الخميس 18 شباط/فبراير 2021
يقول سكان من مدينة حلب، شمالي سوريا، إن كمية الخبز المنتجة في الأفران العامة لا تكفي عائلاتهم، وأنهم لا يستطيعون شراء الخبز السياحي لارتفاع سعر، بينما يعيد أصحاب أفران المشكلة إلى تخفيض الحكومة لمخصصات الطحين.
وتعيش مناطق سيطرة الحكومة منذ أشهر أزمة لنقص الخبز، بالتزامن مع عدة صعوبات معيشية وسط انهيار قيمة الليرة السورية وارتفاع الأسعار في البلاد عموماً.
“كميات لا تكفي”
وقال ناصر شبلي (60 عاماً)، وهو من سكان حي السكري بحلب، إنه يستلم يومياً عبر البطاقة الذكية ربطتي خبز تضم كل واحدة 14رغيفاً، “وهي لا تكفي لعائلتي المكونة من عشرة أفراد.”
وأشار إلى أن المشكلة لا تكمن في نقص الكمية فقط، “فالخبز غير ناضج بشكل كامل ولا يبقى صالحاً بعد عدة ساعات.”
وبحسب سكان في المدينة، تردت جودة الخبز مؤخراً لأدنى مستوى لها في معظم الأفران العامة والبالغ عددها في حلب 25 فرناً، على نقيض ما يصرح به مسؤولون حكوميون.
وفي ظل نقص الكميات المنتجة، يضطر أرباب عائلات للانتظار في طوابير لساعات للحصول على مخصصاتهم من الخبز، فيما يلجأ آخرون لشرائه من معتمدين أو بائعي الخبز بسعر “مرتفع”.
“لا ضوابط للتوزيع”
ويفضل دياب الشافعي، وهو من سكان حي بستان القصر، شراء مخصصاته من المعتمدين على الوقوف لساعات في طوابير، “الحصول على الخبز من الأفران يعني الانتظار لأكثر من ثلاث ساعات يومياً.”
وقال “الشافعي”، لنورث برس، إن معتمدي توزيع الخبز لا يلتزمون بالتسعيرة الحكومية (مئة ليرة للربطة الواحدة)، ولا يكتفون بزيادة 25 ليرة كهامش ربح، “لكنهم يبيعون الربطة بأكثر من 200 ليرة.”
وأضاف أن سعر المادة لا يخضع لأي ضوابط، “ولو كان باستطاعتنا شراء الخبز السياحي لاستغنينا جميعنا عن الخبز المنتج في الأفران العامة.”
وتبلغ سعر ربطة الخبز السياحي (ثمانية أرغفة) 1.600 ليرة سورية، بينما يبيع باعة ربطة الخبز العادي خارج الأفران بـ 500 ليرة.
تخفيض مخصصات
ونهاية كانون الأول/ ديسمبر العام الفائت، عممت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على كافة مديريات التموين قراراً يقضي بحسم نسبة 16 بالمئة من مخصصات الطحين للمخابز العامة والخاصة.
رغم ذلك، قال جهاد السمان، وهو مدير الأفران في حلب، لنورث برس، إن “الكميات المخصصة لمدينة حلب مدروسة بعناية، وهي كافية وزيادة الكميات تكون بحسب الحاجة ونوعية الخبز جيدة بشكل عام.”
لكن غازي غازي، وهو مدير فرن في حي القاطرجي، قال إن مخصصاته من الطحين جرى تخفيضها “لأكثر من النصف بقليل” وأنه يضطر للاكتفاء بثلاث ساعات تشغيل.
وأضاف أنه كان يستلم سابقاً أكثر من ستة أطنان من الطحين يومياً، وكان التوزيع يستمر من السادسة صباحاً وحتى الثانية عشر ظهراً، “والكمية كانت شبه كافية.”
ويرى “غازي” أن دوريات التموين تعطي كل اهتمامها الآن لمراقبة أي عملية سرقة لكميات الطحين وبيعها في السوق، “ولكنها تنسى أن رغيف الخبز بات لا يتوفر للمواطن بسبب خفض كميات الطحين.”
إعداد: نجم الصالح – تحرير: سوزدار محمد
المصدر: نورث برس