الاثنين 13 أيلول/سبتمبر 2021
سوريا اليوم – دمشق
طغى خبر تعيين الإعلامي اللبناني جورج قرداحي وزيراً في حكومة بلاده الجديدة حتى على خبر تشكيل الحكومة ذاتها، إذ أبرزت الكثير من وسائل الإعلام خبر تعييين قرداحي مقدم البرنامج الشهير (من سيربح المليون؟) كما تباينت ردود الفعل حول ذلك التعيين.
الاهتمام الأبرز بالخبر كان في سوريا، حتى أن الأمر بدى لدى البعض وكأنه أصبح وزيراً في الحكومة السورية، وسرعان ما انتشرت صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع تعليقات مرحبة أو منتقدة، بحسب تقرير نشرته وكالة “نورث برس” السورية المحلية اليوم الاثنين.
كما عاد بعض الإعلاميين السوريين إلى الأرشيف لينشروا صوراً لهم مع قرداحي المعروف بمواقفه المؤيدة للحكومة في سوريا، إذ أطلق منذ 2011 تصريحات مؤيدة، وقيل إنه دفع أثماناً عليها.
ومن تلك التصريحات إلغاء عقود مع محطات عربية. وهو ما رأى فيه سوريون معارضون أنه خسارة في رصيد قرداحي الذي حظي بشهرة واسعة وشبه إجماع على مهنيته خاصة بعد برنامج المسابقات “من سيربح المليون؟”.
ومعظم التعليقات خارج سوريا كانت تنتقد تعيين قرداحي وتعتبره دليلاً على نفوذ دمشق في لبنان، بل إن البعض رأى في هذا التعيين خسارة لآخر ما يملكه الرجل من رصيد شعبي.
أما في داخل سوريا وحيث التعبير عن الرأي “ليس متاحاً بالشكل الأمثل” كما يقول بعض الإعلاميين، فقد ظهر إلى العلن أن الأغلبية خاصة الصحفيين يؤيدون قرداحي، وتم تناقل الخبر مع المعلومات التي تشير إلى أنه “الإعلامي المؤيد لسوريا”.
حتى أن بعض السوريين تساءلوا بنوع من الاستغراب عن الضجة التي آثارها تعيينه على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما إذا كان قرداحي وزير إعلام في سوريا أم لبنان؟، وآخرون طالبوا بتسليمه وزارة الإعلام السورية.
احتفاء به لانتقاد الإعلام
وعن قراءته للضجة الإعلامية التي آثارها تعيين قرداحي وزير للإعلام، قال الصحفي أسامة يونس لنورث برس إن “سبب الاهتمام العربي يعود لكونه الإعلامي الأكثر شهرة من خلال برنامجيه (من سيربح المليون، والمسامح كريم)”.
وأضاف “يونس” أن تاريخ قرداحي المهني في مجال الصحافة غير معروف، لكنه عُرف من خلال هذين البرنامجين.
أما بالنسبة لصدى الخبر في سوريا، فيضيف الإعلامي “يونس” أنه وكما في الكثير من القضايا، كان هناك اتجاهان، فـ”هناك من احتفى بقرداحي وآخرون انتقدوا تعيينه ووجدوا في ذلك نوعاً من سطوة النظام السوري في التشكيلة الحكومية الجديدة”.
والذين احتفلوا بقرداحي لم يفعلوا ذلك، في الغالب، لاعتبارات تتعلق بالتاريخ المهني لقرداحي، إذ أن الرجل لم يشتهر إلا عبر برامج المسابقات، والبرامج ذات التمويل الكبير.
لكن من الشائع أنه شخصية إعلامية متفق عليها، وقد كان الاحتفاء به يخفي جانباً من انتقاد الإعلام السوري، فالبعض وضع خبر قرداحي مع تلك المقارنة المعروفة في سوريا التي تقول “مو متل عنا”.
ويرى “يونس” أن مواقف قرداحي الموالية لحكومة دمشق سمحت بهامش كبير من هذا المنحى الاحتفالي بقرداحي من ناحية، “لكنه المنحى الذي يخفي موقفاً معارضاً لآلية اختيار المسؤولين في الإعلام السوري بدءاً من الوزير”.
هكذا قالوا
وكان فرع اتحاد صحفيي سوريا في طرطوس شارك منشوراً لشبكة “طرطوس 24” توجه فيه التهنئة لقرداحي.
أما الإعلامي عزالدين النابلسي فقد نشر تعليقاً قال فيه “هنيئاً للبنان وللإعلام اللبناني بهذه القامة الإعلامية، وهنيئاً للعرب ولسوريا هذا الشخص المحب لشعبها ولقائدها وفقه الله وسدد خطاه”، كما نشر على صفحته على الفيسبوك متوجهاً إلى قرداحي بقوله: “أتمنى على الإعلامي جورج قرداحي ألا تتغير مواقفه من سوريا بعد تعينه وزيرا للإعلام في لبنان”.
وقد عاد التركيز على مواقف قرداحي السياسية التي وصفها البعض بأنها كانت تبدو متلونة حسب الظرف، وأعاد البعض نشر مقاطع مصورة من حوارات مع قرداحي لفهم موقفه السياسي الحقيقي “ومنها ما يبدو فيه مؤيداً بلا تحفظ أو شرط للنظام في سوريا وحزب الله في لبنان، ولكن أيضاً منها ما بدا فيها يحاول مسك العصا في المنتصف، فهو ينتقد حزب الله، لكن دون أن يعاديه”.