الثلاثاء 12 نيسان/أبريل 2022
سوريا اليوم – الرقة
يقنن خالد علي (30 عاماً) وهو من سكان حي رميلة في الرقة، من كميات المواد الغذائية والخضراوات التي تحتاجها عائلتها، بسبب غلاء الأسعار التي باتت لا تتناسب مع راتبه الشهري.
ولكن رغم اتباع نظام التقنين، إلا أن “علي” وهو معلم لغة عربية في مدرسة بالرقة، يضطر لشراء المواد بعد منتصف كل شهر بالدين، ليقوم بتسديد ثمنها أثناء استلام راتبه الذي يبلغ 260 ألف ليرة شهرياً (ما يعادل 70 دولاراً أميركياً).
ويبحث المعلم عن فرصة عمل أخرى في أحد المطاعم أو المحلات بدوام مسائي، لتأمين دخل شهري آخر يمكنه من إعالة عائلته دون اضطراره للاستدانة، بحسب ما يذكر تحقيق نشرته وكالة “نورث برس” المحلية السورية (معارضة) اليوم الثلاثاء.
وفي الرقة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (التابعة لقوات سوريا الديمقراطية – قسد)، يتبع سكان في المدينة وريفها أسلوب التقنين في ما يلزمهم من مواد غذائية وخضراوات أو شرائها بالدين من أصحاب المحال التجارية، على خلفية الارتفاع المستمر للأسعار، وسط ضعف رقابة دوائر التموين لضبطها.
يقول “علي” إن كل عائلة تتكون وسطياً من ستة أفراد، تحتاج كحد أدنى إلى 120 دولار أميركي شهرياً لشراء مستلزمات المنزل دون الاستدانة ولا يشمل ذلك زيارة طبيب أو شراء أدوية.
ويرى المعلم أن التجار “يتحججون” بارتفاع سعر الدولار لرفع الأسعار، “وهو ما يزيد من العبء على سكان المدينة وخاصة ذوو الدخل المحدود”.
“استغلوا زيادة الطلب”
ومع حلول شهر رمضان، ارتفعت أسعار كافة أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في الرقة كما جميع المناطق السورية، بشكل غير مسبوق، تجاوز نسبة 50% لبعض المواد.
وارتفع سعر علبة الزيت النباتي (أربعة ليترات) من 25 ألف ليرة سورية إلى 42 ألف ليرة، وكيلوغرام السمنة من 8500 ليرة إلى 14 ألف ليرة، بينما وصل سعر كيلوغرام من البندورة لأكثر من أربعة آلاف ليرة سورية.
وشكل ارتفاع الأسعار حالة استياء لدى أغلب سكان الرقة وخاصة أن أغلب المواد التي ارتفعت أسعارها كانت مُخزنة في مستودعات، وفق قولهم، وسط اتهامات للتجار بأنهم استغلوا زيادة الطلب على المواد في شهر رمضان لرفع الأسعار.
ولم ينكر خالد الشعيب وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية وسط المدينة، وجود مواد مخزنة في المستودعات وأنهم يقومون ببيعها اعتماداً على سعر صرف الجديد.
ويبرر ذلك بالقول، ” في حال أردنا بيعها بقيمة سعر الشراء القديم، سيكلف كل تاجر خسارة مادية ولا أحد يضحي برأس ماله من التجار”.
ولكن “الشعيب” يجد أن ارتفاع الأسعار “لا يتعلق بالتاجر”، إنما يعتمد على سعر صرف الدولار الأميركي لأن أغلب المواد الغذائية سعرها يعتمد على الدولار وسط زيادة الطلب، كما أنهم يشترون المواد بسعر الصرف الجديد، وفقاً لما يذكره لنورث برس.
ضعف الرقابة التموينية
وفي حي المشلب شرقي الرقة، تنتقد نجوى السالم (36 عاماً)، تقصير الجهات المعنية في ضبط الأسعار ووضع تسعيرة محددة لكل السلع، وذلك تجنباً “لتلاعب التجار بالأسعار وبيعهم كل سلعة كما يحلو لهم”.
وتصف السيدة الثلاثينية بلهجتها المحلية زيارتها للسوق، “بروح للسوق ينحرق قلبي وبرجع، لا فيني اشتري كل شي بدياه لولادي والأسعار ما ترحم والتجار ما عم يرحموا الناس”.
وتضيف: “بين يوم وليلة ارتفعت أسعار الخضار والزيت وكافة المواد غذائية، ليس هناك سبب واضح لهذا الارتفاع الذي لا يتناسب مع قدرتنا الشرائية”.
ويشدد مروان حمادة وهو رئيس غرفة التجارة في الرقة، على تفعيل عملية الإنتاج اليومي للاستثمارات ورفع نسبة الحركة التجارية والاقتصادية بالمنطقة لتجنب الأزمات المعيشية وتخفيف العبء على السكان ذوي الدخل المحدود.
ووسط مطالبات بوضع رقابة جدية على الأسعار وضبطها واتخاذ خطوات تحمي المستهلكين، اكتفت مديرية التموين وحماية المستهلك في الرقة، بالقول إنها بصدد “وضع آلية جديدة وحازمة لتشديد الرقابة في الأيام القادمة على الأسواق وضبط الأسعار”.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.