الأربعاء 15 أيلول/سبتمبر 2021
سوريا اليوم – حلب
تخشى المعلمة ريم شعار (30عاماً) أن تتعرض للإصابة بالمتحور الجديد، مع بداية افتتاح المدارس الحكومية أبوابها هذا العام، في ريف حلب الشمالي، شمالي سوريا، في ظل تفشي الفيروس وغياب الإجراءات الوقائية، خاصة بعد المعاناة التي واجهتها العام الماضي مع عدد من زملائها المعلمين.
وتقول المعلمة: “لا توجد أي إجراءات صحية خاصة بفيروس كورونا في مدرسة كفرنايا وباقي مدارس الريف الحلبي الشمالي، فلا معقمات ولا التزام بارتداء الكمامات ولا وجود أيضا لجهاز قياس الحرارة”، بحسب ما جاء في تقرير نشرته وكالة “نورث برس” السورية المحلية اليوم الأربعاء.
ونهاية شهر آذار/مارس الماضي، أُصيبت “الشعار” بالفيروس ونُقلت إلى مشفى الرازي في حلب، حيث بقيت بمرحلة الخطر لأكثر من عشرة أيام، بسبب انخفاض الأكسجة في رئتيها.
كما أُصيب مدير المدرسة وستة من زملائها، بالفيروس وتفاوتت حالتهم من حيث درجة الخطورة.
وقبل يومين، ذكر نبوغ العوا، وهو عضو الفريق الاستشاري لمواجهة فيروس كورونا في الحكومة السورية، أن سوريا تسجل إصابات يومية بالمتحور الهندي المعروف بـ”دلتا”، وأن البلاد مازالت في حالة تصاعدية ولم تصل إلى الذروة بعد.
تحذير
ونهاية الشهر الماضي، كان حذر العوا، في تصريح لجريدة “الوطن” شبه الرسمية، من انفجار سريع وانتشار وبائي لمتحور “دلتا” الجيل الرابع لفيروس كورونا في البلاد.
وكان من المقرر أن تفتح المدارس أبوابها بداية هذا الشهر، لكن وزارة التربية في الحكومة السورية أجلت افتتاحها إلى اليوم الثالث عشر من الشهر ذاته.
وصرحت رئاسة مجلس الوزراء، أن المجلس المكلف بتسيير الأعمال قرر افتتاح المدارس بعد اطلاعه على البروتوكول الصحي.
وبحسب الوزارة فإن المدارس الخاضعة لسيطرتها تضم أكثر من ثلاثة ملايين طالب وطالبة بالإضافة لأكثر من 300 ألف معلمة ومعلم.
وشددت الوزارة على التقيد بالبروتوكول المطروح من الوزارة للحفاظ على صحة وسلامة الطلاب.
واتخذت عدة إجراءات، منها المطالبة بحملات صحية توعوية، وأهمية تلقي اللقاح المضاد للفيروس ونشر التوعية بين الطلاب وذويهم والكادر التدريسي. بحسب الإعلام الحكومي الرسمي.
لكن هذه الإجراءات وقرار افتتاح المدارس قوبلت بانتقادات شديدة وواسعة في البلاد بعد أن تزايدت حالات الإصابة بشكل واضح.
إهمال
وسجّل المكتب الإعلامي لوزارة الصحة في الحكومة السورية، خلال الأيام الماضية تزايداً في عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأعلن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة في الحكومة السورية، أمس الثلاثاء، عن تسجيل سبع وفَيَات و157 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتخشى “الشعار” ، وزملاءها من تكرار “الوضع الكارثي” الذي حدث العام الماضي في المدرسة، “العناية الإلهية حفظتنا من الموت بسبب الفيروس”.
وأضافت: “الحكومة تصرّح على وسائل الإعلام بأنها اتخذت عدة إجراءات قبل افتتاح المدارس، لكن على أرض الواقع ليس هناك أي إجراءات”، بحسب “الشعار”.
وأشارت إلى أنه مع غياب الإجراءات “هناك إهمال وعدم اكتراث بصحة الكادر التدريسي والتعليمي وبالطلبة”.
واقتصرت الخطوات الحكومية الوقائية قبل افتتاح العام الدراسي، على تعليمات شفهية مقتضبة من مديرية التربية في حلب، بضرورة أخذ إجراءات وقائية خاصة بكوفيد 19 مع تفشي متحورة دلتا، بحسب سعاد محمود شهوان، وهي أمينة سرّ في مدرسة المنصورة بريف حلب الشمالي.
وتشير “شهوان” إلى أن التعليمات لم تذكر كيفية هذه الإجراءات وماهي وسائلها، في ظل نقص المقاعد الصفية في مدارسنا واكتظاظ الطلبة والتلاميذ بالغرف.
وتتساءل: “كيف لنا أن نقوم بإجراء التباعد المكاني بين التلاميذ في هذه الظروف، فالمدراس تعاني من نقص في كل المستلزمات الضرورية اللازمة لمواجهة كورونا؟”.
وتطالب “الشهوان” وزارة التربية بصيانة المرافق الصحية والمغاسل وتوفير أدوية وعقاقير إسعافيه قبل حديثها عن ضرورة مواجهة المرض.
وتضيف: “ليوفروا كمامات ومعقمات كافية للطلبة والكوادر التعلمية على الأقل، فالمدرسة بيئة ملائمة جداً لتفشي الفيروس بشكل متسارع”.
صعوبة
بدوره طارق مصطفى (48 عاماً)، وهو اسم مستعار لإداري في مديرية التربية في حلب، يقول لنورث برس إن “المشكلة تكمن بداية بالأعداد الكبيرة في كل غرفة صفية والتزاحم في الممرات والباحة وغياب الوعي الصحي خاصة في الأرياف”.
ويرى الإداري أنه من الأجدى أن يكون هناك نظام صحي مشدد يلتزم به جميع كوادر العملية التعليمية والطلبة، بالرغم من صعوبة تطبيقه.
“فمثلاً من المفترض فرض ارتداء الكمامة على كل طالب ومعلم بالإضافة لحمل معقم أيدي، ولكن بسبب الظروف الاقتصادية لا نستطيع أن نلزمهم بها”.
ووفقاً للموظف في مديرية التربية، لا يمكن للتربية أن تغطي نفقات المواد الصحية لكل التلاميذ والمعلمين، كما لا تملك القدرة على تقليل الأعداد في المدارس من خلال توفير مقاعد إضافية وأبنية مدرسية جديدة.
“فالإجراء الوحيد الذي يمكن للتربية القيام به هو أن تقدم اللقاح الخاص للكوادر التعليمية في الفترة القادمة”، بحسب الإداري.