الاثنين 10 كانون الثاني/يناير 2022
سوريا اليوم – متابعات
بعد مرور عقد من الزمن في مخيمات اللجوء، لازال مستقبل الآلاف من العائلات السورية في إقليم كردستان العراق مجهولاً، فانحسرت الخيارات أمامهم ما بين خطة الاندماج التي تشجع عليها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومطلب التوطين في بلد ثالث وحلم العودة.
وتنحدر عالية محمود رحمانو من منطقة شيخ خضر التابعة لحلب، وهي واحدة من آلاف اللاجئات اللواتي يبحثن عن “مستقبل أفضل” لأطفالهن.
تقول “رحمانو” التي لجأت إلى محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق سنة 2013 إنها تواجه وبناتها صعوبات جمة بسبب تأثير وباء كورنا على الكثير من القطاعات الحياتية ولا سيما الاقتصادية، بحسب ما ينقل تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” السورية المحلية اليوم الاثنين.
وتكسب “رحمانو” رزقها لإعالة أطفالها من محل بقالة صغير في بيتها في مخيم دار شكران شمالي أربيل. لكن يبدو هذا الدخل لايغطي مصاريف العيش والصحة والتعليم المهدد، فتطالب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بصرف رواتب هيئة التدريس لكي يتنسنى لبناتها متابعة دراستهن.
وقالت: “لقد ضاع مستقبل أطفالنا في المخيم ونتمنى من المفوضية تقدم المساعدة للخروج من هذا الوضع ، نطالبها بالتوطين في بلد الثالث”.
ويوافقها الرأي فريد عصمت درويش وهو مهندس إلكترونيات من سكان مدينة القامشلي ويقيم في المخيم، حيث أشار إلى أن الأطفال اللاجئين لا يملكون سجلات مدنية لذا من غير الممكن التقديم على حق المواطنة في العراق باعتبارها لم توقع على اتفاقية 1951 بخصوص اللاجئين.
وأضاف أنهم يفتقرون لحقوق التعليم والضمان الصحي ورغم ذلك تحاول الأمم المتحدة وضع خطة الاندماج علماً أنه ما من شروط مشجعة للاندماج.
وقال درويش: “نحن لم نطالب بالدمج ويصعب تطبيق ذلك، لأن العراق لم توقع على الاتفاقية بخصوص اللاجئين ما يعني أن العراق تعتبر دولة عبور، لذا فإن الحل الوحيد فهو إعادة التوطين.
وبحسب الإحصائيات الرسيمة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوجد قرابة 290 ألف لاجئ سوري في العراق معظمهم في إقليم كردستان.
ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين أسمائهم رسمياً لدى المفوضية قرابة 235 ألف لاجئ.
وقال فراس الخطيب وهو المتحدث الرسمي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في العراق إن المفوضية تدعم الحلول الدائمة، وأهمها العودة إلى الوطن إذا كانت الظروف الأمنية تسمح بذلك”.
ولكن في حال لم تتوفر الظروف الملائمة، فالحل الآخر بحسب الخطيب هو “الاندماج المحلي”.
وأشاد الخطيب بجهود أربيل التي صنفت عالمياً “إحدى المدن الصديقة للاجئين” على حد تعبيره، لذا شجع على خطوة دمج اللاجئين في الإقليم.
لكن بنظر اللاجئين فإن الحقوق التي تتحدث عنها المفوضية غير متوفرة، لذا نظموا أكثر من احتجاج أمام مكتب ممثلية الأمم المحتدة في أربيل للمطالبة بالتوطين في بلد ثالث أو توفير الحقوق في مكان اللجوء وعلى رأسها “التعليم والصحة والمواطنة”.
وشدد دوريش على عزمهم بالقيام بأي شي من أجل مستقبل أطفاله بما فيه الاعتصام.
وتحدث اللاجئ زكريا علي عما وصفه بـ”تخاذل وتقاعس” المفوضية لإعادة التوطين السوريين في العراق، مبيناً أن العراق لم يوقع على اتفاقية 1951 بخصوص استقبال اللاجئين لذا هم غير معترف بهم كلاجئين، وهذه إحدى الأسباب التي دفعتم إلى المطالبة بإعادة التوطين في بلد ثالث.
وأطلق المحتجون مذاك، حملة التوقيع على عريضة إلكترونية يطالبون فيها بإعادة التوطين وقد وقع عليها آلاف اللاجئين.
الحملة بحسب “علي” أسهمت في زيادة الوعي لدى طالبي اللجوء ليصبح إعادة التوطين مطلب معظم اللاجئين، على حد قوله.
وطالب علي المفوضية في العراق بالعمل على غرار دول الجوار الأخرى التي تدعم خطة إعادة التوطين.
ورد المتحدث الرسمي باسم المفوضية على مطالبة اللاجئين بإعادة التوطين بالقول: “هذا الحل ليس بيد الأمم المتحدة بل أن القرار يعود لدول المستضيف، فنحن لا نستطيع أن نفرض على دولة ما بأن تستقبل لاجئ”.
وبسبب جائحة كورونا وتردي الوضع الاقتصادي، تراجعت نسبة استقبال أعداد اللاجئين مقارنة بالسنوات السابقة، وقال الخطيب “في عام 2021 قدمت المفوضية اسماء 353 عائلة / 1672 شخص للتوطين في دول ثالثة”.
وأضاف أنه يوجد نحو 35 مليون نازح ولاجئ على مستوى العالم معضهم تحت مظلة الأمم المتحدة ولكن لا يتم توطين إلا نسبة واحد في المائة، هذا ناهيك إلى “الشروط الصارمة” التي تضعها الدول المستضيفة.
وقال الخطيب: “لا يوجد فرق في إعادة التوطين بين اللاجئين بين العراق ودول الأخرى، بل هو على أساس نسبي”.
وقال: “يوجد أكثر من ثلاث ملايين و700 ألف لاجئ في تركيا وأكثر من 800 ألف في الأردن، والأعداد لها دور في مسألة النظر إلى اعادة التوطين”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.