الأربعاء 8 كانون الأول/ديسمبر 2021
سوريا اليوم – دمشق
علمت “سوريا اليوم” أن تقييماً سرياً رُفع إلى الرئيس السوري بشار الأسد اعتبر أن فرص سوريا في المشاركة بالقمة العربية في الجزائر “ضعيفة” إلى “معدومة” في هذه المرحلة.
وصرحت مصادر خاصة في العاصمة دمشق لـ”سوريا اليوم” بأن التقييم الذي قدم خلاصة تقديرات وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية، ومكتب الأمن الوطني برئاسة اللواء علي مملوك، بناء على الاتصالات والاجتماعات التي أجراها المسؤولون السوريون خلال الأشهر القليلة الماضية، خلص إلى أن عدداً من الدول العربية التي تعارض استعادة سوريا مقعدها المجمد في جامعة الدول العربية منذ عام 2011 لم تتزحزح عن موقفها.
وأشار التقييم، بحسب المصادر الخاصة التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن كلاً من السعودية وقطر ما زالتا مصرّتين على موقفهما الرافض لحضور سوريا القمة العربية في شهر آذار/مارس القادم بالعاصمة الجزائرية، وتليهما بدرجة أقل مصر التي تربط المشاركة السورية في القمة بتحقيق الحكومة السورية تقدماً في ملف “الحل السياسي”، رغم إعلان الجزائر والعراق ولبنان تأييدها لحضور سوريا القمة.
ويوضح التقييم السرّي، الذي لم يُعرف تاريخه بالتحديد، أن الإيجابية التي تبديها كل من الأردن والإمارات وعُمان بخصوص حضور سوريا القمة العربية، هو موقف إعلامي أكثر منه سياسي، وأن البلدان المذكورة لن تعمل على إقناع الدول الرافضة لعودة سوريا إلى القمة التي لم تتمثل فيها منذ 2010، لأنها متأثرة بضغوط من الولايات المتحدة التي تعمل على معاقبة سوريا، وأن الضغط الأمريكي هو سبب الموقف المصري المتحفظ على حضور القمة أيضاً، رغم انفتاح القاهرة على العلاقة مع دمشق واستضافتها مسؤولين سوريين على غرار كل من الأردن والإمارات وعُمان.
وبحسب التقييم، فما لم يحصل قرار عربي بالإجماع على دعوة دمشق لحضور قمة الجزائر، أو على الأقل ألا تعترض أي دولة عربية عليها، بحسب نظام الجامعة العربية الذي يعطي حق الفيتو للدول الأعضاء، وهو ما ليس مضموناً في الوقت الحالي، فلن تصل الدعوة إلى سوريا، بغض النظر عن بعض التصريحات العربية “المتفائلة”.
إلا أن التقييم المذكور، بحسب مصادر “سوريا اليوم” أكد ضرورة أن يستمر الخطاب الإعلامي السوري في التأكيد على أن سوريا ستشارك في القمة العربية، وسط تنامي الدعم العربي الرسمي.
وكانت جامعة الدول العربية جمّدت عضوية سوريا في عام 2011 على خلفية اندلاع الأزمة السورية، التي بدأت بمظاهرات شعبية سلمية عُرفت باسم “الثورة السورية”، وبعد مواجهة السلطات لها بالقوة العسكرية، تحولت إلى حرب أهلية مدمرة مستمرة منذ 10 سنوات، وأدت إلى تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ مختلفة بين الحكومة والمعارضة.
وشهدت القمة العربية في العاصمة القطرية الدوحة عام 2013 جلوس المعارضة السورية على مقعد سوريا في القمة، بدعوة من قطر رئيسة القمة آنذاك، حيث مثّل سوريا أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في حينها، ووُضع “علم الثورة السورية” على طاولة القمة.
وفي آذار/مارس 2021 أكدت الإمارات على لسان وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن “عودة سوريا للعمل الإقليمي مع محيطها العربي أمر لا بد منه”.
وجدد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رفض بلاده حضور سوريا القمة العربية القادمة، خلال مؤتمر صحافي مشترك أمس الاثنين (6 كانون الأول/ديسمبر) في الدوحة مع وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو، مؤكداً أن موقف قطر واضح منذ البداية وهناك أسباب “لمخاوفنا التي أعربنا عنها” وقد تم على أساسها تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وهذه الأسباب لا تزال موجودة “ولم نر أي تقدم أو تطور في سلوكيات هذا النظام وتعاطيه مع هذه الأسباب”، بحسب تعبيره.
وسبق أن عبر وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، في مقابلة مع شبكة “CNN” الأمريكية، في نيسان/أبريل الماضي، عن أمل بلاده أن “تتخذ حكومة بشار الأسد الخطوات المناسبة لإيجاد حل سياسي، لأن هذا هو السبيل الوحيد للتقدم في سوريا”، معتبراً الاستقرار في سوريا “يتطلب حلًا وسطًا من قبل الحكومة السورية، وتضافر جهود الحكومة والمعارضة حتى نتمكن من المضي قدمًا في عملية سياسية”.
ويعبر الموقف السعودي هذا عن التحفظ على عودة سوريا قبل إيجاد “حل سياسي” لأزمتها الداخلية، رغم حصول لقاءات أمنية وزيارة لرئيس الاستخبارات السعودية إلى دمشق في وقت سابق من العام الحالي.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن رغبة بلاده في مشاركة دمشق في القمة العربية التي تستضيفها الجزائر في آذار/مارس 2022، موضحاً أن القمة يُفترض أن تكون “جامعة”، معرباً عن أمله بانطلاقة جديدة للعالم العربي، إلى جانب التأكيد على أن بلاده لا تكرّس التفرقة بين العرب.
وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أجاب وزير الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية فيصل المقداد في مقابلة تلفزيونية مع قناة “سما” السورية (موالية) على سؤال حول تلقي سوريا دعوة لحضور القمة العربية، بالقول إنه لا يريد أن يعطي انطباعات خاطئة بخصوص حصول “دعوة”، ولكنه قال إن “هناك أجواء إيجابية عربية تتطور بشكل يومي ومستمر بشأن الطلب منها العودة إلى الجامعة العربية، وأن هناك مواقف تظهر على مختلف المستويات تعمل باتجاه وضع حل للأوضاع فيها”.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري اعتبر في حديث بواشنطن الشهر الماضي أن “سوريا عنصر مهم جداً للأمن القومي العربي”، استدرك بالقول: “لكن علينا أن ندرك التطورات التي حدثت خلال السنوات العشر الماضية وما بعدها”، لافتاً إلى أنها أثرت سلباً على على الشعب السوري، و”لا يزال الوضع الحالي متقلباً إلى حد كبير”.
وأضاف: “نعتقد أنه يجب بالضرورة أن يكون هناك وقت يجري فيه إعادة دمج سوريا في الصف العربي، ولكن هذا بالتزامن مع السياسات التي ستظهرها الحكومة السورية من حيث أن لديها استعداداً للعب دورها التقليدي مرة أخرى في دعم الأمن القومي العربي، ومعالجة الديناميات الداخلية للأزمة في البعد الإنساني أيضاً، ومشكلة اللاجئين، وكذلك إظهار مزيد من الاعتدال في كيفية استعادة ثقة المنطقة ودينامياتها الداخلية”.
وتابع: “عندما نتحقق من أن هذا هو الحال، فأنا واثق من أنه سيكون هناك عودة متقبلة لسوريا إلى جامعة الدول العربية والصف العربي. نأمل أن تستعيد مكانتها وأن تلعب دورها التقليدي بشكل يدعم السلام والأمن في المنطقة”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.