في خطوة تحمل في جنباتها روح التعاون والتضامن بين أبناء الوطن، انطلقت مجموعة من المبادرات التطوعية في محافظتي طرطوس واللاذقية، بهدف تحسين الواقع البيئي والخدمي، لتكون شعاع أمل لعلاج التحديات اليومية التي يواجهها السكان.
وفي هذا السياق، أطلقت محافظة اللاذقية حملات تطوعية شاملة لإزالة القمامة وتنظيف الشوارع، وتجميل الجدران وتهيئة الحدائق، ولم تقتصر هذه الحملات على تحسين المظهر العام، بل ركزت أيضاً على دعم الجانب الصحي، إذ تم ترميم قسم الإسعاف في مستشفى اللاذقية الجامعي، وتنظيم حملات للتبرع بالدم ودعم الفئات المحتاجة.
وتضمنت الأنشطة في المستشفى تنظيف وتعقيم القسم بأكمله، وترميم 10 نقّالات إسعافية، إضافة إلى دهن الأرصفة والأعمدة، واستبدال اللوحات التعريفية وتعليق عبارات توعوية، وتوزيع 200 بطاقة شكر على الأطباء المناوبين تقديراً لجهودهم المخلصة.
ومن المبادرات المميزة التي تم تنظيمها مؤخراً في اللاذقية، برزت حملة “دواك عنّا“، والتي تسعى لتوفير الأدوية الأساسية للفئات المحتاجة، وخاصة لمرضى السكري والضغط وأمراض القلب، إذ تم التنسيق مع عدة صيدليات لجمع الأدوية، ليقوم فريق متخصص بفرزها والتحقق من صلاحيتها، وتوزيعها وفق سجلات دقيقة تضمن وصولها إلى المستفيدين الفعليين، وذلك ضمن سلسلة مبادرات”بالحب بدنا نعمرها” التي يشرف عليها مشروع “الفرصة الأولى للتأهيل والتدريب”.
وضمن المبادرات التي تحمل معانٍ سامية، جاءت مبادرة “أبناء سلمى” التي انطلقت بجهود فردية من أبناء المنطقة وإمكانات بسيطة، لتنظيف الطرقات الرئيسية وتحسين المظهر العام.
اقرأ أيضاً: سوريون يطالبون بالتصدي للتنقيب غير المشروع عن الآثار
أما في محافظة طرطوس، اجتمعت الفرق التطوعية والجمعيات المحلية أمس الأحد، في مبادرة لإعادة تأهيل حديقة الطلائع وصيانة ألعاب الأطفال وتنظيف الحديقة، حيث شارك في الحملة أكثر من 40 شخصاً بالتعاون مع مؤسسة (E-clean) والدفاع المدني والمجتمع الأهلي، مثل جمعية تنظيم الأسرة السورية، ومؤسسة همم المستقبل، وفريق أهلا بأثرك وفريق حرير التطوعي وغيرهم.
منطقة القدموس التابعة لمحافظة طرطوس شهدت مبادرات مجتمعية تهدف إلى تقديم الدعم للمحتاجين، من بين هذه المبادرات، برز فريق “سند” التطوعي الذي يضم متطوعين من المجالات المختلفة، ويسعى لتأمين الأدوية والمساعدات الطبية، ومنذ مطلع العام الجاري، بدأ الفريق بحملة لمساعدة العائلات الفقيرة في الحصول على الخبز أولاً، لتتوسع لاحقاً لتشمل تقديم الأدوية للمرضى.
اقرأ أيضاً: وزارة الأوقاف تطلق حملة لتجهيز المساجد قبل حلول الشهر الفضيل
وفي مدينة بانياس، نظّم الدفاع المدني ومجلس المدينة بالتعاون مع المجتمع المحلي مبادرة تطوعية لتجميل المدخل الجنوبي للمدينة نهاية الشهر الماضي، تمكّن المتطوعون فيها من تنظيف الطرقات، وإزالة الكتل الإسمنتية، وزراعة أشجار الحمضيات، وهذبوا الأشجار ونظفوا الأرصفة.
هذه المبادرات والحملات التي تحمل أسمى معاني التكاتف بين أبناء سوريا، انطلقت في كل المحافظات، منذ الأيام الأولى لسقوط النظام ورموزه الفاسدين، معبّرة عن شعور الانتماء العميق لدى كل سوري أصيل، إذ بات ضرورياً بعد تحرير البلاد، أن يساهم كل فرد بجهوده مهما كانت صغيرة في إعادة البناء، لأنّ التغيير الإيجابي ينطلق من الأفراد الذين يجتمعون لتحقيق أهداف نبيلة تصب في خدمة المصلحة العامة.
اقرأ أيضاً: الأطباء السوريون في ألمانيا يبحثون سبل النهوض بالقطاع الصحي