سياسية وباحثة وناشطة حقوقية سورية، صاحبة مسيرة أكاديمية ومهنية ثرية، برز اسمها مؤخراً في الشارع السوري بعد تعيينها عضواً في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني التي تم تشكيلها 11 شباط الجاري، وضمت 7 أشخاص بينهم سيدتان، فمن هي هند قبوات التي من المنتظر منها أن تلعب دوراً رئيسياً في الحوار الوطني السوري خلال المرحلة الراهنة؟
وُلدت قبوات في الهند، حيث كان يشغل والدها منصباً دبلوماسياً وتعمل والدتها أستاذة جامعية، درست الاقتصاد في جامعة دمشق، وحصلت على شهادة في القانون من الجامعة العربية في بيروت، تلاها درجة الماجستير في القانون والدبلوماسية من كلية فيتشر في الولايات المتحدة الأمريكية.
وشغلت هند قبوات منصب أستاذة مساعدة ومديرة قسم حوار الأديان وحل النزاعات في معهد الأديان والدبلوماسية في جامعة جورج ماسون، وأستاذة زائرة في كلية الحقوق قسم المفاوضات في جامعة هارفارد.
وانطلاقاً من إيمانها بأن المرأة ركن أساسي في أي عملية تنمية يراد بها النهوض بالمجتمع، أسست قبوات عام 2015 منظمة تستقل النسوية التي تهدف لتمكين النساء في مجال التعليم والمشاركة السياسية والمجتمعية، والمساهمة في بناء مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة والمساواة وسيادة القانون.
ولعبت هند قبوات دوراً هاماً في المفاوضات التي جرت خلال سنوات الثورة السورية لضمان حقوق المجتمع المدني وتخفيف معاناته وتحييده قدر الإمكان عن تبعات الحرب العسكرية، إذ كانت عضواً في الهيئة العليا للمفوضات بين عامي 2015 و2017، وشغلت منصب النائب السابق لرئيس مكتب هيئة التفاوض في جنيف 2017-2022، كما قدمت شهادتها أمام الكونغرس الأمريكي حول الهجمات التي استهدفت الأقليات الدينية في سوريا، والتي أكدت خلالها على ضرورة الوحدة بين مكونات الشعب السوري كافة.
اقرأ أيضاً: وزارة الدفاع تتخذ إجراءات جديدة لمنع انتحال صفة الأمن العام
وتقديراً لجهودها في مجال تعزيز السلام، حصلت قبوات عام 2007 على جائزة صانعي السلام عملياً من مركز تانينباوم للتفاهم بين الأديان في نيويورك، وجائزة الدبلوماسية العامة من جامعة جورج ماسوت عام 2009.
وتؤكد هند قبوات استحالة بناء مستقبل جيد دون مشاركة جميع السوريين بمختلف توجهاتهم وأطيافهم، واستغلال الطاقات الأكاديمية والمهنية التي يتمتع بها الشباب السوري، وأن يكون للمرأة دور رئيسي في إعادة بناء سوريا، كما كان لها دور كبير في النضال والمقاومة خلال مراحل الثورة السورية كافة.
وفي مقابلة مع شبكة فرانس24 اعتبرت قبوات أن دور المرأة في مرحلة نظام الأسد كان شكلياً، إذ دائما ما كان يتم تعيينها في المناصب دون أن تمنح سلطة حقيقة لممارسة صلاحيات هذه المناصب، ولكن مع قيام الثورة السورية، بدأ صوت النساء يعلو في وجه الظلم والاستبداد، وحاولن بأقصى طاقتهن إبقاء المجتمع متماسكاً في وجه التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب لجهة تفكك المجتمع ومعاناة أفراده إنسانياً واقتصادياً.
وتشدد قبوات على ضرورة اتخاذ كل ما يلزم لضمان مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي خلال هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا، بما يصب في الجهود التي تقوم بها اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني لجهة تشكيل حكومة تعكس تنوع المجتمع السوري، وتحقيق العدالة الانتقالية وضمان حقوق النساء والأقليات.
ودعت الناشطة الحقوقية لاستغلال الفرصة التاريخية التي وفرها إسقاط نظام الأسد، لجهة إعادة بناء سوريا على أسس العدالة والديمقراطية، مستنكرة عدم إتاحة الفرصة للشعب السوري خلال حكم نظام الأسد لوضع دستور يمثلهم ويعكس تطلعاتهم الوطنية.
اقرأ أيضاً: الخوذ البيضاء: عمل إنساني تحدى الحرب على مدى 14 عاماً
وثمنت هند قبوات الدور التاريخي الذي لعبه المجتمع المدني السوري لجهة المحافظة على تماسك المجتمع في ظل اعتماد نظام الأسد على نشر المخدرات والجوع لتدمير شعبه وإلهائه عن المطالبة بحقوقه السياسية والمدنية، مؤكدة أن الشعب السوري قادر على التعايش مع بعضه البعض لباء مستقبل زاهر يليق بالإنسان السوري صاحب الحضارة التي يعود عمرها لآلاف السنين.
ورأت المستشارة القانونية أن سوريا تحولت بسبب موقعها الاستراتيجي إلى ساحة صراع بين قوى دولية وإقليمية، لتكون التدخلات الخارجية التحدي الأكبر الذي واجهته الثورة السورية لتحقيق مطالبها المشروعة بالحرية والعدالة وضمان حياة كرثمة يحصل فيها المواطن على حقوقه المعيشية، معتبرة أن عدم استجابة الأسد للدعوات الدبلوماسية التي وجهتها له الدول العربية والإقليمية لتحقيق مطالب شعبه، أدت إلى سقوطه وفقدانه الشرعية.