يُعتبر المطبخ السوري واحداً من أغنى المطابخ الشرق أوسطية، حيث يجمع بين نكهات مميزة وتقاليد عريقة تمتد لقرون، لكن ما يجعل هذا المطبخ فريداً ليس فقط مذاقه الرائع، بل أسماء أطباقه الغريبة والمليئة بالحكايات والقصص التي ترويها الأجيال عبر الزمن. هنا بعض أغرب أسماء الأكلات السورية وطرق تحضيرها، وكيف أصبحت هذه الأطباق جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي والشعبي السوري.
أغرب أسماء الأكلات السورية
هذه مجرد أمثلة قليلة، هناك العديد من الأطباق التي تحمل أسماء غريبة:
1. حراق أصبعه
طبق “حراق أصبعه” من أشهر الأطباق السورية ذات التسمية الغريبة، ويُقال إن سبب التسمية يعود إلى حادثة قديمة، حيث قام أحد الطهاة بحرق إصبعه أثناء تحضير الطبق بسبب حرارته المرتفعة. ويجمع هذا الطبق الشتوي بين العدس والخبز المقلي، ويتميز بنكهته الحامضة بفضل دبس الرمان.
ويتم تحضير هذه الأكلة عبر سلق كوب من العدس في الماء حتى ينضج، وإضافة شرائح من العجين المقلي (أو خبز مقلي) إلى العدس مع التقليب، ومن ثم إضافة البصل المحمر، ودبس الرمان والثوم المهروس والكزبرة المفرومة، ليقدم الطبق ساخناً بعد إضافة الخبز المحمص على الوجه لمزيد من القرمشة.
2. شيخ المحشي
تختلف هذه الأكلة عن المحاشي التقليدية من حيث المكونات والطريقة، إذ تتميز بفخامتها وتحضيرها بصلصة اللبن، مما جعلها تُلقب بـ”شيخ” المحاشي، ويُعتقد أن التسمية تعود إلى كونها أكثر تكلفة ومذاقها أغنى من باقي أنواع المحشي.
أما عن طريقة تحضيرها؛ يفرغ الكوسا من الداخل ويُحشى باللحم المفروم المتبل، وتُقلى حبات الكوسا حتى تكتسب لوناّ ذهبياً، ويخفق اللبن مع النشا ويُغلى على نار هادئة، لتتم إضافة الكوسا المحشوة إلى اللبن، وتترك حتى تمتزج النكهات.
3. ستي زبقي
يحمل هذا الطبق قصة طريفة وراء تسميته، حيث يُقال إن جدة كانت على خصام مع زوجها، وعندما سأل عن اسم الأكلة، أجابت حفيدتها “ستي زبقي”، أي “جدتي اهربي”، فاعتقد الجد أن هذا هو اسم الطبق. ويتكون من المعكرونة والعدس مع اللحم، ويُعتبر من الأطباق السهلة والمغذية.
ويمكن تحضيره من خلال طهي العدس في الماء حتى يصبح طرياً، وتُسلق المعكرونة في ماء مملح وتُصفى جيداً، ومن ثم يُحمّر البصل والثوم في زيت الزيتون، ثم يُضاف اللحم المفروم ويُطهى حتى ينضج، ويُمزج العدس مع المعكرونة واللحم ويُقدّم ساخناً.
4. جظ مظ
من الأكلات السورية الغريبة الاسم، ويُستخدم لوصف أي شيء مختلط أو غير مرتب. يتكون الطبق من البيض المقلي مع الخضار واللحوم، مما يجعله وجبة فطور مشبعة ومغذية، حيث يُقلى البصل والفلفل الأخضر في الزيت حتى يذبل، ومن ثم تُضاف مكعبات البطاطس وتُطهى حتى تصبح ذهبية، ويُضاف البيض المخفوق ويُحرّك حتى ينضج تماماً، ويُقدّم ساخناً مع الخبز.
اقرأ أيضاً: أهم المعالم السياحية في الساحل السوري
5. طباخ روحو
يُعد من الأطباق السهلة التحضير، ويتكون من الخضار المطهية بصلصة الطماطم، ويعود سبب تسميته إلى بساطة تحضيره، حيث يُقال إن الأكلة “تطبخ نفسها”. ويمكن تحضير الأكلة من خلال قلي البصل والثوم في زيت الزيتون حتى يذبل، وتُضاف الكوسا والباذنجان والطماطم المفرومة، يُطهى الخليط على نار هادئة حتى تتجانس النكهات، ويُقدّم مع الأرز أو الخبز.
6. شاكرية
تحمل هذه الأكلة اسم طفل صغير كان يحبها كثيرًا، وكان يردد “شاكر، شاكر!” أثناء تحضيرها، فأصبح الطبق يُعرف بـ”الشاكرية”، حيث تُسلق قطع اللحم مع البهارات حتى تنضج، ويُخفق اللبن مع النشا والماء ثم يُضاف إلى اللحم، و يُطهى المزيج على نار هادئة حتى يتماسك القوام، ومن ثم يُقدّم مع الأرز الأبيض.
7. رموش الست
تُعتبر من الحلويات التقليدية التي يُعتقد أن اسمها مستوحى من شكلها الذي يشبه رموش العيون الطويلة.، وتحضر من خلال خلط الطحين مع الزبدة والسكر حتى يتكون عجين متماسك، ويُضاف البيض والفانيليا وتُعجن المكونات جيداً، وتُشكل العجينة إلى أقراص صغيرة، ثم تُقلى في الزيت الساخن، وتُغمر الأقراص في القطر البارد وتُقدّم بعد أن تتشربه تماماً.
اقرأ أيضاً: فندق الشيرتون في دمشق حيث يلتقي التاريخ بالفخامة
8. أبو شلهوب
“أبو شلهوب” هو اسم طريف يُعتقد أنه يعود إلى شخصية شعبية قديمة كانت تُعرف بطهي الطعام بطريقة خاصة، يُعتبر هذا الطبق من الأطباق اليومية البسيطة التي تحمل نكهة شامية أصيلة.
ويتم تحضيره من خلال غسل الكوسا وتقطيعها لمكعبات متوسطة الحجم، وتفرم البصلة فرماً ناعماً وتقلى بالسمنة في قدر على النار ثم تضاف اللحمة وتقلى ثم توضع مكعبات الكوسا وتقلى معهم لمدة دقيقتين، ويضاف مقدار الماء ويترك ليغلي ثم يوضع الملح ويحرك، ليتم بعدها يضاف البرغل بعد غسله ويبقى على نار هادئة مدة ربع ساعة لينضج.
9.أبو بسطي
هو اسم آخر يحمل طابعًا شعبيًا يشير إلى البساطة والسهولة في التحضير، ويُعتقد أن الاسم جاء من شخصية قديمة كانت تُعدّ الطعام بطريقة بسيطة وسريعة.
يتم تقشير اليقطين ثم إزالة بذوره وتقطيعه لمكعبات سميكة، ومن ثم إضافة البصل واليقطين المقليين كل على حدة إلى مرق اللحم ورب البندورة، وترك المزيج لينضج على نار هادئة، ويضاف بعدها عصير التمر الهندي والثوم والنعناع والحمص قبل إغلاق إطفاء النار بـ5 دقائق، وتقدم الوجبة بجانب الأرز المفلفل أو البرغل، حسب الرغبة.
في الختام، تعكس أسماء الأكلات السورية الغريبة جانباً مشوقاً من التراث الشعبي والتقاليد الموروثة، وتحمل كل أكلة قصة أو موقفاً طريفاً وراء تسميتها، مما يجعلها أكثر من مجرد وجبة، بل جزءاً من الذاكرة الجماعية للمجتمع السوري. سواء كنت تبحث عن تجربة طعام جديدة أو ترغب في اكتشاف أطباق تحمل قصصاً مميزة، فإن هذه الأكلات تستحق التجربة.
اقرأ أيضاً: أبواب دمشق القديمة.. شواهد تاريخية تحرس أقدم مدن العالم