جدلاً دولياً.