يشتهر المطبخ الحلبي بمجموعة من الأطباق الفريدة، والتي تلاقي استحسان الجميع، فبين أسماء الأكلات الخاصة وطريقة مزج المكونات بنفس حلبي، تتهاوى القلوب أمام الأطباق الشهية، وحلب هي واحدة من المدن السورية، التي تتميز بأطباقها التي تمزج ما بين الألوان والروائح والطعوم.
إنها المدينة الساحرة بأطباقها، فبين المتبل والفتة سحر خاص للأرمان الحلبي، ولكن الأمور لا تنتهي عند السفرجلية فهناك الكرزية وكباب الباذنجان وغيرها الكثير من الأطباق، التي يعتمد المطبخ الحلبي فيها على مكون أساسي وهو اللحم.
اقرأ أيضاً: من الفلافل إلى تماري الكعك.. أشهر أكلات الشارع السوري!
ومن ألقاب مدينة حلب أنها عاصمة الطبخ الشرقي، بسبب تنوع أطباقها التي تحافظ على سمتي الأصالة والابتكار، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك طبق الأرمان باللبن وهو واحد من الأطباق العزيزة على قلوب الحلبيين، يتم إعداده بلحم الضأن المسلوق أو كرات العجين، والتي يتم وضعها في قدر من اللبن المغلي، وتقلية الوجه بزيت الزيتون والثوم إلى جانب المكسرات، وتقدم عادة إلى جانب طبق الفريكة أو الأرز مع الشعيرية،
ومن الأكلات الأخرى والتي يشتهر بها المطبخ الحلبي أكلة الكباب باذنجان وهي أكلة فريدة من نوعها، وتملئ الفم بالطعوم المميزة، وعادة يتكون الطبق من شرائح الباذنجان المشوية أو المقلية، والتي يفصل بينها كرات كباب من لحم الضأن، وتؤكل عادة مع الخبز أو الأرز.
أيضاً من الأكلات المميزة في المطبخ الحلبي، الكرزية أو كباب الكرز، والتي تمتاز بلونها الأرجواني وطعمها الحامض والحلو، ما يجعل منها أكلة لا تنسى ولا مثيل لها، وعادة ما يتم تحضير الطبق بالاعتماد على لحم الضأن أو الدجاج مع تشكيله على هيئة كرات من اللحم وإضافة مجموعة من التوابل التي يفضلها البعض حارة، وإعداد صوص الكرز الأرجواني حتى يصل درجة الامتزاج الكامل ثم إضافة كرات اللحم وتزيين الطبق بالمكسرات مع قطع الخبز الأبيض، ويمكن أن يقدم مع الأرز أيضاً.
اقرأ ايضاً: حوار السويداء: مطالبات بدستور يلغي مفهوم الأقليات لصالح المواطنة
وفي ذات السياق يشتهر المطبخ الحلبي بالدمج ما بين الفاكهة واللحم، وهو شرط يتحقق في أكلة السفرجلية التي يتم فيها إضافة قطع السفرجل، إلى مزيج المرقة الحمراء المحضر بماء السلق الخاص باللحم، ويتم إعداده عبر تحمير اللحم الأحمر المسلوق بالزيت والثوم والنعنع اليابس ثم إضافة رب البندورة مع المرق وترك المزيج حتى يتجانس قبل إضافة السفرجل، ويترك على النار لحين استواء السفرجل ويقدم عادة مع الأرز.
ويفتخر المطبخ الحلبي بقدرته الاستثنائية على عكس وجه المدينة الحضاري، لأن الأطباق التي يشتهر بها تعكس التنوع الهائل والغني في تاريخ المدينة العريق الذي جاء في غالبيته من موقع المدينة على طريق الحرير، ما جعل منها نقطة التقاء حضاري، يؤلف ما بين الثقافات والحضارات، وهو ما تمت ترجمته الى حد بعيد في أطباق المدينة، التي تقدم ما يشبع الجوع ويروي القصص في آن معاً.
اقرأ ايضاً: من نزار قباني إلى خالد خليفة: ثورة الكلمة التي لا تموت