أكد وزير الخارجية أسعد الشيباني، خلال جلسة بعنوان “حوار مع وزير خارجية سوريا” في إطار القمة العالمية للحكومات بدبي، أن سوريا الجديدة بحاجة ماسة إلى الدعم الدولي.
وفي حديثه أوضح الوزير الشيباني أن سوريا، رغم تخلصها من التحدي الأكبر المتمثل في النظام السابق الذي كان يهدد كرامة وحريات الشعب السوري، إلا أنها تواجه تحديات جديدة تتمثل في نظام اقتصادي مدمر، وأشار إلى أن جميع الخبراء الاقتصاديين يدركون عمق هذه المشكلة، لذا هناك ضرورة لإقناع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة برفع العقوبات المفروضة على سوريا، لافتاً إلى أن هذا الدعم سيكون حاسماً في عملية إعادة الإعمار والانتقال نحو مستقبل أفضل.
كما أكد وزير الخارجية على أهمية زرع الطمأنينة في قلوب الشعب السوري الذي ساهم في هذا التغيير الكبير في البلاد، مفيداً بأن الحكومة تثق في قدرات الشعب السوري وتؤمن بتنوع مكوناته، فقد عاش متآلفاً لآلاف السنين، وكان الدستور هو المرجع الذي يحكم الجميع.
وأضاف الوزير الشيباني أن جميع التغييرات والتعديلات التي أجريت خلال الشهرين الماضيين في إطار خريطة الطريق السياسية، كانت مستندة إلى مشاورات مع الجاليات السورية في الخارج والمجتمع المدني في الداخل.
اقرأ أيضاً: تسريبات تكشف حضور الرئيس أحمد الشرع القمة الطارئة
وتابع وزير الخارجية “إن الحكومة المرتقبة في آذار المقبل ستمثل أطياف الشعب السوري، مع مراعاة تنوعه، معبراً عن رغبتهم في أن يشعر الشعب بالثقة تجاه هذه الحكومة”، مشدداً على أن بناء الدولة والجيش يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين.
وخلال الحوار، أعلن الوزير الشيباني أنه سيزور بغداد قريباً، بعد تلقيه دعوة رسمية من العراق، وأكد أيضاً على العلاقة المتميزة مع الأردن التي تمكنت من إنهاء التهديدات التي كانت تواجهها في السابق.
وفيما يتعلق بالمستقبل القريب، لفت وزير الخارجية إلى أن سوريا ستتمكن خلال عام من التعبير عن نفسها بشكل أفضل للعالم، وأنه بعد خمس سنوات، سيكون لديهم الكثير من الإنجازات ليتحدثوا عنها.
اقرأ أيضاً: وزير الخارجية السوري يدعو من الدوحة لرفع العقوبات عن دمشق
وكانت رئاسة الجمهورية العربية السورية أصدرت أمس الأربعاء 12 فبراير، قراراً بتشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، والذي سيجمع بين كل أطياف الشعب السوري، والهادف إلى تحديد الشكل السياسي للدولة في المرحلة المقبلة.
وتضمن قرار رئاسة الجمهورية أن تقرر اللجنة نظامها الداخلي وتضع معايير عملها بما يضمن نجاح الحوار الوطني، وينتهي عملها بمجرد صدور البيان الختامي لمؤتمر الحوار الوطني.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع، قال في أول خطاب له أواخر الشهر الماضي أنه سيتم العمل على تشكيل حكومة انتقالية شاملة تعكس تنوع البلاد.
وخلال مقابلة حديثة مع الإعلام البريطاني، أكد الرئيس الشرع على أهمية رفع العقوبات المفروضة على سوريا، لأن الحكومة الجديدة ورثت مؤسسات وبنى تحتية متهاوية، لذا فإن النهوض الاقتصادي للبلاد يعتمد على إلغاء هذه العقوبات التي تعيق التقدم.
اقرأ أيضاً: الرئيس الشرع: ستبدأ قريباً مرحلة الحوار الوطني الذي يشمل طيفاً واسعاً من المجتمع
وكان وزير الخارجية وصل إلى الإمارات يوم الثلاثاء الفائت للمشاركة في القمة العالمية للحكومات في دبي، والتقى بوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.
وكشف الوزير الشيباني أنه ناقش مع وزير الخارجية الإماراتي قضايا التعاون الاستراتيجي بين البلدين، خصوصاً في مجالات البنية التحتية والتنمية وتعزيز القطاع العام، وعبّر عبر حسابه على منصة إكس عن سعادته بتمثيل سوريا في القمة ولقاء الشيخ عبد الله لمناقشة القضايا المهمة.
على هامش المنتدى أيضاً، التقى الوزير الشيباني بعدد من رجال الأعمال السوريين في طاولة مستديرة تناولت مستقبل الاستثمار في سوريا، وناقش اللقاء المسيرة الاقتصادية للبلاد والأولويات التنموية، إضافة إلى جهود تشجيع الاستثمار في إطار إعادة الإعمار.
كما نوقش عدد من الملفات الحيوية مثل الصحة والإعلام والأمن، مع التأكيد على أهمية وجود خبرات من الكوادر السورية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم.
يذكر أن القمة العالمية للحكومات 2025 المقامة في دبي، شهدت مشاركة دولية واسعة، حيث استضافت أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، و140 وفداً حكومياً، إضافة إلى أكثر من 200 منظمة دولية وإقليمية، و21 منتدى عالمياً.
اقرأ أيضاً: الائتلاف الوطني حلّ نفسه على مائدة الرئيس الشرع: مندمجون في الدولة!