الخميس 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2021
سوريا اليوم – إستانبول
وجهت مصادر في المعارضة السورية اتهاماً إلى وكالة أنباء قريبة من الحكومة التركية بنسبة تصريحات إلى شخصيات سورية مقيمة في تركيا، في إطار محاولتها تبرير قرار ترحيل إعلامي سوري معارض من تركيا.
وقالت منصة “تأكد” السورية الإلكترونية (معارضة) إن وكالة “الأناضول” التركية للأنباء نشرت أمس الأربعاء 3 تشرين الثاني/نوفمبر خبراً بعنوان “السوريون بإسطنبول: نعمل على تعزيز قيم التعايش في تركيا”، زعمت فيه أن “مجلس ممثلي السوريين” أصدر بيانا أشار فيه إلى وجود إعلاميين “غير مسؤولين يعملون على تخريب العلاقات بين الشعبين”.
وقالت “الأناضول” في خبرها إن بيان المجلس “حمل توقيع رئيسه رائد الفضاء محمد فارس”، مشيرة إلى أن مراسل الأناضول اطلع على نسخة منه، إلا أنها لم تنشر نسخة من البيان في خبرها المشار إليه، وأرفقته بصورة يظهر فيها فارس وإلى جانبه العقيد السوري المنشق أحمد حمادة.
وذكرت الوكالة أن البيان تحدث عن “وجود إعلاميين غير مسؤولين ممن قد يبتغي الشهرة لا يُستبعد أن بعضهم مرتبط بعلاقات خارجية لها مصالح في تخريب العلاقات بين الشعبين”، وأن اللجنة الإعلامية للمجلس “ستقوم بإصدار ميثاق شرف يعزز قيم التعايش، وانضباط العمل الإعلامي ومقتضيات التعامل مع اللجوء، بالتعاون مع كل الإعلاميين الشرفاء، ووضع استراتيجية إعلامية ترقى لمستوى التضحيات المشتركة”.
وقالت منصة “تأكد” السورية إن خبر وكالة الأناضول جاء بالتزامن مع إعلان مؤسسة “أورينت” الإعلامية عن نقل الإعلامي السوري ماجد شمعة إلى مدينة غازي عنتاب التركية تمهيداً لترحيله إلى سوريا، بعد أيام من توقيفه بتهمة “التحريض على الكراهية والاستهزاء من الشعب التركي” وذلك بعد تصويره لحلقة من برنامج “سوريلي بوب” الذي يُبثُّ على قناة أورينت، وتناول قضيّة الموز التي أثارت جدلاً واسعاً في تركيا.
دحض الادعاء
ونشرت منصة “تأكد” تقريراً تساءل: “هل أصدر (مجلس ممثلي السوريين) بياناً مرتبطاً بـ(قضية الموز) وما علاقة محمد فارس به؟”.
وقالت المنصة إن فريقها تواصل “مع رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس والعقيد السوري المنشق أحمد حمادة لسؤالهما عن حقيقة البيان الذي تحدثت عنه وكالة (الأناضول) وما ورد فيه من تصريحات وحقيقة “مجلس ممثلي السوريين”، لينفيا ما نقلته الوكالة التركية”.
وأضافت المنصة “نفى اللواء السوري محمد فارس علاقته بالبيان المزعوم، مؤكداً وجوده في هنغاريا منذ عدة أيام بهدف عقد اجتماعات وحضور ورشات عمل مع رواد فضاء، نافياً في الوقت ذاته وصفه برئيس (مجلس ممثلي السوريين)”.
وأوضح رائد الفضاء السوري في تصريحاته للمنصة أن فكرة إنشاء مجلس ليكون ممثلاً عن السوريين طرحت عليه قبل فترة ورفضها، واقترح أن يتم إنشاء مجموعة من الشخصيات لطرح مشاكل السوريين ونقلها للمسؤولين الأتراك بهدف إيجاد حلول لها.
وفيما يتعلق بزعم أن المجلس “سيقوم بإصدار ميثاق شرف يعزز قيم التعايش وانضباط العمل الإعلامي ومقتضيات التعامل مع اللجوء”، أشار فارس إلى أنه بعيد كل البعد عن العمل الإعلامي ولا يتدخل بغير اختصاصه، بحسب “تأكد”.
ما هو “مجلس ممثلي السوريين” في إستانبول؟
من جانبه، أوضح العقيد أحمد حمادة في تصريح للمنصة السورية أن ما أسمته وكالة “الأناضول” التركية بالمجلس ليس إلا مجموعة من الأشخاص الذين عقدوا مؤخراً بصفاتهم الشخصية عدة اجتماعات مع مسؤولين أتراك، وذلك عقب حادثة الاعتداء على ممتلكات السوريين في “ألتين داغ” (Altındağ) بالعاصمة التركية أنقرة.
وأشار حمادة إلى عدم وجود أي هيكلية إدارية لهذه المجموعة، ولا يوجد أي رئيس لها، خلاف ما ذكرته الوكالة التركية في خبرها، موضحاً أن رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس غير موجود في الأراضي التركية حالياً ولم يشارك بأي اجتماع حديثاً، مضيفاً أن الصورة التي أرفقتها الوكالة في خبرها قديمة من مؤتمر صحفي عقد في إستانبول في أيلول/سبتمبر الماضي لإدانة هجوم قوات الحكومة السورية على درعا جنوب سوريا آنذاك.
وحول “البيان المزعوم”، لفت حمادة إلى أنهم لم يصدروا -بصفاتهم الشخصية- أي بيان ولم يوقع هو على أي شيء من قبيل ما نشرته الوكالة التركية، مؤكداً في الوقت ذاته اجتماع بعض الشخصيات وإعداد مسودة بيان يدعو للتقارب ونزع فتيل التحريض، إلا أن مسودة البيان حُرِفت لتحمل جهة معينة المسؤولية “بشكل غير صادق”، على حد وصفه.
وتوقع حمادة أن نسخة “المسودة” التي رفض تسميتها بـ “البيان” أُرسلت إلى الوكالة التركية عبر أحد أعضاء المجموعة دون حصوله على موافقة الأعضاء الآخرين، مشيراً إلى أن المجموعة تجتمع عصر اليوم الخميس لمناقشة ما نُسب إليها في خبر الوكالة التركية، بحسب ما جاء في خبر المنصة.
قرار ترحيل ماجد شمعة
وفي السياق ذاته، تقود مؤسسة “أورينت” الإعلامية (معارضة) من خلال قناتها الفضائية ومنصاتها الإلكترونية حملة “لا لترحيل ماجد شمعة” لوقف ترحيل الإعلامي السوري المعارض عبد المجيد شمعة، المشهور باسم “ماجد شمعة”، والمعروف بإنتاجه الإعلامي الساخر ضد الحكومة السورية.
وقالت المؤسسة إن السلطات التركية رحّلت “شمعة” إلى غازي عنتاب تمهيداً لنقله إلى سوريا، رغم تبرئة القضاء السوري إياه، مع خطورة ترحيله في ظل التهديدات التي تلقاها الإعلامي السوري في السابق من طرف الحكومة السورية، وتخوّفه من هيئة تحرير الشام وبعض الفصائل المُسلحة في الشمال السوري كونه تحدّث عن انتهاكاتهم خلال عمله الصحفي، أو الفيديوهات التي يقوم بإنتاجها.
ونشرت المؤسسة اليوم الخميس صورة رسالة كتبها ماجد شمعة بخط يده من مركز الترحيل الذي يُحتجز فيه في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا، يقول فيها إنه يخشى على حياته في حال ترحيله، فضلاً عن أن عائلته المقيمة في تركيا ستفقد معيلها، وأنه يحب تركيا وشعبها، حيث يقيم منذ 6 سنوات.
وقال شمعة إن بلدته في سوريا مدمرة تخضع لسيطرة الجيش السوري، ولا يستطيع العودة إليها.
وأعلنت الإدارة العامة للهجرة في تركيا أواخر الشهر الماضي أنها قررت ترحيل 7 سوريين ألقت القبض عليهم، على خلفيةِ تفاعلهم مع قضية “الموز” على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبرتهم أساؤوا إلى تركيا وشعبها من خلال فيديوهات نشروها ضمن “تريند الموز” الذي انتشر بعد اتهام مواطنين أتراك للاجئين السوريين بالرفاهية وأكل الموز بينما يعجز التركي هم عن شرائه لأطفاله بسبب تراجع الوضع الاقتصادي في تركيا.