الأربعاء 23 شباط/فبراير 2022
سوريا اليوم – دمشق
قالت مصادر محلية إن أحد مربّي المواشي من مدينة مركدة في ريف الحسكة الجنوبي، قام ببيع 25 رأساً من الأغنام بمبلغ 450 ألف ليرة سورية بسبب عدم قدرته على تأمين الأعلاف”، بينما قام رجل آخر من منطقة “جبل عبد العزيز” بريف الحسكة الغربي، في اليومين الماضيين، بفتح النار من بندقية آلية على قطيعه ما أفضى لنفوق 25 رأساً من القطيع.
وبحسب موقع “أثر برس” المحلي السوري (موالي) فإن هذه الأنباء تأتي في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف ضمن المحافظات الشرقية ونقصها في الأسواق، وفي ظل سيطرة تجار من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على سوق الأعلاف ومنع نقلها من مناطق سيطرة الحكومة السورية، على حد تعبيره.
وكان الموقع نشر خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي تقريراً حول قيام أحد الأشخاص ببيع 6 رؤوس من الأغنام بمبلغ 30 ألف ليرة (5000 ليرة للرأس الواحد)، ضمن أحد الأسواق في قرية الحدادية بريف الحسكة، فيما سُجلت عمليات بيع للأغنام بمبلغ 60 ألف ليرة للرأس في محافظة الرقة للسبب ذاته.
يذكر أن الحكومة السورية قد سمحت بمرور قطعان المواشي وأصحابها من المعابر الرابطة مع مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إلا أن الأخيرة منعت خروج المواشي نحو مناطق خارجة عن سيطرتها بحجة الحفاظ على الثروة الحيوانية.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأربعاء تعليقاً على هذه الأنباء إن “الكارثة التي سبق أن حذر منها مربو المواشي في سوريا جراء ارتفاع أسعار الأعلاف يبدو أنها حلت فعلاً”.
ويبلغ السعر الاعتيادي للمواشي في الأسواق نحو 9000 ليرة سورية لكيلو الخروف الحي، و7200 ليرة لكيلو الخراف الصغيرة، في حين تباع النعجة الحامل بسعر 300 ألف ليرة، والماعز الحامل بسعر 250 ألف ليرة. كما يتراوح سعر رأس الغنم بين 300 ألف ليرة و250 ألف ليرة.
وقالت الصحيفة إن ارتفاع أسعار الأعلاف يهدد الثروة الحيوانية في سوريا، حيث بلغ سعر طن التبن 800 ألف ليرة في ظل فقدانه من السوق المحلية بسبب تهريبه إلى لبنان، بحسب ما ذكرته مصادر في سوق المواشي بريف دمشق لـ”الشرق الأوسط”. وكانوا المزارعون يحرقون القش الجاف من مخلفات مواسم حصاد القمح والشعير، في الأرض تمهيداً لزراعة محصول آخر، لكن قرارات صدرت في الأعوام الأخيرة منعت حرقه. وقد ارتفع سعر التبن أخيراً من 60 ليرة للكيلو الواحد إلى أكثر من 800 ليرة.
ويستعين مربو المواشي بالتبن بديلاً لعدم توفر الأعلاف المفيدة كالكسبة والنخالة، والتي يتجاوز سعر الطن منها مليوناً وثلاثمائة ألف لليرة، علماً بأن التبن أقلها قيمة غذائية، فهو لا يعدو قشاً يابساً، بحسب المصادر التي أكدت إصابة قطعان المواشي بالهزال والأمراض بسبب سوء التغذية، كما حصل للماعز في ريف الغاب بمحافظة حماة الموسم الماضي.
ويبلغ سعر كيلو شعير العلف 1400 ليرة، والنخالة 1300 ليرة، فيما وصل سعر كيلو التبن الأبيض إلى نحو 900 ليرة، وكيلو تبن الفصة إلى 1100 ليرة، وسعر كيلو الذرة الصفراء إلى 1000 ليرة سورية، ويحتاج رأس الغنم الواحد بين 2 و3 كيلوغرامات من العلف يومياً.
وانعكس الضرر الحاصل بالثروة الحيوانية سلباً على أسعار اللحوم والألبان والأجبان التي ارتفعت في السنة الأخيرة أضعافاً عدة وغابت عن موائد معظم السوريين، بعد أن كانت من أساسيات المواد التموينية التي تخزن في البيوت لشهور. وتتركز الثروة الحيوانية، لا سيما الأغنام، في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا، وهي مناطق باتت تشهد تكراراً لحالات نفوق المواشي نتيجة الجفاف وقلة المراعي وعدم توافر العلف والأدوية البيطرية. ويعاني رعاة المواشي في البادية شمال دير الزور وشرقها وجنوب الحسكة من عدم قدرتهم على الاستمرار في تربية المواشي التي انخفض سعرها بشكل حاد ليصل سعر رأس الغنم إلى نحو 5000 ليرة؛ أي أقل من دولارين أميركيين.
ويلجأ معظم مربي المواشي إلى ذبح جزء من مواشيهم أو بيعه للمسالخ لتأمين الأعلاف والأدوية للبقية منها. وفي الفترة الأخيرة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو والصور تظهر نفوق الأغنام في أرياف دير الزور والحسكة بسبب عدم قدرة الأمهات على إدرار الحليب نتيجة غياب الأعلاف ولعدم قدر الرعاة على التنقل في البادية بين مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق الإدارة الذاتية.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.