تتشابه الأكلات في المحافظات السورية مع أكلات مدن وبلدان حوض المتوسط، ولكن تختلف طريقة التحضير بحسب العادات والتقاليد وثقافة المنطقة المحيطة، وهو ما ينطبق على أكلة الباطرش الحموي التي يشتهر بها مطبخ المدينة العريقة، أو مدينة النواعير.
الباطرش الحموي على طريقة أهل المدينة
وعلى الرغم من شهرة الطبق الواسعة في محافظة حماة، إلا أنّه يكاد يكون غير معروف خارج حدودها، الأمر الذي منح الطبق تسميته المميزة، الباطرش الحموي والذي أصبح واسع الانتشار في عصر الانترنت وعلى قنوات اليوتيوب (You tube).
وفي السياق يعتبر الباذنجان المكون الرئيس في الطبق، ويفضل استخدام نوع خاص لإعداد هذا الطبق وهو باذنجان بيض العجل، الذي يمتاز بكبر حبته ما يعطي الطبق الغنى الذي يتطلبه، وفي البداية يتم غسل حبات الباذنجان وإحداث ثقوب فيها عن طريق السكين، ثم وضعها في الفرن للشوي على حرارة 220 درجة مئوية، ومن ثم إخراجها من الفرن بعد نصف ساعة، ووضعها في وعاء خاص وإغلاقه بالنايلون حتى تنفصل القشرة عن حبة الباذنجان ويسهل تقشيرها.
اقرأ أيضاً: أغرب أسماء الأكلات السورية وقصصها المشوّقة
وبينما يكون الباذنجان يتحضر لإتمام طبق الباطرش الحموي يجب إحضار لبن مخثر بلدي، وتكون الكمية عادة حسب الرغبة، ويجب إضافة أربعة فصوص من الثوم المدقوق مع كأس صغير من عصير الليمون والملح وملعقتين كبيرتين من الطحينة، وخلط المزيج مع بعضه حتى يندمج تماماً، ومن ثم تقشير الباذنجان وإضافته لمزيج اللبن وخلطه جيداً.
وفي سياق متصل يأتي موعد الخطوة السرية التي قد لا يعرفها الكثيرون، وتكون من خلال تذويب مقدار من السمن البلدي في مقلاة وإضافة مزيج الباذنجان وتحميره قليلاً حتى يجف، ومن ثم سكبه في طبق التقديم في انتظار المراحل التالية حتى يكتمل طبق الباطرش الحموي المحبوب.
اقرأ أيضاً: اللانش بوكس يظهر تفاوت الأحوال الاقتصادية بين تلاميذ المدارس السورية
يأتي وقت تحضير الطبقة الثانية من وجبة الباطرش الحموي والتي تتضمن تحمير اللحم المفروم بالسمن البلدي أو اللية أي ما يسمى دهن لحم الخاروف، وإضافة رشة من الملح والفلفل الأسود وعند استواء اللحم يجب إضافة أربع ملاعق من عصير الطماطم أو البندورة المفرومة وتركها لتصل حد الاستواء على نار هادئة، ويجب تغطية القدر حتى تندمج جميع المكونات تماماً.
وعادة ما يتم تقديم طبق الباطرش الحموي بعدد من الطرق فبعد وضع الطبقة البيضاء من الباذنجان واللبن يتم سكب الطبقة الحمراء من اللحم المحمر مع سكب صوص البندورة فوقها، ومن ثم يتم تزيين الطبق بمجموعة من المكسرات كاللوز والفستق واللوز والتي يتم تحميرها عادة وسكبها ساخنة على وجه الطبق، بعد أن يتم تزيينه بالبقدونس، ويقدم الطبق على المائدة كنوع من المقبلات الدسمة والتي تؤكل عادة بالخبز المشروح أو خبز التنور.
وفي الختام تجدر الإشارة إلى أن المطبخ السوري عموماً والحموي على وجه الخصوص يتسم بتكريمه للطعوم الدسمة، واستخدام السمن البلدي واللبن الرائب البلدي ودهن الخاروف أو اللية، إلى جانب إدخال لحم الضأن في أغلب الأكلات.
اقرأ أيضاً: تحضيرات شهر رمضان بين فرحة القدوم وتفاوت الأسعار