في خطوة تؤكد التزام الحكومة السورية بمتابعة قضايا الأمن واستعادة الثقة بين المواطنين، أعلنت وزارة الداخلية عن إعادة تفعيل قيادة شرطة السويداء وعدد من أقسامها المختلفة، في إطار جهود تسوية الأوضاع الأمنية والتأكيد على دور الأجهزة الأمنية في حفظ النظام واستقرار الحياة المدنية.
وجاءت هذه المبادرة في وقت تشهد فيه المحافظة اهتماماً متجدداً بعملية إصلاح الأجهزة الأمنية، إذ أدت هذه الإجراءات إلى تفعيل عدة وحدات شرطة تشمل الأمن الجنائي وفرع المرور وقسم المدينة والقسم الخارجي وقسم البلدية، إضافة إلى مخفر المستشفى وفرع الطبابة، ما يعكس حرص الداخلية على تغطية كافة الجوانب الأمنية وتأمين الخدمات للمواطنين.
اقرأ أيضاً: وزارة الداخلية تحدد آخر مهلة لتسوية أوضاع عناصر نظام الأسد
وعبّر المسؤولون خلال لقاء جمع بين القيادات الأمنية والعناصر التي شاركت في عمليات التسوية عن أهمية هذه الخطوة، إذ أكد موفد وزارة الداخلية في محافظة السويداء، محمد الصواف، ضرورة العمل بروح المسؤولية والالتزام بالواجبات، مشيراً إلى أن التفعيل يشمل جميع الأقسام التي تشكل العمود الفقري للدور الشرطي في المحافظة.
وتناول اللقاء أهمية التعامل اللائق مع السكان واستيعابهم، إذ دعا المكلف بمتابعة شؤون المحافظة مصطفى البكور ، إلى توطيد الأمن والأمان عبر تضافر جهود عناصر الشرطة لخدمة المواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم وأرواحهم.
وفي سياق متصل، شدد المسؤولون على أن هذه الخطوة ليست إلا جزءاً من سلسلة إجراءات تنفذها وزارة الداخلية لضمان استقرار الأوضاع الأمنية، حيث سيتم تفعيل باقي الوحدات الشرطية خلال الفترة القادمة، مما يسهم في تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية على مواجهة التحديات والتهديدات المحتملة.
اقرأ أيضاً: وزارة الدفاع تتخذ إجراءات جديدة لمنع انتحال صفة الأمن العام
ويأتي ذلك بعد فترة شهدت تسوية أوضاع العديد من العناصر التي كانت تعمل في المؤسسات الأمنية والعسكرية في عهد نظام الأسد، إذ تم منحهم الفرصة لتسوية أوضاعهم ضمن إطار قانوني يهدف لدمجهم في الخدمة الوطنية، مع التأكيد على ضرورة المساءلة القانونية لمن لم يتمكن من تسوية أوضاعه خلال الفترة المحددة.
وتعد إعادة تفعيل شرطة السويداء خطوة استراتيجية في إطار جهود الداخلية لتطوير الكفاءات والارتقاء بمستوى الخدمات الأمنية المقدمة للمواطنين، خاصة في ظل الحاجة الملحة لتعزيز ثقة المجتمع في الأجهزة الأمنية بعد فترات من التحولات والتحديات.
وتبرز أهمية هذه الإجراءات في أن الشرطة ليست مجرد جهاز رقابي، بل هي شريك أساسي في بناء مجتمع آمن ومستقر، قادر على مواجهة الجرائم وتنظيم الدورات الأمنية التي تحقق الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي في المحافظة.
ومن جهة أخرى، تتزامن هذه الخطوة مع جهود وزارة الداخلية في تخريج دفعات جديدة من عناصر الشرطة، حيث تم تدريب وتخريج أعداد كبيرة من الكوادر الأمنية عبر كليات متخصصة تم إنشاؤها حديثاً، مما يعزز من جهوزية الأجهزة الأمنية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
وبينما تسعى الجهات الأمنية لتفعيل جميع الوحدات بصورة متكاملة، يبقى هدفها الأسمى هو مواصلة الإصلاحات والتحديثات اللازمة لتحقيق الأمان واستقرار الحياة اليومية للمواطنين، مع العمل على تعزيز الثقة المتبادلة بين الأجهزة الأمنية والمجتمع، وفق رؤية وطنية تضمن مستقبلاً أفضل للسوريين.
اقرأ أيضاً: عبيدة نحاس: الحوار الوطني ضرورة لصناعة مستقبل سوريا