السبت 19 شباط/فبراير 2022
سوريا اليوم – إدلب
يُحضر مصطفى الزّاكي (45 عاماً) وهو اسم مستعار لنازح من مدينة معرة النّعمان جنوب إدلب، لنقل أثاث خيمته في مخيم “أطفالنا تُناشدكم”، بالقرب من بلدة أطمة شمالِ إدلب، إلى مخيم آخر.
ويتساءل الأربعيني بينما يحمل بعضاً من مقتنيات أطفاله “وين بدنا نروح بحالنا؟”، بحسب تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” المحلية السورية (معارضة) اليوم السبت.
ومؤخراً، رفع صاحب الأرض التي ينصُب النازحون خيامهم فوقها، دعوى قضائيّة للإخلاء في محاكم حكومة الإنقاذ، الذّراع المدني لهيئة تحرير الشّام (جبهة النصرة سابقاً)، بحسب ما قاله “الزاكي”.
وبعد أنّ ربح الدّعوى التي رفعها، رَفضَ المالك عروض بعض المنظمات لشرائها والعديد من الحلول التي طرحها النازحون.
وبغية الضَّغط على سكان مخيم “أطفالنا تُناشدكم”، اعتقلت “تحرير الشّام” ستةً من سكانه إبان إعطائهم مدة لا تتجاوز العشر أيام للإخلاء، وهي ليست المرة الأولى إذ ناب مُخيمات أخرى النّصيب ذاته.
وجاء الاعتقال بعد أيام من إرسال إبلاغات خطية لـما يقارب 80 عائلة نازحة، تحذرهم فيها من أنه في حال عدم الإخلاء سيُطردون بالقوة، حسب نازحين في المُخيم.
ولم تحاول “تحرير الشّام” تقديم حلول بديلة للحد من معاناة النّازحين الذين تم إجبارهم على نقل خيمهم إلى أماكن أخرى، رغم أنّ الأرض التي شُيد عليها المخيم قبل ثلاث سنوات، عقد إيجارها ينتهي بعد عام ونصف، بحسب نازحين.
ولكن المالك الجديد، يطالب الآن بتسليمها خالية من 80 عائلة تضم أكثر من 300 طفل، بينهم يتامى وأرامل بلا معيل، حسب وكالات إعلام محلية.
ولأن أطفال الرّجل الثّلاثة سينقطعون عن مدارسهم، إضافة لأنه سيُغلِق محل السّمانة في المُخيم، وبهذا سيفقد مصدر رزقُه الوحيد، فهو يشعر “بالخسارة” على حد تعبيره.
ويبلغ عدد المخيّمات الكلّي 1,293 مخيماً في شمال غربي سوريا، يقيم فيها نحو مليون و44 ألف نازح، وتتضمن 382 مخيماً عشوائياً، ويقيم فيها 185,557 نازحاً، بحسب إحصائيات فريق “منسقو استجابة سوريا”.
وفي نهاية العام المُنصرم، أجبرت هيئة تحرير الشّام رامي التّرك (35 عاماً) على ترك مخيم البركة الواقع بالقرب من مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، “بحجة بناء مسجد ومدرسة على أرض المخيم”.
ويصف الأمر على أنه “تشريد أكثر من مئة وستون عائلة، دون سابق إنذار، نتيجة تسلط القوى الأمنية التّابعة للهيئة”.
ويضيف، “مرة ثانية وجدت هذه العائلات نفسها مضطرةً للنّزوح إلى مناطق مُتفرقة”، لافتاً النّظر إلى أنه ما يزال يعاني تبعات النّزوح، إذ أجبر على السّكن في مخيم قريب من مكب النّفايات.
الأمر الذي سبب له وأسرته، أمراضاً عدة، حيث أصيب طفلاه بـحبة حلب (اللاشمانيا)، إضافة لمشاكل في التّنفس، وفقاً لما ذكره لنورث برس.
ويتعجب الرجل الثلاثيني من “قلة إنسانيتهم، فعوضاً عن تقديم المُساعدات للنازحين يشردونهم ويرهبونهم بقوة السّلاح”.
ويتساءل، “كيف سولت لهم أنفسهم تشريد مئات العائلات والأطفال؟، فمئات الأسر لجأت إلى الأحراش والمناطق الجّبلية النّائية وأوضاعهم صعبة ولا تتوفر لهم الخدمات الأساسية للحياة”.
وفي مخيمه الجديد بالقرب من مخيمات دير حسان شمالي إدلب، يستقر مصطفى أبو حجر (42 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح من مدينة سراقب شرقي إدلب، بعد إخلائه الأرض التي كان يقيم عليها في مخيم النّور بمنطقة عقربات شمالي إدلب.
ومنتصف العام الفائت، أعطى عناصر الهيئة سكان المخيم، مدة أقصاها أسبوعين للإخلاء، “بذريعة” وضع كتل إسمنتية لتنفيذ مشاريع لإحدى المنظمات التّركية على الأرض”، بحسب “أبو حجر”.
وفي وقت سابق، استولت “حركة نور الدّين الزّنكي” على هذه الأرض، وباعتها بعقود مزوره لحسن طه، وهو من سكان مدينة الدّانا شمال إدلب، ليرفع دعوى فيما بعد ويُطالب بها، “بحجة” أنها ملكه ويُريد بناء جامع عليها، بحسب نازحين.
ويشير “أبو حجر” إلى معرفتهم في وقت لاحق، أنّ “أحد الأشخاص دفع مبالغ مالية لمحاكم الإنقاذ لاستملاك أرض مخيمهم التي هي في الأساس من أملاك الدّولة”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.