منذ بداية شهر شباط الجاري، بدأت وزارة الصحة سلسلة من المباحثات المكثفة مع منظمات دولية ومحلية، بهدف تحسين الواقع الصحي في البلاد، إذ اجتمع القائم بأعمال وزارة الصحة، الدكتور ماهر الشرع، مع ممثلين عن المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال”، لبحث سبل إعادة تفعيل عمل المنظمة وتقديم الخدمات الطبية والتأهيلية اللازمة.
وأكد الدكتور الشرع خلال الاجتماع على أهمية تعزيز صحة الأطفال وتوفير الخدمات الصحية لهم، لافتاً إلى أن الوزارة تعمل على إعادة تفعيل المؤسسات الصحية وفق أولويات واضحة.
وفي إطار جهود الوزارة، ناقش الدكتور الشرع مع وفد من مبادرة “تعافي وبناء – revive” سبل توحيد الجهود لدعم المشافي والمرضى، مع التركيز على تطوير بعض الاختصاصات الطبية التي تعاني من نقص حاد في الكوادر، مثل الطب الشرعي والتخدير وطب الطوارئ.
اقرأ أيضاً: وزير الخارجية العراقي: نحترم إرادة الشعب السوري.. ولا نقف مع طرف ضدّ آخر
وفي ذات السياق، وصل إلى دمشق في مطلع 4 الشهر الجاري فريق طبي سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يضم 61 طبيباً ومختصاً، بهدف دعم القطاع الصحي في سوريا، حيث قام هذا الفريق بإجراء عمليات طبية دقيقة ضمن برنامج “أمل التطوعي”، الذي يهدف إلى تلبية الاحتياجات الملحة عبر تنفيذ 104 مشاريع خلال العام الحالي، تشمل 21 تخصصاً جراحياً.
إلى جانب ذلك، بحث الدكتور ماهر الشرع مع إدارة جمعية “بسمة” لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان سبل تعزيز التعاون، وأكد أهمية عمل الجمعيات في دعم القطاع الصحي، خاصة في ظل الظروف الصعبة الناتجة عن الفساد، مشدداً على ضرورة العمل وفق إطار مهني وقانوني لضمان وصول الخدمات للمرضى.
كما ناقش الشرع في وقت سابق مع نقيب الأطباء الأردني، الدكتور زياد الزعبي، سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات التأهيل والتدريب، وأشاد بجودة الخدمات الطبية الأردنية، معرباً عن تقديره للمساعدات التي قدمتها الأردن للسوريين في السنوات الماضية.
اقرأ أيضاً: الأطباء السوريون في ألمانيا يبحثون سبل النهوض بالقطاع الصحي
من جهته التقى معاون وزير الصحة، الدكتور حسين الخطيب، وفداً من منظمة “ميدغلوبال” الإنسانية، حيث أبدى الاستعداد للتعاون بما يخدم مصلحة المرضى، ونوّه بضرورة تحديد الاحتياجات الصحية وتلبيتها، مشيراً إلى أهمية الدعم الذي تقدمه المنظمات.
وبحث الدكتور الخطيب أيضاً، مع وفد من الأطباء والصيادلة من الجالية السورية في كندا، آفاق تعزيز التعاون مع الجاليات في الخارج، للنهوض بواقع القطاع الصحي في سوريا.
وأعرب الوفد عن استعداده لتقديم الدعم للقطاع الصحي من خلال التعاون لإعادة عمل معامل ومستودعات الأدوية، وتأهيل ما تدمّر منها، ودعم سوريا بأنواع من الأدوية التي يوجد نقص بها، إضافة إلى إمكانية تزويد هذا القطاع بسيارات إسعاف، وتنظيم برامج تدريبية، ومؤتمرات تهدف إلى رفع مستوى الكفاءة الطبية داخل سوريا.
وفي مباحثات الدكتور الخطيب مع مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في سوريا، ياسوماسا كيمورا، ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون الصحي، وآلية تحسين نوعية الخدمات الصحية وتقليل الاحتياجات، إضافة إلى توقيع اتفاقيات لتأمين اللقاحات.
وأكد الدكتور الخطيب على أهمية التنسيق مع المنظمات الدولية لتحسين الواقع الصحي في سوريا، مشدداً على رغبة الوزارة في التعاون المستمر مع اليونيسف، ومن جانبه، أشار كيمورا إلى ضرورة تزويد المنظمة بلائحة بالمراكز الطبية التي تحتاج إلى إعادة تأهيل.
اقرأ أيضاً: الحوار الوطني: مشاورات بناءة وشفافة في اللاذقية وحماة
وفي نفس السياق بحث معاون وزير الصحة مع القائمة بأعمال السفارة النرويجية في سوريا هيلدي هارالدستاد، سبل تعزيز التعاون الصحي المشترك.، وأشار إلى وجود عدة احتياجات، بما فيها متطلبات إعادة بناء وترميم المنشآت الصحية المدمرة كلياً أو جزئياً ونقص الأجهزة الطبية أو خروجها من الخدمة، وأعرب عن ترحيب الوزارة بالدعم الذي تقدمه النرويج للقطاع الصحي بما يخدم مصلحة المرضى ويؤمن تقديم الخدمات الصحية اللازمة.
بدورها أكدت هارالدستاد استعداد بلادها لدعم القطاع الصحي في المجالات المختلفة، وخاصة في مجال بنك الدم، وعدد من المشاريع الأخرى، وشددت على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، لكونها تؤثر بشكل سلبي على القطاع الصحي وجودة الخدمات التي تقدم للمرضى.
اقرأ أيضاً: أسعار العقارات في سوريا بعد سقوط الأسد
إلى جانب ذلك، بحث مدير مديرية التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الصحة الدكتور زهير قراط، مع وفد من جمعية الإغاثة الطبية الماليزية “رحمة” برئاسة أحمد فيصل، سبل تعزيز التعاون الصحي في جميع المجالات.
وناقش الجانبان إمكانية إطلاق مشاريع مجتمعية صحية، والاهتمام في مجال الرعاية الصحية الأولية والنفسية وضرورة إقامة دورات تدريب وتأهيل الكوادر الصحية، لتطوير القدرات والنهوض بواقع الخدمات الطبية.
والتقى الدكتور قراط أيضاً، مدير الدفاع المدني بدمشق، حسن الحسان، لبحث سبل التعاون في حالات الإسعاف والإحالة، وركز الاجتماع على أهمية تفعيل غرفة عمليات مركزية للإحالة والإسعاف تحت إشراف وزارة الصحة، لنقل المرضى بين المنشآت الصحية. وأكد الجانبان على أهمية إقامة دورات تدريبية لمسؤولي التواصل للتنسيق مع الكوادر من الدفاع المدني والهلال الأحمر السوري.
في 18 الشهر الجاري ، بحث القائم بأعمال وزارة الصحة الدكتور ماهر الشرع، مع وفد من المجلس السوري الفرنسي سبل تعزيز التعاون في القطاع الصحي، وأكد على التحديات الكبيرة والاحتياجات المتعددة في هذا القطاع، مشدداً على ضرورة التنسيق مع الدول والمنظمات.
وتناول الاجتماع آفاق التعاون لتأهيل المنشآت الصحية وترميم ما دمر منها، وتأمين المستلزمات الطبية. وأعرب الوفد عن استعداده لدعم خطط العمل المشتركة وتنظيم محاضرات علمية في المجال الصحي.
وكما بحث الدكتور ماهر الشرع مع وفد هيئة الطاقة الذرية سبل تعزيز التعاون الصحي، مع التركيز على دعم البيولوجيا الجزئية والتقنيات الحيوية، وأكد إمكانية التعاون لتعزيز دور الهيئة من خلال مخابرها، ما يسهم في بناء باحثين مستقبليين.
اقرأ أيضاً: بعد انقطاع 16 عاماً.. صندوق النقد الدولي يستعد لدعم إعادة إعمار سوريا