الجمعة 22 نيسان/أبريل 2022
سوريا اليوم – دمشق
دخل الكاتب السوري فؤاد حميرة معركة إعلامية شرسة مع المخرجة رشا شربتجي، فيما يمكن اعتباره معركة “كسر عضم” بالتعبير السوري الدارج، حول المسلسل السوري الذي يحمل الاسم نفسه وتم عرضه خلال شهر رمضان الحالي.
وكانت المخرجة السورية رشا شربتجي ردت على حميرة الذي اتهمها بسرقة فكرة مسلسله “حياة مالحة” والسيناريو الذي كتبه قبل سنوات، وتحويلها إياه إلى مسلسل “كسر عضم” الذي حاز على اهتمام السوريين، متوعداً شركة الإنتاج بمعركة قضائية.
ويتهم أنصار الكاتب حميرة شركة الإنتاج والمخرجة بإخفاء اسمه من المسلسل رداً على موقفه المعارض للحكومة السورية، والذي اتخذه منذ انطلاق ما يُعرف بـ”الثورة السورية” عام 2011، حيث أعلن حميرة معارضته للنظام في دمشق، وانتقل ليقيم في مصر.
شربتجي: لم أسرق السيناريو
وجاء في مقال نشرته شربتجي على صفحتها على الفيسبوك إنها بعد كل الضجيج الذي حدث مؤخراً حول مسلسل “كسر عضم” وادعاءات فؤاد حميرة بسرقة فكرة مسلسل “حياة مالحة” منه “أعتقد أنه جاء دوري كمخرجة لأوضح كافة التفاصيل خصوصاً أني مخرجة “كسر عضم” وكنت على وشك تنفيذ “حياة مالحة” في يوم من الأيام ولديّ اطلاع كامل على النصين”، بحسب تعبيرها.
وأشارت إلى أن “القصة بدأت عام 2010 بعد أن تسلمتُ الورق الذي كتبه فؤاد “حياة مالحة”، وكان العمل مكتوباً منه مئتي صفحة فقط، وبدأنا التصوير في دمشق رغم أن الورق لا يكفي لإنجاز مسلسل بثلاثين حلقة لكن كنا على أمل أن نلحق بموسم رمضان وأن يكمل الكاتب حميرة باقي العمل لكن ذلك لم يحصل بسبب عدم تتمة الكاتب للنص بالأساس، ومن ثم توقف المشروع”.
وتابعت تقول: “وهنا نسأل الأستاذ فؤاد بما أنه صرح أنه نال مستحقاته كاملة من شركة كلاكيت أي أن الحقوق الكاملة للنص باتت لها، فما الذي ستخسره الشركة لو وضعت اسم “فؤاد حميرة” كصاحب فكرة العمل؟ على العكس هذا سيفيدها أكثر من ناحية التسويق للمحطات لأن اسم الأستاذ فؤاد معروف والجمهور متعطش لمشاهدة عمل جديد له، هذا أولاً، أما ثانياً فإن خط مرض الإيدز الذي يتحدث عنه الكاتب فؤاد بأنه متشابه مع كسر عضم، فإن هذا الخط موجود في 24 مشهداً من أصل 1200 مشهد وهي مختلفة بشكل كلي عما ورد في حياة مالحة، فهل كل عمل طرح فكرة أن هناك مسؤولاً مصاباً بالإيدز هو فكرة مسروقة؟ إذن نحن أمام عشرات الأعمال السورية والعربية المسروقة. وإن كان فعلاً مسروقاً فنتمنى عليه أن يخبرنا ماذا سيحصل مع الشخصيات المصابة بالمرض في الحلقات القادمة”.
وتشير شربتجي إلى أنه “في “كسر عضم” هناك خط “عبلة” التي تسعى للانتقام من أحد مسببي مقتل زوجها، وهي فكرة تكررت كثيراً في الدراما وحتى في السينما، ومن المعروف أن الأفكار تتشابه أحياناً وهذا وارد، لكن طريقة الطرح والمعالجة تختلف من عمل إلى آخر وهذا هو المتعارف عليه”.
وبحسب المخرجة فإنها ليس لديها “أي مشكلة بالتعاون مع كاتب مهم مثل الأستاذ فؤاد حميرة خصوصاً بعد تعاون رائع ومثمر في مسلسل غزلان في غابة الذئاب، لكن لدي عتب كبير عليه بتوجيه أصابع الاتهام لي وكأنني فعلاً سارقة، وهو ما لم أفعله طيلة مشواري المهني المتواضع، وإن أصر الكاتب حميرة على موقفه فليس لدينا حلول سوى نشر النصين كاملين، وعندها على الجمهور أن يحكم وليس نحن، خصوصاً أن فكرة ومشاهد “حياة مالحة” الأصلية التي لم تتحول إلى نص كامل أصلاً موجودة لدينا”.
وأوضحت شربتجي أن “هناك وثائق وثبوتيات وإيميلات تثبت صدقي، وأنا مستعدة لنشرها للناس إن تطلب الأمر بدءاً من طرح الفكرة حتى آخر حلقة مكتوبة، وأؤكد أن نص “كسر عضم” هو للشاب علي معين صالح، وكان نتاج ورشة “دراما رود”، واقترحتْه الدكتورة رانيا الجبان مع ثلاث حلقات مكتوبة، فتبنّينا النص وبدأتُ بالعمل عليه ولا علاقة له بأي شكل بـ(حياة مالحة)”.
وبحسب المخرجة السورية فإنها تخوض حالياً سباقاً مع الزمن “لإنهاء تصوير المسلسل بعد أن نال متابعات كبيرة وإشادات واسعة، ومن حق الجمهور عليّ أن أقدم له ما يحترم عقله وعينيه. وحقيقةً ليس لدي وقت كافٍ للرد على كل ما يجري من اتهامات أخذ الكثيرون من خلالها يصطادون بالماء العكر، مشوّشين على نجاح كبير للمسلسل. لذا بإمكانكم اعتبار هذا البيان هو الأول والأخير فالعمل الجادّ والحقيقي هو أفضل طريقة للرد على كل الاتهامات بأي سرقة أو فشل أو غيره. دمتُم بخير ومحبة بتنا نفتقدها للأسف”، بحسب قولها.
حميرة: مؤيدو النظام يكذبون ويدلسون
من جانبه، رد حميرة على مقالة شربتجي، بمقال نشرته صحيفة “زمان الوصل” السورية (معارضة) تحت عنوان (آخر ما حرر حول “حياة مالحة” و”كسر عضم”)، بدأه بالاعتذار عما سماه “انزلاقه” إلى “معركة هامشية قميئة أسهمت ولو بقدر قليل في إلهاء الناس عن همومهم الحقيقية ولو إلى حين، ولربما على نطاق ضيق”، ولكنه اعتبر “هذه المعركة رغم صغرها أسهمت أيضا في كشف الطريقة التي يتربى عليها مؤيدو النظام، فهم في غالبهم نسخة عنه في الكذب والتدليس والتهجم الشخصي على كل من يعارضهم أو يطالب بحق من حقوقه الطبيعية”، بحسب تعبيره.
ومضى يقول “لقد أثبت بعض المؤيدين خلال الأيام المنصرمة أنهم كما نظامهم يستهينون بكل الأخلاق وبكل المبادئ والمثل والأعراف في سبيل تمرير هضمهم لحقوق الناس، ولهم في زعيمهم قدوة في هذا المجال فهو الذي أصدر قرارات ومراسيم مصادرة بيوت وأراضي وأرزاق الناس الذين هجرهم من بيوتهم وقراهم ومدنهم بعد تعرضهم لأبشع مجازر عرفها تاريخ البشرية”.
وتابع: “لن أعود لبداية الحكاية فقد تحدثنا فيها كثيراً، ولكني سأرد هنا على سيل الأكاذيب التي ساقها صانعو مسلسل “كسر عضم” والاتهامات التي وجهوها إلي شخصياً، مع وعد بأن هذا المقال هو آخر ما سأقوله حول الموضوع مهما حدث ومهما يكن”.
وأشار حميرة إلى قول صناع مسلسل “كسر عضم” وعلى رأسهم “إياد نجار” (مالك شركة كلاكيت للإنتاج) و”رشا شربتجي” أنه لم يكتب من المسلسل سوى 400 مشهد، ورد على ذلك بقوله: “هذا كذب واضح ودليل ضدهم يكشف فعلاً أنهم مجموعة من الكذبة التي لا تملك حجة سوى الكلام، فكل الأدلة تقول عكس هذا الكذب، منها شهادة الأستاذ “عماد ضحية” صاحب شركة “بانة”، وهي المالك الأول لنص “حياة مالحة” والتي يؤكد فيها أن النص كان مكتملاً،وأن “إياد نجار” اشتراه من الشركة لصالح شركته كاملاً حتى آخر مشهد”.
ودلل الكاتب على “كذب” صناع المسلسل بما اعتبره “دليلاً ضدهم”، وهو “تأكيدهم على أنهم دخلوا التصوير، وصوروا أربعة أيام من مسلسل “حياة مالحة”. وأنا هنا أطلب شهادة كل أصحاب شركات الإنتاج، وكل الممثلين السوريين وكل المخرجين في سوريا وخارجها إن كان أحد منهم شارك أو سمع عن مسلسل يبدأ المخرج بتصويره رغم أن الكاتب لم يقدم إلا 400 صفحة، أي أقل من ثلث المسلسل، هذا لم ولن يحدث في أية شركة ولا في أي عمل سينمائي أو درامي”.
وأضاف: “ثم أن هناك لجنة صناعة السينما والتلفزيون التي تقول قوانينها بعدم جواز قبول تنازل من أي كاتب لأية شركة إنتاج عن مسلسله إلا بعد أن يكون منجزاً على الورق ومنتهياً، وهذه لجنة صناعة التلفزيون تشهد بذلك وكل من تعامل معها أيضاً يشهد بأن القوانين لا تسمح بالتنازل إلا إذا كان العمل مكتملاً”، ومع ذلك يصر صناع العمل على القول إنهم لم يتسلموا إلا 400 صفحة فقط من النص الذي كتبه.
ودافع حميرة عن نفسه بقوله: “يقول البعض لماذا لا ينشر “فؤاد حميرة” الأحداث المقبلة من المسلسل إن كان هو فعلاً الكاتب الحقيقي؟ ليقل “فؤاد حميرة” أي حدث سيأتي في المسلسل ونحن سنصدقه، وللإجابة على هذا المطلب أقول: يا إخوتي، النص الذي تم تصويره عندي منه نسخة كاملة، وكان بمقدوري أن أنشر منه مشاهد لما سيحدث في مستقبل الأحداث الواردة في المسلسل، ولكن هذا كذب وغش وتدليس، فكيف تريدون مني أن أدافع عن حقي بالتدليس والغش؟ النص عندي حتى آخر ورقة، ولقد نشرت منه بضع صفحات، بل ونشرت تفريغاً لبعض المشاهد، وأنا أربأ بنفسي أن أكذب في قضية تتحدث أصلاً عن حقي الضائع، وأرفض اللجوء إلى الغش والتدليس مهما يكن، فالحقيقة يجب ألا يمسها غش أو يدنسها كذب”.
وأشار إلى لقاء ساخن بثته قناة “العربية” في 18 نيسان/أبريل الجاري للحديث حول أزمة سرقة المسلسل قال خلاله إياد نجار إن مسلسل “حياة مالحة” ليس فيه حديث عن الإيدز إلا سبعين صفحة، متحدياً نجار أن يعد ويحصي مشاهد الإيدز، ولكنه مضى ليشن هجوماً أعنف عليه مستخدماً عبارات لاذعة، وموضحاً أنه في المسلسل تحدث عن “طاغية منهك ومنخور من داخله، ولكنه يخفي ذلك عن شعبه كي لا يطمع بضعفه ويستهين به، ولذلك يلجأ للقمع والقهر وتصفية كل من يأخذ خبراً بحقيقة مرض الطاغية”.
ويشير حميرة إلى التشابه في التيمة، “فحين نتحدث عن رجل يحلم بعودة أخلاق الفرسان وإصلاح المجتمع فإن تفكيرنا يقودنا مباشرة إلى شخصية الدون كيشوت التي كتبها سيرفانتس وهي باسمه، وحق من حقوقه حتى بعد وفاته بقرون بعيدة لقد ارتبط الدونكيشوت بسيرفانتس برابطة أبدية لأنه مخترع الشخصية، وأول من تناولها وتحدث بمنطقها”.
ويضيف “وهنا بيت القصيد في الخلاف حول مسلسل “كسر عضم” و”حياة مالحة”. الشخصية الرئيسية “أبو جرير”، والتي أصبحت “أبو ريان” في مسلسل “كسرعضم”، مسؤول في الدولة أصيب بمرض الإيدز، وهذا ما يريد إخفاءه عن الجميع، لكن سبب الإخفاء في النص الذي تم تصويره، كان مخففاً ومائعاً فأصبح السبب نتيجة صراع بين “أبو ريان” ومسؤول آخر على منصب في الدولة، بينما هو في نصي “حياة مالحة” صراع بين طاغية مريض وشعب يثور في وجهه في آخر مشهد حين يعلم مرضه ويدرك هذا الشعب أن زعيمهم ليس إلا شجرة بلوط أصابها التسوس وتملأ أحشاءها الديدان والعفن، فثاروا في وجهه طلبا للحقوق وللدفاع عن شرفهم الذي أراده أبو جرير مهدوراً عند قدميه”، بحسب تعبيره.
ويشير حميرة إلى تغيير آخر في المسلسل لأسباب “أمنية”، فيقول: “في “كسر عضم” يموت ابن المسؤول منتحراً، وأنا لن أعلق على هذه الشخصية، وفي مسلسل “حياة مالحة”، يستلم الابن مكان أبيه بعد أن يشتد عليه المرض، فيكشف عن وجهه الحقيقي بأنه أكثر دموية من والده وأقذر من أبيه بكثير رغم أنه يقدم نفسه للناس شخصاً أديباً يهتم بالفن والفنانين والإعلاميين والأدباء”، وبحسب رأي الكاتب فإن “نصائح استخباراتية واضحة” أدت إلى تعديل النص “على يد عنص موظف في القصر الجمهوري” السوري، متهماً المخرجة السورية بأنها “زوجة ضابط في المخابرات”.
وأكد أن “المسألة تتعلق إذاً بتغيير وجهة المسلسل، ولكن التيمة الأساسية للشخصية تبقى، هل وضحت الرؤية أيها السادة؟ أرجو ذلك”.
وحذر حميرة كلاً من شربتجي ونجار “من اختبار صبري، فإن كانت أخلاقي وتربيتي قد منعاني من قول كل شيء، فإني والله أحذر من كشفكما على حقيقتكما وعلى الملأ، فلست من يقعقع له بالثنيان، وأنتما العارفان جيداً من هو فؤاد حميرة”.
وختم الكاتب مقاله قائلاً: “أراد النظام معركة مهما كانت صغيرة تلهي الناس عن همومهم والمأزق الذي المعاشي الذي يعيشونه وتشهده سوريا، ولقد كان له ذلك. ومن هنا أعلن انسحابي من هذه المعركة التي لم يستفد منها إلا النظام ومخابراته، وتبقى معركتنا الأوسع مع هذا النظام الساقط عاجلاً أم آجلاً، تبقى معركتنا معركة الحق، الحرية والعدالة والمساواة والمشاركة السياسية”، بحسب ما جاء في المقال.
سوريا اليوم. أخبار سوريا. أخبار سوريا اليوم. سورية اليوم. أخبار سورية. أخبار سورية اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم. أخبار اليوم سوريا. أخبار اليوم سورية.